أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أصحاب المحال ينتظرون "السقوط"... أسواق دمشق في مهب الندرة وارتفاع الأسعار

(مافي بضاعة.. المعامل مسكّرة) هي عبارات باتت الأشهر بين المواطنين في دمشق، هذه المدينة التي تعاني أسواقها اليوم نقصاً حاداً في البضائع حتى الأساسية منها، فالمحال شبه خالية والخيارات باتت محدودة جداً.

ولعل نقص البضائع في الأسواق هي مشكلة بدأت مع العقوبات الاقتصادية التي طُبقت على الحكومة السورية منذ بداية الثورة، حيث لم تعد عمليات الاستيراد بالسهلة، إلا أن معالم هذه المشكلة ازدادت اليوم مع توقف عجلة الصناعة سواء في حلب، والتي تعتبر العاصمة الصناعية لسورية، أو في ريف دمشق والتي تزخر أيضاً بكم كبير من المعامل، ليسود جو من التأفف والتذمر بين أصحاب المحال الذين تعرضوا لخسارات كبيرة على مدى السنة ونصف الماضية حتى إن قسماً كبيراً منهم قد أغلق محله.
واجتمعت هذه العوامل مع صعوبة النقل بين المحافظات السورية بسبب عدم الاستقرار الأمني وتعرض كثير من شاحنات نقل البضائع للسرقة، ما أدى إلى اعتكاف جزء كبير منهم عن العمل في هذه الظروف.

الأوضاع إلى أسوأ
وبالنسبة لحركة الزبائن في الأسواق الدمشقية، فإن هذه الأسواق تحولت إلى شبه مهجورة، فلايرتاد السوق اليوم من السوريين إلا المضطر، وعلى الأغلب لتبضع المواد الغذائية الضرورية لا أكثر، وذلك عملاً بالنصيحة التي تقول ( خبىء قرشك الأبيض ليومك الأسود).

وبيّنت سنا أنها تناست منذ عام ونصف موضوع شراء الألبسة لها ولأطفالها، واقتصرت مشترياتها على المواد الغذائية والتنظيفية، وحتى هذه المواد لم تسلم من الشح حسب تعبيرها، وأكدت سنا أن المنتجات في السوق باتت قليلة جداً وربما السلعة التي نجدها اليوم لن نجدها غداً ،والأوضاع في المدينة إلى أسوأ.

ولم يخفِ تامر وهو رب أسرة أن الندرة شملت الخضروات والفواكه أيضاً، لافتاً إلى أن قلتها في أسواق دمشق تؤدي أوتوماتيكياً إلى ارتفاع أسعارها -في حال وجدت-،في وقت لم ينج ُ فيه أي شيء من غليان الأسعار، ماعدا دخل المواطن فهو إلى هبوط، مع تدهور وضع الليرة السورية.

احتكار دون حساب
وهنا لم يستغرب أبو أحمد الوضع الذي آلت إليه أسواق دمشق اليوم، مع تدمير النظام بدباباته وطائراته، للمعامل في مختلف المحافظات، وحتى الأسواق في المحافظات لم تسلم من آلته العسكرية، مشيراً إلى أننا دخلنا في مرحلة تستوجب على كل محافظة أن تعتمد على منتجاتها مع صعوبة التنقلبي ن المحافظات بمعظمها.

وأكد المواطنون وجود فلتان مقصود وممنهج في الأسواق، فبعض التجار يحتكرون البضائع خاصة الغذائية منها دون أي محاسبة من النظام، وهنا أوضحت رنا أن علبة الكبريت وصل سعرها اليوم إلى 35 ل.س أي ارتفعت ثلاثة أضعاف عن سعرها سابقاً، وهذه السلعة البسيطة مجرد نموذج عن ما يجري في أسواق دمشق مع غياب متعمد للرقابة، ويبدو -حسب رنا- أن بعض التجار الكبار قد أعطاهم النظام الضوء الأخضر لاحتكار البضائع، وعرضها بأسعار مرتفعة لنهب الشعب السوري عقاباً على ثورته.

وبيّن مواطن آخر أن وزارة حماية المستهلك التي أنشأت بهدف ضبط الأسعار والرقابة في الأسواق يبدو أنها لم تفلح في مهمتها، وترك المستهلك عرضة للسرقة، لافتاً إلى أن الأوضاع الأمنية الصعبة والمؤامرة الكونية هي الحجج الجاهزة التي تتردد دائماً على ألسنة المسؤولين الحكوميين لتبرير تقصيرهم.

بانتظار الفرج
ولأصحاب المحال شجونهم أيضاً حيث بات الامتعاض هو سيد الموقف ولعل نقص البضائع والزبائن هو الحديث السائد في الأسواق، حتى إن معظمهم بات ينتظر مرحلة جديدة من الانتعاش الاقتصادي يمكن أن تسود سورية ما بعد سقوط النظام. 

أبو رامز صاحب إحدى محال الألبسة في دمشق يشير إلى أنه بات عاجزاً اليوم عن تزويد محله ببضائع جديدة، بعد أن أغلقت المعامل داريا بريف دمشق، وهي التي تعاني من أحداث أمنية صعبة، وبيّن أن المعامل هناك لم تتوقف عن الإنتاج فحسب، إنما يبدو أنها دمرت بعدما صارت هدفاً للطيران و مدافع النظام، حيث يجلس أبو رامز اليوم في محله ككثيرين بانتظار فرج ما. 

أما أبو عادل لم يخفِ أن أصحاب المحال اليوم قد أنهكهم الحال ووضع الأسواق اليوم ويذكره بأيام الثمانينات حيث كان المواطن وحتى التاجر لايجد حاجاته إلا بشق الأنفس، لافتاً إلى أنهم ينظرون التخلص من هذا الوضع والعودة إلى ممارسة حياتهم وأعمالهم كما السابق.
في حين أن صاحب احد المحلات الغذائية أكد أن كميات البضائع التي يحصلون عليها اليوم باتت قليلة جداً، مشيراً إلى وجود حالة من احتكار بعض المواد الغذائية التي فقدت من الأسواق، وبالتالي بات مضطراً التقنين في الكميات التي يبيعها لزبون ما من هذه المواد، كي لايحرم زبوناً آخر منها.

نيرمين الخوري - دمشق - زمان الوصل
(118)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي