"زمان الوصل" تحاور المراقب العام للإخوان... الشقفة: لن ننتقم وسنحاور "النصرة" وطلاس استجاب لنصيحتنا

كثرت الاتهامات بحق جماعة الإخوان المسلمين، حول مساعيهم للسيطرة على المجلس الوطني وكذلك ممارسة التأثير والضغط على الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، بل ذهب البعض إلى اتهام الإخوان بمحاولة السيطرة على الحكم في مرحلة ما بعد الأسد، بدليل ما يُشاع عن وجود كتائب خاصة بالإخوان تقاتل على الأرض.
وسط هذه التساؤلات التي يثيرها الشارع السوري عموماً، حاورت "زمان الوصل" المراقب العام للإخوان المسلمين المهندس محمد رياض الشقفة، للإجابة عنها، ولا بد لــ"زمان الوصل" أن تعبّر عن انطباعها الشخصي حيال المهندس الشقفة، الذي كان واسع الصدر وهو يرد على الاتهامات.. وفي هذا الحوار يمكن استشفاف المواقف العامة للإخوان المسلمين حول كل ما يجري على الساحة السياسية السورية.. فإلى تفاصيل الحوار:
مرحلة للتضحيات و ليست للمكاسب
• كثرت الاتهامات الموجهة إليكم بمحاولة السيطرة على المجلس الوطني ومحاولة السيطرة على الائتلاف.. بل وصلت إلى درجة الإعداد للاستيلاء على الحكم في مرحلة ما بعد الأسد.
حقيقةً، الإخوان اعتادوا سماع هذه الاتهامات، وباتت اسطوانة مكرورة، وهو أمر مؤلم أن نسمع هذه الاتهامات في هذه الفترة الحرجة من الثورة، ونحن نقول إن المرحلة مرحلة التضحيات وليست مرحلة المكاسب.
أما حول السيطرة على المجلس الوطني، كيف يمكن لنا السيطرة عليه، وخصوصاً المكتب التنفيذي، مع العلم أننا نملك عضوين فيه من أصل 12 عضواً، هما فاروق طيفور ونذير الحكيم.. من يردد هذا الحديث لا يعرف تركيبة المجلس، ثم إن الكل يعرف كيف تنازل الإخوان عن مقاعدهم لصالح العشائر حين تأسس المجلس في تركيا في تشرين الأول (أكتوبر) 2011. نريد أن نسقط النظام ولا وقت لدينا لتبادل الاتهامات.
• بعض العاملين في شؤون الإغاثة يؤكد أنكم تقدمون المساعدات لمن يدين لكم بالولاء ( جماعتكم)، خصوصاً عندما كان فاروق طيفور مسؤول اللجنة المالية في المجلس.
هذا الأمر ليس صحيحاً إطلاقاً، وهو محض افتراء على الإخوان.. نحن أقل الناس الذين يملكون المال في المعارضة ولا توجد دولة تدعمنا بالمال وكل المال من جيوبنا الخاصة.. ونتحدى من يثبت أننا نتلقى الدعم من الدولة الفلانية.
• برأيك لماذا هذه الاتهامات ضد الإخوان.
أرى أن الهجوم على الإخوان والإصرار على أنهم يريدون السيطرة على الحكم، هو مبررات لا أساس لها للتنصل من دعم الشعب السوري، هذه الاتهامات مضيعة للوقت، على المجتمع الدولي أن يتحرك لإنقاذ الشعب السوري.
• ماذا عن كتائبكم في الداخل السوري.
كتائب.. نحن ليس لدينا كتائب خاصة بالإخوان.. وحقيقة الأمر أن هناك بعض الكتائب ذات التوجه الإسلامي تتشكل وتتصل بنا ونحن نتواصل مع الجميع في هذا الإطار، وكيف يكون لدينا كتائب بعد غياب أكثر من ثلاثين عاماً في سورية، لقد كان محكوماً علينا بالإعدام والشعب السوري كله يعرف ذلك. أما عن حالة ميول البعض للإخوان فإن سبب ذلك يعود إلى الظلم الذي تعرضنا له طوال العقود الماضية، هذا الظلم خلق محبة الشعب السوري، الإخوان ليس لديهم أية عداوات مع المعارضة أو الشعب السوري.
لن نكرر تجربة العراق
• البعض يخيف الأقليات منكم وخصوصاً العلويين، والآخر يقول إن الإخوان سينتقمون لمجزرة حماة.
لن ننتقم من أحد.. ولا نؤمن بالانتقام.. بل إننا سندافع عن كل مظلوم مهما كان دينه أو طائفته.. والنبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال (ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظلموا) هذا هو مبدأ الإخوان الاجتماعي والسياسي.
أما عن مجزرة حماة .. نحمّل النظام مسؤولية هذه المجازر .. رغم أن الكل يتهرب من هذه المجزرة، وبالمناسبة اتصل فينا رفعت الأسد وحاول أن يفتح حواراً معنا .. وقال إن أخاه هو المسؤول عن هذه المجزرة وليس هو.. وكان ردنا.. لن نتحاور مع قتلة الشعب السوري.
أما بالنسبة لما جرى في سورية من قتل فإن كل شخص ارتكب جرائم سيحال إلى المحاكم والقاعدة في هذا الشأن هو الاحتكام إلى القانون والمحاكم .. ولن نكرر تجربة العراق في اجتثاث البعث وسنحاور الجميع دون استثناء على قاعدة "كلنا سوريون".
• تقول إنكم تحاورون الجميع.. هل أنتم مستعدون للحوار والتعامل مع جبهة النصرة والمجموعات الجهادية؟.
ولمَ لا نحاورهم.. هؤلاء إخوتنا في الدين.. نحن نحاور الغرب والبعثيين وكل الأطراف السياسية التي تريد خيراً للوطن، فمن باب أولى أن نتحاور معهم.. لن نتجاهل أحداً من أجل سورية.. لكن هذا لا يعني أننا نتفق معهم في كل شيء.
• ماذا عن التعامل مع مناف طلاس وعبدالحليم خدام؟
نحن دائما نقول من تاب، تاب الله عليه.. لقد تواصلنا مع مناف طلاس وزارنا في اسطنبول ورحبنا بموقفه من النظام.. نصحناه ألا يظهر على الساحة الآن.. وبالفعل استجاب الرجل لهذه النصيحة.. أما خدام فقد تم التواصل في لحظة معينة وانتهى ولم يستطع الاستفادة من هذا التواصل.
لا مشكلة مع حجاب
• أعود إلى المخاوف منكم في مرحلة سورية ما بعد الأسد.
ضحك الشفقة.. وتابع الحديث.. غريب أمر العالم، الديمقراطية مقبولة في كل الأحوال إلا عندما ينجح الإخوان فإن الديمقراطية تكون غير مقبولة.. لا نطمح للسيطرة.. لا للحكم الواحد.. السوريون ثاروا على الديكتاتورية وعلى الحكم الأوحد وعلى فلسفة الاستيلاء.. لن نستأثر بالسلطة.. ونحتكم إلى صناديق الاقتراع.. هي الفصل بين الشعب السوري.
• ما تقييمك للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، خصوصاً التجاذبات التي ظهرت في اجتماعهم الأول في القاهرة؟
ما حدث من تجاذبات في القاهرة أمر طبيعي، ونحن نعمل على إنجاح مهمة الائتلاف في إسقاط النظام، نريد أن تنجح كل هيئات المعارضة، ونحن نعمل تحت مظلة الائتلاف، فهو الممثل للشعب السوري اليوم.. نرجو من جميع أطياف المعارضة التعاون تتفق على مستقبل سورية الجديدة التي تقبل صناديق الاقتراع.
• كثر الحديث عن تولي رياض حجاب لرئاسة الحكومة.. ما رأيكم؟
نحن لدينا كتلة مفاوضة في الائتلاف تتشاور معه وتتوصل إلى نتيجة.. أما الموقف العام للإخوان هو : ليس لدينا مشكلة مع أي شخصية.. باستثناء الشخصيات التي مارست القتل ضد الشعب السوري.
حوار: عبدالله رجا - اسطنبول - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية