هو بين نارين... بين بعض "الحر" الذي حرم الحب واعتبره "رجسٌ من عمل الشيطان"... و"النظامي" الذي لو قتل حبيبته لن يرف له جفن.... وهل للقذائف الروسية جفون....
فتاة دمشقية تكتب رسالة ملطخة بالدمع والدم الجاف
وصلت الحالة النفسية لسكان دمشق إلى مرحلة "التعود على الأشلاء والموت"، وأصبحت العاصمة بفعل نار النظام إلى مايشبه مدينة "الموت المؤجل"...، ننشر رسالة من فتاة دمشقية وصلت لـ"زمان الوصل"، ننشرها حرفياً بالهجة العامية، حيث تعبر بشكلٍ كبير عن مايعيشه الدمشقيون، بعد أن تأكدت "زمان الوصل" من مصداقيتها وهوية من أرسلتها...
"رح نسافر بعد كم يوم ع لبنان ومابعرف بجوز معد نرجع الشام وبجوز من لبنان نكفي ع سعودية نحنا وضعنا كتير سيئ من فترة صرت انزف ولما رحت الدكتورة قالت اني مرعوبة رعبة كتير كبيرة و نفسيتي بالأرض مبارح كانت ليلة حافلة كان بيتنا عم يضوي بالرغم من قطع الكهربا... والبرد الله لايدوقك ياه شتوية قاسية كتير و ماعنا لا كهربا ولامازوت ولا غاز حتى الشمس معد طلعت... الكهربا عم تجي 3 ساعات وتنقطع 4 ساعات وكل النهار ع هل الموال اجت وانقطعت.... عم اخد منوم لحتى اقدر نام و شغلي وقف وبالجامعة لهلأ ما سجلت لأنو مافي طريق لهنيك الشام صارت بتقرف اول ما بأذن المغرب بتسكر المحلات ومعد يبقى اي حدا بالطريق وقبل المغرب بتقوم القيامة الناس كلها بالشوارع وحواجز وساحة الامويين مسكرة و السبع بحرات يعني الشام تسكرت بتسكير هدول الساحتين.. صار منظر الأشلاء عندي طبيعي و مناظر الهدم كمان عادية تمسحت ع الأخر...".
بعد أن كتبت الفتاة هذه الرسالة.. انقطعت أخبارها وجوالها مغلق... حبيبها الصحفي يحرر يومياً عدة أخبار عن قذائف تهطل حول بيتها أو ربما عليه، عن جثث لنساء وأطفال يعثر عليها في مناطق قريبة من المكان الذي تعرف عليها به...
هو بين نارين... بين بعض "الحر" الذي حرم الحب واعتبره "رجسٌ من عمل الشيطان"... و"النظامي" الذي لو قتل حبيبته لن يرف له جفن.... وهل للقذائف الروسية جفون....
هو بين نارين... بين بعض "الحر" الذي حرم الحب واعتبره "رجسٌ من عمل الشيطان"... و"النظامي" الذي لو قتل حبيبته لن يرف له جفن.... وهل للقذائف الروسية جفون....
هي حياة السوريين... حبٌ مؤجل.. وحياة مؤجلة وموتٌ حاضرٌ في في رعشة صوتٍ نسائيٍ بعيد.. يرجف يكتب ويختفي ربما دون رجعة.
حرر هذه المادة الشخص المعني بالأمر، وتركنا له هذه المساحة في "زمان الوصل" ليتحدث إلى السوريين وقبر نزار قباني وإليها ربما تقرأ.. لو كانت حية.
دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية