تتوالى الأزمات على السوريين لتطفو أزمة الكهرباء على السطح من جديد، حيث عاشت مدينة دمشق وريفها الآمن خلال الأسابيع الماضية انقطاعات طويلة للتيار الكهربائي جاءت بشكل مفاجئ وامتدت لساعات طويلة منذرة السكان و النازحين بشتاء مظلم وبارد، خاصة أن وصول الوقود للتدفئة بات مهمة شبه مستحيلة.
مفاجأة مظلمة
وبيّنت ربا إحدى القاطنات في منطقة المزة أن انقطاع التيار يستمر في هذه المنطقة ليصل إلى ست ساعات ونصف، على فترتين صباحية ومسائية، وتفاجأت أن هذا القطع جاء دون سابق إنذار من وزارة الكهرباء، أو حتى إصدار برامج تقنين محددة كان اعتادها السوريون خلال الشتاء الماضي.
و توضح رند، من سكان منطقة الغساني، أن القطع بدأ في هذه المنطقة منذ نحو شهر بأربع ساعات يومياً، لتصل حالياً إلى سبع ساعات، وعبرت عن استيائها من تجاهل وزارة الكهرباء لموضوع تحديد أوقات معينة للقطع.
لكن يبدو أن سكان دمشق رغم ارتفاع ساعات انقطاع الكهرباء عن منازلهم، إلا أنهم أفضل حالاً من أرياف المدينة وضواحيها، خاصة الثائرة منها، حيث يستمر القطع فيها لأيام متواصلة، وهو مايشير إليه ماجد القاطن في زملكا موضحاً، انه منذ بداية الثورة والنظام يعاقب تلك المناطق في حرمانهم من مختلف الخدمات الأساسية، حيث عانوا وماتزال معاناتهم قائمة بالنسبة للكهرباء فالقطع يستمر فيها لعدة أيام ، حتى إنه يضطر لاصطحاب شواحنه الكهربائية إلى مقر عمله ليقوم بشحنها هناك.
أما بالنسبة لمنال فإن معاناتها مع انقطاع الكهرباء مضاعفة -كما تصف- فمن جهة يضطر أطفالها للدراسة ساعات طويلة على ضوء الشموع، ومن جهة أخرى فهم يحرمون من وسيلة التدفئة الوحيدة وهي المدافئ الكهربائية بعد فشلهم في الحصول على المازوت.
إذا عُرف السبب
وأشار خبير في مجال الطاقة الكهربائية -فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية- إلى أن سورية تعاني من أزمة تطال قطاع الكهرباء المنهك أصلاً نتيجة الضغط الكبير على الشبكة من جهة، وصعوبة في وصول الفيول لمحطات التوليد من جهة أخرى بسبب عدم الاستقرار الأمني على الطرقات التي تربط بين المحافظات.
ولفت الخبير إلى أن سورية، وبسبب العقوبات الاقتصادية تعاني أيضاً من استيراد مادة الفيول الأساسية لتشغيل المحطات
، مبيّناً أن الغاز استطاع أن يحل بعض المشكلة لكنه غير كافٍ.
وتابع أن الضغط على الشبكة ناجم عن سببين أولهما -وحسب تصريحات المعنيين- توقف خطوط الغاز في دير الزور المغذية لمحطات التوليد، أما السبب الآخر فهو توجه معظم السوريين اليوم إلى المدافئ الكهربائية لصعوبة الحصول على المازوت.
النور الإيراني
وأشار الخبير إلى أن سورية كانت قد توقفت عن استجرار الكهرباء من تركيا متذرعة بالاكتفاء الذاتي، وأن الكمية التي تستجرها ليست بكبيرة، وتوقفت بعد ذلك عن الاستجرار من الأردن أيضاً، لتبحث اليوم عن بدائل حيث وقعت سورية مؤخراً اتفاقية مع إيران لاستجرار الكهرباء، ويرى الخبير أن توقف سورية عن استجرار الطاقة من تركيا والأردن سبب لها أزمة حقيقية، على اعتبار أن حتى الاستجرار من إيران ليس بالأمر السهل فهو بحاجة إلى بنية تحتية غير متوفرة الآن، وإعدادها يحتاج إلى وقت.
وتوقع الخبير أن وضع الطاقة الكهربائية سيكون سيئاً هذا الشتاء، حيث سيعاني السكان من ساعات قطع طويلة على الرغم من تصريحات وزير الكهرباء بأن الوضع سيعود طبيعياً خلال أيام.
وكان وزير الكهرباء قد صرح مؤخراً أن توقف خطوط الغاز في محافظة دير الزور والمغذية لعدد من معامل المعالجة ومحطات توليد الكهرباء التي تولدها لكل سورية هو السبب في الانقطاعات المتكررة.
و كشف أن برامج التقنين الكهربائي سيتم إصدارها خلال أيام قليلة، في وقت أشارت كهرباء دمشق إلى أن قطع التيار الكهربائي في مدينة دمشق سيصل إلى 6ساعات مناصفة بين فترتي الصباح و المساء.
نيرمين الخوري - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية