أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من عاصمة الثورة وريفها... مجازر في ذاكرة النسيان

مجزرة الملعب الأخيرة - عدسة شاب حمصي

لم يستثنِ النظام أياً من المناطق الثائرة في حمص مدينة وريفاً، فالقتل و الذبح و المجازر والقصف والسرقة والنهب عناوين رئيسية في الصحيفة الثورية لعاصمة الثورة السورية.

غيرأن ما يفاقم الألم و يعمّق المأساة ذلك التجاهل "إلى حد التخاذل" حسب وصف بعض الأهالي الذين يشكون مظلمة مناطقهم التي لم تكتفِ بظلم النظام، حتى يخيّم عليها ظلام الإعلام، و يزيد من بؤسها تهميش الناشطين والداعمين. 

"زمان الوصل" التقت الناشط أبو عبيدة الشامي، ليأخذنا في رحلة جغرافية تاريخية لبعض المناطق التي يعتقد بعض أهليها بوقوع الظلم عليها مرتين الأولى من "النظام المجرم"و الثانية من :الإعلام المظلم".

خارطة المجازر المنسية
تلكلخ– قلعة الحصن – الزعفرانة –الفرحانية–مهين والقرتين والفرقلس، في الريف، وأحياء الرفاعي والعدوية وعشيرة والشماس ودير بعلبة، في المدينة، هكذا يرسم أبوعبيدة خارطة الجرائم المنسية في عاصمة الثورة.

و يرى أن نصيب مثلث(الرفاعي وعشيرة والعدوية) المحاصرة بين الأحياء المؤيدة للنظام من الإعلام خلال الثورة لم تتجاوز نسبته10 % من تغطية حمص التي عرفت بقوة نشاطها الإعلامي,مبيناً أن هذا التقصير لم يظهر أثناء و بعد المجازر و الاقتحامات فحسب، بل سبقه تجاهل المظاهرات التي خرجت في تلك الأحياء رغم خطورتها كمناطق تماس مع الموالين.

و يعرّج أبو عبيدة على يوم 9 آذار من العام الجاري، حين بدأ القصف على هذه الأحياء، أتبعه جيش النظام وشبيحته و عناصر أمنه بعمليات الاقتحام التي خلّفت وراءها سلسة مجازر أسفرت عن 222 شهيداً موثقة أسماؤهم خلال الأيام التالية للاقتحام, بينهم أكثر من 42 طفلاً، إضافة أكثر من 30 امرأة تعرضت للاغتصاب قبل الإجهاز عليها"لم يسمع بهم أحد" حسب الناشط الحمصي. 

و يصل بنا الحديث إلى دير بعلبة، ذلك الحي الذي شهد اقتحاماً في نيسان العام الحالي,ترك وراءه أكثر من 243 شهيداً خلال هذا الشهر , 199 منهم عائلات تم إعدامهم ميدانياً-حسب الشامي- الذي أكد الاعتقال الجماعي لمئات الأشخاص، ومن ثم تنفيذ عمليات الإعدام التي تبعها غالباً حرق و تنكيل وتشويه للجثث قبل دفنها في مقابر سطحية جماعية.

و لم تقتصر حصة الحي من المجازر على ذلك فقط،ليشهد ديربعلبة اقتحاماً مماثلاً في نهاية شهر تشرين أول أدى إلى 28 شهيداً خلال 10 أيام وسط تعتيم إعلامي ونقص كبير وحاد في المواد الطبية والعجز عن إسعاف أي مصاب،الأمر الذي زاد من عدد الشهداء. 
و من أقصى شمال شرق المدينة إلى جنوبها يقبع (الشماس) الحي المحاصر بأحياء تفتخر بإنتاج الشبيحة و تصديرها.

و تعرض الشماس لمجزرتين بفاصل زمني لا يتجاوز الشهرين، الأولى راح ضحيتها 14 شهيداً والثانية راح ضحيتها 22 شهيداً منهم 7 أطفال.

إعدامات في ميدان الريف
ينقلنا أبو عبيدة إلى محطة أخرى في رحلة المجازر المنسية في تلكلخ والحصن وما حولهما ضمن الريف الغربي، حيث القصف المتبوع بأعمال التشبيح لا ينقطع، تاركاً للأهالي مزيداً من المآسي.

"22 شهيدا خلال 72 ساعة في أيام 27-28-29- حزيران" يقول الشامي أن بينهم 6 من عائلة الدكتورة أحلام عماد التي اقتحم الشبيحة منزلها الكائن على أطراف قلعة الحصن و ارتكبوا جريمة بإعدام ميداني لأفراد أسرتها، إضافة إلى 10 شهداء في مجزرة ارتكبتها بحق النازحين من قلعة الحصن بعد اعتراض الحافلة التي تقلّهم.
هذا إضافة إلى 15شهيداً ومثلهم من المفقودين على أثر حملة عسكرية استمرت عدة أيام بتاريخ ( 22 -23-24-25-26 تشرين الأول الماضي).

و يصل قطارالمجازر المتنقلة إلى مناطق الفرحانية والزعفرانة وغرناطة التي لا تفصل بينها مسافات طويلة شمال حمص، وهي أيضاً -حسب أبو عبيدة-مناطق منسية في تاريخ الثورة رغم أن "الشهداء هناك بالعشرات لا يتم توثيقهم إلا بصعوبة"، ومنها المجزرة التي حدثت في 16-حزيران -2012أمام فرن قرية الفرحانية(6 كم شمال حمص)، وراح ضحيتها 5 شهداء معظمهم مقطوعو الرؤوس و أكثر من 20 جريحاً.

و المجزرة الأكبر شهدها يوم 21-7-2012 و حصيلتها 13 شهيداً من الفرحانية نتيجة القصف، 7 منهم من عائلة واحدة ومعظمهم من الأطفال.

و ليس الوضع بأحسن في القريتين و مهين، تلك المناطق التي التحقت بالثورة من بدايتها كمظاهرات سلمية، ومن ثم النشاط العسكري الذي تشهده، دون أي نشاط إعلامي يوازيه.

حمص - زمان الوصل
(98)    هل أعجبتك المقالة (92)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي