أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"مضاد طيران" بين المباني السكنية يرعب الأهالي في قلب العاصمة

تعزيزات أمنية مشددة يعيشها منذ أيام سكان منطقة برج الروس في دمشق والذين تجاور منازلهم فرع المخابرات الجوية حيث كانت أجهزة النظام قد أحاطت هذه المنطقة مسبقاً بحزام أمني مشدد بعد التفجير الذي طاله في آذار الماضي، فأشادت الجدران الاسمنتية حول هذا الفرع كما قطّعت أوصال المنطقة، وأغلقت منذ ذلك الوقت كل الممرات المؤدية إلى هذا البناء بحجة حماية هذا المبنى الخالي من ضباطه وموظفيه أصلاً، عدا أولئك الحراس والمجندين المرابطين بجانبه ليلاً نهاراً وذلك بحسب شهود عيان من سكان المنطقة.

أو نحرق البلد
إلا أن الجديد الذي شهدته هذه المنقطة وهي القريبة من ساحة التحرير، تثبيت مدفع رشاش ذي أربع سبطانات موجّه على الأبنية السكنية المجاورة لمبنى الجوية، فكان وجوده كالصاعقة بالنسبة للسكان، سواء كانوا موالين أو معارضين للنظام، لأن منازلهم باتت هدفاً لهذا السلاح في حال حدوث أية اشتباكات.

وأشار جورج وهو أحد سكان المنقطة أن النظام لم يتوانَ منذ بداية الثورة وبشكل خاص بعد التفجير الذي استهدف فرع الجوية عن تخويف سكان منطقة برج الروس والقصّاع ذي الأغلبية المسيحية من "الإسلاميين الذين يستهدفون مناطقهم ويرغبون في إبادتهم"، إلا أن هذه الأكذوبة لم تنطلِ إلا على القلائل.

ويتابع جورج بأن النظام أيضاً يقوم ببث الشائعات بين الحين والآخر بأن حراس الجوية في حالة استعداد دائم وترقب لحمايتهم من أي اعتداء، إلا أن وجود هذا السلاح والموجه على الأبنية ليس سوى إنذار من النظام وأجهزته، بأنه "مستعد لتدمير كل المنطقة في حال دخول كتائب الجيش الحر إلى العاصمة"، وتابع: إنهم كتبوا مؤخراً على الحاجز عبارة "الأسد أو نحرق البلد" بشكل واضح ومستفز أمام السكان وهو تصرف وصفه ب"الوقح".
ولم يخفِ صاحب إحدى المحلات في المنقطة أن وجود هذا السلاح أرعبه، فشعر بأن عمله بات مهدداً ومحله أيضاً،ليعلن أنه يفضل البقاء في المنزل خلال الفترة المقبلة.

سلاح للمزاح
أما نسرين، فقام أحد الجنود بالمزاح معها وهي تمر في الشارع ووجه هذا السلاح نحوها فذعرت وصرخت عليه (مابك) ليأتي جوابه مستهزئاً "ليش خفتي عم نمزح" فما كان منها إلا أن توجهت إلى أحد رؤسائه وطلبت "منه تنبيه مجنديه بأن المزاح في هكذا أمر ممنوع ليجيبها باستخفاف "لاتخافي هو فارغ.
دخول المواطنين إلى المنقطة بسياراتهم بات أمراً مستحيلاً حيث تم تشديد الحراسة وزيادة الحواجز في المنطقة التي قطعت أوصالها حسب أحد السكان مبيناً أنه يضطر لركن سيارته في مكان بعيد للوصول إلى منزله، لافتاً أن المجندين المرابطين أمام مبنى الجوية منعوه إحدى المرات من الدخول إلى منزله فقال لهم : "مارأيكم هل أنام في الشارع، منزلي في الداخل" فسمحوا له بعد ذلك بالدخول.

أمر مخيف 
"التعزيزات الأمنية في منطقة سكنية أمر مخيف" بهذه الكلمات عبّر سمير عن وجهة نظره قائلاً: إذا كان النظام، وكما يزعم بأن هدفه حماية المدنيين من الإرهابيين، فعليه إذاً نشر أسلحته بعيداً عن المناطق الآهلة بالسكان والمليئة بالحياة، وإلا فإنه يقوم بجر المعارك إلى داخل مدينة دمشق ليأخذ من السكان دروعاً بشرية، سيما وأن مبنى الجوية فارغ اليوم وقيد الترميم وهي حقيقة بات يعرفها كل سكان المنطقة، ليتساءل سمير "مالذي يقومون بحمايته إذاً؟َ" 

وأشار خبير لـ"زمان الوصل" إلى أن وجود سلاح مدفع رشاش والذي يستخدم عادة كمضاد للطائرات بين المنازل السكنية أمر خطير، على اعتبار أنه قادر على المناورة والالتفاف بكل الجهات، وهو سلاح يتمتع بكثافة نيران عالية ، ويعبأ بطلقات خارقة متفجرة تحدث فجوات كبيرة في الجدران وله قوة تدميرية هائلة.

نيرمين الخوري - دمشق - زمان الوصل
(90)    هل أعجبتك المقالة (97)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي