أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الطريق السريع إلى المعتقلات... أنت نازح إذاً أنت إرهابي

طفلة سورية نزحت مع اهلها الى مدرسة قرب حلب - وكالات


"بات النزوح شبهة وتهمة جاهزة يمكن أن يوجهها عنصر الأمن إليك، ليقودك بعدها إلى أحد الأفرع الأمنية"، بهذه الكلمات روى أبو محمود قصته مع النزوح، فهذا الرجل الخمسيني الذي فرّ إلى ريف دمشق مع عائلته هرباً من قذائف تستهدف منازل بلدته، وتنكيل عناصر الأمن التي لا تفرق بين صغير و كبير، يعاني اليوم من تنكيل واستهداف من نوع جديد.

التهمة: نازح..!
أبو محمود النازح من ريف حمص يضطر اليوم أن يقدم للجان الشعبية في المنطقة التي يستأجر منزله فيها قائمة بأسماء الأقارب والأصدقاء، وحتى أرقام هوياتهم، وكل من يمكن أن يتردد لزيارته، ويبين أن خروجه من قريته المنكوبة تحت القصف، ونزوحه إلى ريف دمشق لم يشعره بالأمان، فهو اليوم مستهدف، ومعرض بأي لحظة للاعتقال ليس لتهمة معينة إنما لمجرد أنه نازح، لافتاً أن النزوح بات على ما يبدو في دمشق وريفها شبهة حتى عند الكثير من سكان تلك المناطق ولجانها الشعبية ، ويرى أن وضع منزله تحت المراقبة الدائمة وغير ذلك من الإجراءات التي تتخذها اللجان الشعبية بتوجيه من الأمن إنما هي تدخل في شؤونه الشخصية.

يعرف أبو محمود أن حاله اليوم لا يختلف عن بقية النازحين من حمص وغيرها من المناطق المنكوبة، ولعل ما تحدثت عنه أم وائل النازحة مع عائلتها من داريا يشابه مارواه أبو محمود.

إلا أن أم وائل التي لجأت إلى أحد أحياء دمشق بعد أن تعرض منزلها للقصف لم ينجُ ابنها البالغ من العمر إثنين وعشرين عاماَ من الاعتقال، حيث خرج بعد عشرة أيام والكدمات من شدة التعذيب والضرب تشوه جسده النحيل حسب وصفها، مشيرة إلى أنه لاتوجد اتهامات معينة وجهت له سوى أنه من مدينة داريا.

التنكيل بالنازحين
المداهمات التي يتعرض لها منزلها المستأجر، ونظرات سكان المنطقة التي لاتخلو هي الأخرى من الشبهات والاتهات، سلوك يزيد في حياة عائلة أم وائل تنغيصاً يعبر عنه زوجها حين يقول إن "الجهات الأمنية واللجان الشعبية يعتبرون النازحين وعائلاتهم لقمة سائغة، فيضعونهم تحت الشبهات والاعتقالات العشوائية للتنكيل بهم".

و تصل بهم الوقاحة لدرجة الإقدام على سرقة منازل النازحين أحياناً دون أن يستطيعوا الاعتراض أو القيام بأي شيء لدرء خطر عناصر الأمن أو من يُسمّون أنفسهم باللجان الشعبية، حسب أبي وائل الذي يعلق بمرارة" وكأن ماتتعرض له مناطقنا من هدم وقصف عشوائي لايكفينا".

،و يختم أبو وائل بأن منزله تعرض للسرقة في كل مرة كان هؤلاء يقومون بتفتيشه..

وأوضح ناشط بمجال الإغاثة في أحد أرياف دمشق أن معاناة النازحين اليوم مضاعفة، فمن جانب تعرضوا للتهجير من منازلهم التي قصف معظمها، ومن جانب آخر هناك انتهاك سافر لحرماتهم في أماكن النزوح من قبل الشبيحة والأمن، فأغلبهم لم ينجوا من الملاحقات والاعتقالات العشوائية.

ولم يخفِ الناشط أيضاً تعرض النازحين ل"استغلال سافرلحاجتهم"، حيث ارتفعت أسعار الإيجارات بشكل كبير في دمشق وأريافها المصنفة بالآمنة، لذلك يضطر النازحون لاستئجار منزل واحد لإيواء مجموعة من العائلات، ولعل هذا الأمر -و الكلام للناشط- يثير قلق الجهات الأمنية وشبيحته التي باتت تخاف من أي تجمع.

لا تأجير خوفاً من الأمن
ويشرح الناشط حالة القلق التي يشعر بها بعض سكان المناطق الآمنة من موضوع تأجير النازحين في مناطقهم، مبيناً أن مردّ ذلك الخوف من زيادة انتشار الأمن في مناطقهم على اعتبار أن وجود النازحين يعتبر ذريعة لنشر اللجان الشعبية والأمنية.

هذا بالإضافة إلى الشائعات التي يقوم عناصر الأمن بنشرها، والتي تركز على تصوير العائلات النازحة كإرهابيين يخبؤون في منازلهم أسلحة ومواد متفجرة، وأكد الناشط أن معظم المداهمات لمنازل العائلات النازحة لاتسفر عن اكتشاف أي شيء مشبوه، إنما هي "وسيلة لإطلاق يد الشبيحة وقيامهم بعمليات النهب والسرقة".

نيرمين الخوري - دمشق - زمان الوصل
(110)    هل أعجبتك المقالة (108)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي