ينتعشُ سوق الدراجات في دمشق بعد تحول الشركة العامة للنقل الداخلي في سوريا الى شركة للنقل الأمني، واستخدام تكاسي الأجرة للدوريات من قبل عناصر النظام، وتقطيع أوصال العاصمة بالحواجز، ما دفع سكان دمشق لركوب الدراجات الهوائية والكهربائية في خطوة توفر المال والمازوت وتحفظ شيئاً من الكرامة.
ويقول صاحب دراجة هوائية إن الفرق كبير بين راكب الدراجة السوري ونظيره الأوروبي فالأخير يركبها كرياضة وللتخفيف من انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون وللحصول على بيئة أفضل بينما يركبها السوري الدمشقي اليوم للهروب من أزمة المواصلات والازدحام والحواجز.
200 حاجز
فقد شهد الشهر الماضي موجة كبيرة من الازدحام داخل دمشق، سببها الأكبر وجود ما يزيد عن 200 حاجز أمني وعزوف سائقي السرافيس عن العمل وخوف سائقي التكاسي من دخول المناطق الثائرة.
أحد أصحاب محلات زقاق الجن في دمشق توقع في حديث لـ/زمان الوصل/ رواج ظاهرة قيادة الدراجات بنسبة كبيرة، يساهم في ذلك الوضع الأمني، إذ كان ممنوعاً قيادة بعض أنواع الدراجات الكهربائية، وقيادة بعضها يستوجب دفع الغرامة ولكن الظروف الحالية تساهم في عودتها.
وتندرج "الدراجة" ضمن الحلول الوقائية في دمشق لاستبدال السرافيس والوقوف ساعة أوأكثر يقول أحد المواطنين لزمان الوصل، "فهي أسرع وأسهل في تجاوز الازدحام" بعد أن بات مألوفاً رؤية مئات المواطنين ينتظرون على مواقف السرافيس أو الباصات في مشاهد تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، بحسب مراقبين، نتيجة خروج المئات من وسائط النقل من خدمة المواطن إلى خدمة نقل العسكر والأمن، فضلاً على صعوبات التزوّد بالمازوت لسائقي السرافيس من جهة،وتخوفهم من العمل من جهة ثانية.
يضاف إلى ذلك حواجز التفتيش وإغلاق بعض الشوارع الرئيسة في العاصمة،ما تسبب بهدر المزيد من الوقت الذي تحتاجه الرحلة الواحدة،وساهم في ازدياد الازدحام أيضاً الضغط السكاني الكبير في بعض الأماكن بسبب الآلاف من أبناء المناطق الساخنة والانتقال إلى المناطق الأخرى الأكثر أمناً.
نقل البضائع
ويوضح صاحب هذه السلعة التي زادت رواجاً في العاصمة:" على الرغم من أن الدراجات صينية المنشأ، مخصصة لأحجام وأوزان متوسطة إلا أن أصحاب الحِرف والمتاجر يستخدمونها أيضا لنقل البضائع الخفيفة."
ويجد مواطنون آخرون في المشي حلاً آخراً لتوفير الوقت فبعض مواقف الباصات تحتاج ما بين الساعة والساعة والنصف للحصول على مقعد أو الركوب على "الواقف".
وتقول إحدى الموظفات الحكوميات ل"زمان الوصل" بأنها تشكر الازدحام الذي دفعها للمشي 3 كيلو متر يومياً ما خفف من وزنها، "إنه ريجيم قسري" مضيفة أنها نصحت زميلاتها في العمل بالمشي وخصوصاً الحوامل كي لا تسقط طفلها بـ"دفشة" من أحدهم في الباص.
"يبدو غير بعيد رؤية طابور من الدراجات الهوائية في دمشق قريباً يكون ركابه موظفو القطاع العام أو الخاص في حال استمر الازدحام وإغلاق الطرقات لاسيما بعد إلغاء المبيت ووسائل النقل للعاملين في عدد كبير من مؤسسات الدولة". تقول موظفة أخرى.
طلبة الجامعات والدراجات
ولعل الفئة الأوفر حظاً لركوب الدراجات هي طلبة الجامعات الذين خسر الكثير منهم امتحانات أو محاضرات بسبب التأخر والأوضاع الأمنية التيحالت دون وصولهم في الوقت المحدد نظراً للازدحام، كما يعاني الطلاب في الوقت الحالي من صعوبة الوصول إلى جامعاتهم في الوقت المحدد لحضور المحاضرات للسبب نفسه.
أحد ركاب وسيلة النقل الدمشقية يبدي مخاوفه من منع ركوب الدراجات على خلفية انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة في دراجة هوائية شرقي مقام السيدة زينب في مطلع الشهر الجاري الشهر،الأمر الذي قد يوفر ذريعة للنظام.
رضا علي - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية