قبل ثلاثة ايام على ذكرى اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري تصاعدت الاتهامات المتبادلة بين الاكثرية النيابية والمعارضة بالسعي لاغراق لبنان في الفتنة وصولا الى الحرب الاهلية كما تزايدت الحوادث الامنية على خلفية الاحتقان السياسي.
وتزامن التصعيد مع حملة الاكثرية الواسعة لحشد المناصرين وحثهم على المشاركة في هذه الذكرى التي ستقام في ساحة لشهداء في وسط بيروت الخميس.
فقد صعد قادة الاكثرية مؤخرا بشكل ظاهر هجومهم على المعارضة التي درجت على مدى اكثر من عام على اتهامهم بتنفيذ مخطط اميركي-اسرائيلي في المنطقة. وتتمتع الاكثرية بدعم الغرب ودول عربية بارزة فيما تساند دمشق وطهران المعارضة التي يشكل حزب الله راس حربتها.
وبلغ تصعيد الاكثرية اوجه الاحد على لسان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي قال متوجها الى قوى المعارضة "تريدون الفوضى اهلا وسهلا بالفوضى. تريدون الحرب اهلا وسهلا بالحرب" مؤكدا انه "في 14 شباط/فبراير (الخميس) يكون لبنان ام لا يكون ام يبقى مرهونا لايران وسوريا".
فيما اكد النائب سعد الحريري زعيم تيار المستقبل ونجل رفيق الحريري انه "اذا اعتقد البعض اننا سنبقى ساكتين وان الشارع يخيفنا فإننا لا نخاف سوى الله. لا نريد المواجهة ولكن اذا فرضت علينا المواجهة فإننا بالتأكيد لها".
ومن طرابلس كبرى مدن شمال لبنان التي انتقل اليها لحشد الانصار نفى الحريري وجود تصعيد وقال "كلما نزلنا الى ساحة الشهداء ننزل مسالمين حاملين اعلامنا".
وتنفذ المعارضة اعتصاما منذ الاول من كانون الاول/ديسمبر 2006 في وسط بيروت ما تسبب بشل الحركة الاقتصادية. وهي تهدد بتكثيف التحركات الشعبية لاسقاط حكومة فؤاد السنيورة.
وجرت في 27 كانون الثاني/يناير اعمال شغب في ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله تطورت الى مواجهة مع الجيش سقط بنتيجتها سبعة قتلى من الطائفة الشيعية.
وقال النائب سمير فرنجية من الاكثرية الاثنين لفرانس برس "تمادى الفريق السوري الايراني الى اقصى حد. خلال سنتين لم تتوقف الاغتيالات والتهديدات والتخوين الذي توسع مؤخرا ليطال الجيش اللبناني والبطريرك الماروني نصر الله صفير".
واضاف "صرخة جنبلاط والحريري تعني كفى استخداما لهذا الاسلوب من جانب المعارضة. امام هذه الهجمة المستمرة والوقحة كان لا بد من صرخة كفى". واعتبر ان "قوى 14 اذار تاخرت جدا باطلاقها حتى كاد انصارها يكفرون بها فكان لا بد من قول كفى بقوة".
وردا سؤال حول اتهامات المعارضة للاكثرية بالسعي لجرها الى فتنة وحتى الى حرب مذهبية قال فرنجية "هذه الصرخة قد تكون الطريقة الوحيدة لردع امكانية حرب اهلية سبق ان هددت بها رموز تابعة لسوريا مثل وئام وهاب" وزير البيئة السابق.
واكد جنبلاط من جهته لصحيفة السفير اللبنانية المعارضة ان الاكثرية "لا تريد الحرب والمواجهة وهي التي تتعرض لحملة تخوين وتهديد (...) وقد آن لهذه الحملة التخوينية أن تتوقف".
في المقابل راى مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله نواف الموسوي ان تصعيد الاكثرية يعيد الى الاذهان مشاهد الحرب الاهلية (1975-1990). وقال لفرانس برس "اللبنانيون على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم لا يرغبون بتكرار مشاهد الحرب الاهلية التي اعادتها الى الاذهان التصريحات النارية (للاكثرية) الخارجة عن كل مالوف".
وهاجم جنبلاط بهنف معتبرا ان اقواله "ليست قراءة سياسية بل هي تهريج". واضاف "تصرف كمهرج ناجح جدا وانصحه بترك العمل السياسي والانصراف الى التهريج الذي يتقنه جيدا".
ووصف نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي كلام جنبلاط ب"المجنون". وقال في تصريح صحافي "نحن الاقوى لكن لا تتجاوزوا كل الحدود. ليس على حسابنا فقط يجب ان يحفظ السلم الاهلي ولا على حسابنا فقط تحفظ المؤسسات الامنية وهيبتها".
واضاف "نصبر وقد وصل الصبر الى اقصى درجاته ولكن عليكم ان تحذروا من لحظة غضبنا. وعليكم ان تحذروا من لحظة قرارنا النزول الى الشارع".
من ناحيته اكد سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية (من قوى 14 اذار) ان خيار الاكثرية "الوحيد هو السلم الأهلي والدولة" معتبرا في مؤتمر صحافي "ان استراتيجية المعارضة وسوريا هي تيئيس الشعب لاخضاعه".
في هذا الوقت تزايدت الاحداث الامنية وكان اخرها مساء الاحد مع حادث اطلاق النار قرب مقر اقامة رئيس البرلمان نبيه بري في بيروت واخر في عاليه (شرق بيروت) اسفر عن جريحين وفق بيان للجيش.
وانتقدت صحيفة الاخبار المعارضة سلوك القوى الامنية الرسمية التي لا تتدخل عندما يطلق انصار الاكثرية النار والتي تدخلت بقسوة في ضاحية بيروت الجنوبية. وكتبت الاخبار "اين هي قوات الجيش التي تنبهت فقط لمشاغبين يحرقون الدواليب في مار مخايل ولم تعتقل مسلحا واحدا من الذين يغزون بيروت وطرابلس مرورا بالجبل وهم يطلقون الرصاص دون رادع؟".
فيما اعتبرت النهار ان "السقوف العالية فوق العادة للغالبية في دعواتها الى تحشيد قواعدها في 14 شباط لم تكن وليدة المناسبة وحدها بل جاءت بمثابة رد شامل على محاولة تغيير قواعد اللعبة".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية