أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عمر موسى ينجح في حلحلة الأزمة اللبنانية ... تقريبا ...

عون يخشى انفجاراً وصفير لا يرى مانعاً لدور أممي وجنبلاط يسخر

نجح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في إحداث خرق جزئي في جدار الأزمة السياسية اللبنانية، في لقاء جمعه أمس للمرة الثانية، في مشاوراته لتنفيذ بنود المبادرة العربية، برئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري والرئيس الأسبق أمين الجميل، عن فريق الموالاة، ورئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون، المكلف بالتفاوض باسم المعارضة، داخل قاعة في مجلس النواب. وقال إن الاجتماع الذي استمر أربع ساعات كان مهما للغاية ووديا، وان اتفاقا تم على نقاط وظلت أخرى، وان عقدة بند الحكومة في المبادرة ما زالت قائمة. وسبقت الاجتماع خلوة جمعت موسى وعون، وكانت الأزمة بلغت توتراً خطيراً، تمثل بتصعيد بلغ ذروته مع تلميح الحريري بعدم ممانعة الموالاة في الذهاب إلى "المواجهة" للوقوف في وجه ما أسماه "المخطط الأسود الإيراني السوري"، وإلى ذلك، نسب إلى عون قوله إنه يستشعر وضعا خطرا في لبنان يروح إلى انفجار كبير، وقال البطريرك الماروني مار نصر الله صفير إن اللبنانيين يريدون تفتيت بلدهم، وألمح إلى وجوب أن تتدخل الأمم المتحدة، حتى لا يبقى لبنان سائبا على النحو الحالي. وسخر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط من المقابلة التلفزيونية التي جمعت الأربعاء الماضي العماد عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

واستمر الاجتماع الرباعي أمس أكثر من أربع ساعات، وأوضح موسى بعد انتهائه أنه سوف تكون هناك تتمة له، وأنه كان ودياً، و"غاية في الأهمية"، وقال إن الموالاة والمعارضة لا تزالان تؤيدان ترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية، وأفاد أن العقدة أو الخلاف لا يزال حول موضوع عدد الحصص الوزارية في حكومة الوحدة الوطنية التي تتشكل بعد انتخاب سليمان رئيسا، وأضاف أن الصيغة التي تم الحديث عنها، وقوامها 11 للرئيس و10 للموالاة و9 للمعارضة كلام مزور ومختلق. وأفاد موسى أن الاجتماع توصل إلى اتفاق حول نقاط، وبقيت أخرى مثار خلاف تحتاج إلى مزيد من النقاش والحوار، وأن طرفي الأزمة يرغبان في الوصول إلى حل لها، وجدد التأكيد على أن أزمة الثقة بين الجانبين لا تزال كبيرة، وأنه يتم العمل على أن يزيلها الحوار بين الطرفين ويخفف منها.

 وإذ جدد موسى القول ان تفسير جامعة الدول العربية للمبادرة العربية موحد، رفض الدخول في أي تفسير لها، وخصوصا للبند الثاني منها المتعلق بشكل الحكومة، وحذر من أن تبقى الأزمة السياسية تراوح مكانها حتى موعد القمة العربية المقرر عقدها أواخر مارس/آذار في دمشق. وربط بين نجاح القمة ونجاح المبادرة العربية، ودعا اللبنانيين إلى عدم انتظار الحلول من الخارج، وأن تكون لهم شخصيتهم، وألا يكونوا قاصرين عن إدارة خلافاتهم، وأقرّ في المقابل بوجود تأزم إقليمي، وآخر عربي داخلي، وقال إن لبنان أحد أسباب هذا التأزم. ووصف التصريحات النارية الأخيرة في الساحة اللبنانية بأنها حادة كثيرا، ويخرج بعضها عن اللياقة، ويندرج في إطار السباب، ودعا إلى التراجع عنه.

 وفيما كان مقررا أن يغادر عمرو موسى مساء أمس بيروت بعد اجتماعه برئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، على أن يعود بعد عشرة أيام أو في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي، إلا أنه أرجأ سفره بعد لقائه بري لاستكمال جهوده بهدف التوصل إلى حل، ما فسّرته أوساط مطلعة بحدوث تطورات إيجابية على خط الأزمة جعلته يقرر البقاء.

 وفيما نظر إلى "الاجتماع الرباعي" أمس بين الموالاة والمعارضة كإنجاز، ولو أنه جزئي، يُحسَب لموسى، خصوصا في ظل التوتر الذي سبقه ورافقه، على خطي العلاقات اللبنانية اللبنانية، والعربية العربية أيضاً، في ظل التشنج الكبير الذي يحكم العلاقات السورية السعودية، قالت أوساط مطلعة على تحرك موسى إن أقصى طموحاته لم يعد الوصول إلى تنفيذ المبادرة العربية، وخصوصا في ظل الخلافات المستحكمة، والتأويلات والتفسيرات المتباينة لبندها الثاني المتصل بتوزيع الحقائب الوزارية بين الموالاة والمعارضة، وإنما أصبح الهدف ينحصر في العمل على إرساء هدنة سياسية وإعلامية، وهو ما يبدو صعب التحقق، خصوصا أن قوى الأكثرية النيابية في تكتل "14 آذار" تستعد لإحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، واستنفرت جمهورها للتجمع في وسط بيروت، وتؤكد أوساط مطلعة أنها سوف تشن في أثنائه حملة قاسية على المعارضة، ومن خلفها سوريا وإيران، وسوف تعيد التلويح بخيار نصاب نصف أعضاء مجلس النواب زائداً واحداً لملء الفراغ الرئاسي.

 وكشفت مصادر مواكبة عن أن موسى لم يسجل اختراقاً في جدار الأزمة سوى جمع أركان الموالاة والمعارضة، وبالتالي ستكون هناك جولة ثالثة في الأيام الأخيرة من الشهر الحالي، في محاولة جديدة للتوصل إلى حلول عملية للبند الثاني من المبادرة العربية. وأضافت أن الجولة الثانية شهدت تراجعاً ملحوظاً قياساً إلى الأولى، وسيقوم موسى في الفترة المقبلة باتصالات مع وزراء الخارجية العرب لوضعهم في أجواء ما توصل إليه في مشاوراته اللبنانية، حيث سيُبنى على الشيء مقتضاه. وأضافت أن الموالاة تمسكت بصيغة 13 وزيرا لها و 10 للمعارضة و7 لرئيس الجمهورية في حكومة الوحدة الوطنية وضرورة انتخاب الرئيس فوراً واعتماد القضاء دائرة انتخابية، لكن عون تمسك ب "الثلث الضامن" في الحكومة وتجاوز صيغة المثالثة التي فسرها بري في مسألتي الترجيح والإسقاط، وكذلك تجاوز تفسير وزير الخارجية السوري وليد المعلم القائل بالمثالثة، طالما أن الموالاة ترفضها أيضاً، واشترط أيضا التوافق على اسم رئيس الحكومة وعلى البيان الوزاري وعلى كيفية توزيع الحقائب في حكومة الوحدة الوطنية.

 ونقل النائب غسان تونيني عن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استقبل أمس السفير السعودي عبد العزيز خوجة، بعد فترة انقطاع عن التواصل بينهما، أنه أصبح أكثر تفاؤلاً مع إحياء موسى مشاوراته. واستغرب بري ما أسماها "لغة التصعيد والتهديد" التي اعتمدها الحريري، وجدد التأكيد على أن المعارضة لا تزال مجمعة على تأييد ترشيح العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية، وكذلك دعمها للمبادرة العربية.

 وأفيد أن بري وممثلي حزب الله أبلغوا موسى أنهم يعتبرون المؤتمر الصحافي الذي عقده الحريري أول أمس موقفا تصعيديا مخالفا للجو الهادئ الذي ساد المقابلة التلفزيونية للعماد عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء الأربعاء. ونقل زوار عون عنه استشعاره خطورة الوضع، وحذّر من أخذ لبنان نحو الانفجار الكبير، وأنه يخشى أن يستمر وضع المؤسسات العسكرية والأمنية في الدائرة الحمراء.

وقال البطريرك الماروني مار نصر الله صفير إنه لا حل في لبنان إلا بتضامن اللبنانيين، وإيجاد الطريقة المناسبة لإنقاذ لبنان، وإنه "إذا بقي لبنان سائبا على هذا النحو فمن واجب الأمم المتحدة أن تضع ضوابط، وقد يعينون حاكما باسمهم". ورأى أن العماد ميشال عون تغير وأن حزب الله مشكلة، والدولة اللبنانية لا تحتمل وجود جيشين فيها، بحسب تعبيره في حديث إلى مجلة المسيرة ينشر اليوم، وجاء فيه أن هناك من اللبنانيين من هم أدوات للخارج ومعروفون ويريدون تفتيت بلدهم، وأضاف "لا يريدون قيادة جيش ولا جيشا ولا مجلسا دستوريا، والظاهر أنهم يريدون إبقاء الجيش من دون أي سلطات فعلية على الأرض، تمهيدا لتفتيت البلد". واعتبر أن هناك من يعمل وفق إرادة إيران أو سوريا، وهناك من هم مشدودون إلى الغرب، وخصوصا فرنسا وأمريكا، ولكل طرف طريقته بالتدخل. وجدد رفضه لخيار نصاب النصف زائدا واحدا في انتخاب رئيس الجمهورية.

 وانتقد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط المقابلة التلفزيونية التي جمعت الأربعاء الماضي العماد ميشال عون والسيد حسن نصر الله، ووصفها بأنها مشهد حب ثنائي متلفز، جاء على مشارف عيد العشاق، وحرك عواطف اللبنانيين ومشاعرهم وأدمع عيونهم وقلوبهم، بعد رؤية وسماع الثناء المتبادل وقصة الغرام الدرامية، بحسب تعبيره. وأضاف أنه تمنى "لو توسعت مشاهد الحب المؤثرة نحو إعادة الاعتبار للمؤسسات المقفلة والفارغة، وحبذا لو تم توظيف هذه الإطلالة الغرامية لمصلحة اللبنانيين جميعا عوض التغني بإنجازات ثنائية وهمية"، بحسب قوله.
 

زمان الوصل - صحف
(113)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي