أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"بين المهد واللحد قذيفة"... قصص من مشافي درعا الحكومية

تحط قذائف قوات النظام السوري، مرة جديدة باتجاه المشافي الحكومية، غير عابئة بمدنيين أصابهم المرض، بتكرار المجازر في مدن وبلدات سورية.

فبعد أن حولت قوات الأمن المشافي الحكومية إلى مراكز اعتقال، وداهمتها بحثاً عن جرحى لاعتقالهم، تضع اليوم المشافي الحكومية كأحد أهدافها الرئيسية لتحط مجازر نظام الأسد رحالها مؤخراً على مشافى محافظة درعا جنوباً، بدءاً من مشفى طفس الوطني غرباً وصولاً لمشفى بصرى الشام والحراك شرقاً.

بين المهد واللحد قذيفة
في مشفى طفس تحضر حكاية نسرين الحاصباني وأهلها في قسم التوليد، فهم كانوا على موعد مع جنين يخفف أو يزيح عنهم جو الأسى والموت اليومي ولو لبعض الوقت، ولكن يد القذائف كانت الطولى فاستهدفت مدفعية النظام الثقيلة المشفى، ولم تمنح للجنين وقتاً تقر به عيون أهله لينتقل و أمه إلى رحم الأرض شهيدين أضيفا لقائمة شهداء ثورة الكرامة، كما جرحت من كان في المشفى من كادر طبي ومرضى ومراجعين على حد سواء.

وفي مشفى مدينة الحراك المنكوبة حكاية مشابهة إذ أصابت صواريخ الطائرة الحربية سيارة الإسعاف بمن فيها عبر صواريخها الموجهة، والتي باتت تشتبه بكل حركة على الأرض السورية وفي المدن التي تشهد مزيداً من المقاومة، ليُقتل المريض والمسعف والسائق والطبيب ولا تبقي استهدافات النظام كوادر طبية على الأرض السورية لتأخذ خياراتها إلى مزيد من اللجوء مضافة إلى العديد من حالات الاعتقال التعسفي والإعدام الميداني بحق فئة الأطباء.

وفي مشفى درعا الوطني عثر النشطاء على جثة الدكتور عادل الحصان الأخصائي بأمراض الأنف والأذن والحنجرة وعليها آثار التعذيب، بعد أن تم اعتقاله لدى أجهزة الاستخبارات السورية فيما سبقه الدكتور عيسى عجاج أحد أمهر أطباء مدينة درعا ملفوفاً بعلم الثورة الجديد بعد أن تسلمه ذووه شهيداً جديداً على قائمة طويلة لأطباء وممرضي الثورة السورة السورية.

اغتيال ميداني للطب
وبحسب بعض النشطاء فإن مدن وبلدات المحافظة باتت بكل ما فيها هدفاً لقذائف النظام بعد أن وصل إلى قناعة هدم جميع البيئات الحاضنة للثورة بغض النظر عمن تصيب أو تودي بحياته.
ويضيف النشطاء أن الحالة المعنوية للناس في المدن أصابها كثير من الإحباط، ليس بفعل قوات النظام وقذائفها المتواصلة ليلاً ونهاراً، بل بفعل التقصير الملحوظ في مواقف الدول العربية والدولية الداعمة لثورة الشعب السوري وبفعل التقصير الملحوظ من المنظمات الدولية التي ما فتئت تدغدغ مشاعر النظام ومجازره اليومية حتى بحق مهنة الإنسانية الأطباء.

وفيما ينقل الدكتور محمد صياح أحد اللاجئين السوريين في الأردن في تصريح لـ"زمان الوصل" ما تعانيه المشافي السورية وخصوصاً تلك التي رأى بأم عينيه ما يمارسه النظام لسوري فيها من اعتقالات وضرب للكوادر الطبية وتهديدها بالتصفية إذا لم تتعاون معهم.

حكاية الموت قرب المسجد العمري
ويستذكر الطبيب حكاية أول زميل مهنة استشهد بأولى أيام الثورة في مدينة درعا واصفاً الحادثة بأنها إعدام ميداني لمهنة الطب عموماً وللأطباء الحريصين على واجبهم الإنساني ثانياً... يسرد بعض التفاصيل بالقول: "تحركت سيارة الإسعاف وفيها الدكتور غصاب محاميد وبعض الكوادر الإسعافية باتجاه بؤرة الحدث المسجد العمري بدرعا البلد لكن أوامر الأمن بالمنع كانت قد صدرت وأمام رفض الشهيد الانصياع للأوامر الأمنية كانت الطلقات قد اخترقت رأسه وبات أول طبيب شهيد في الثورة السورية ثم تتالت القوائم"، يصمت ودموع القهر تنساب على خدوده المتعبة.

وفيما تتشابه روايات الأطباء العاملين في المشافي الحكومية حول حضور الأمن السوري الدائم وسحبهم لأي مريض بطريقة تعسفية بحجة مشاركته الثورة السورية فإن غالبية المرضى والإصابات الناجمة عن حوادث يومية معتادة راحت تأخذ طريقها إلى خارج المشافي السورية أو خارج الحدود.

في  الأردن
وفي العاصمة الأردنية عمان لبى عدد من الأطباء السوريين نداء الواجب واتخذوا أحد المشافي الخاصة ركناً لهم ولأبناء المحافظات السورية معربين عن جاهزيتهم لاستقبال أية حالة تصل إلى العاصمة سواء تعلق الأمر بأحد الجرحى أو الأمراض العادية بعد أن تكلفت إحدى هيئات الدعم الخيرية بتحمل نفقات التكاليف للأطباء والجرحى.


مستشفيات غوطة دمشق الميدانية... دماء غزيرة و تجهيزات عزيزة وموت ينتظر
2012-11-03
حقيبة بمعداتٍ متواضعة "أكياس قطن، قليلاً من الشاش وأبرمضادة للالتهاب،بعض المعقمات مفجّرات صدرٍ قد تتواجد وربما لا"، وغرفة صغيرة متقشفة بجدرانها الباردة، تؤوي ممرضاً أو طبيباً، وجراحاً تنزف، ستشكل بمجموعها مشفى...     التفاصيل ..



ثوار الرستن ينقذون طفلاً من رحم والدته الشهيدة
2012-09-07
أنجبت إحدى النساء في منطقة الرستن بحمص الأربعاء طفلاً ما زال على قيد الحياة بالرغم من موتها نتيجة قصف قوات النظام السوري للمدينة، وذلك بمساعدة أطباء المشافي الميدانية المتواجدة بالمنطقة. وأظهرت مقاطع الفيديو التي...     التفاصيل ..

محمد المقداد - درعا - عمان (الأردن) - زمان الوصل
(119)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي