النائب أنس الشامي يدعو إلى إنتخابات رئاسية مبكرة... ويؤكد: اتفق مع "الائتلاف" ببعض الرؤى

التقت "زمان الوصل" المحامي وعضو مجلس الشعب السوري "محمد أنس الشامي" حيث دار اللقاء حول عدة محاور منها مؤتمر طهران الذي شارك فيه مؤخراً، وموقفه من المعارضة السورية والجيش الحر والعمليات العسكرية الدائرة في مدينته حلب.
الشامي الذي يصر على تقديمه كـ "محامي" معترضاَ على تقديمنا له أنه كثير الحضور على وسائل إعلام النظام ، واصفا ً حضوره فيها بـ "النادر"، وصف ما يحصل في مدينة حلب بـ "الجريمة النكراء" ، مشيراً إلى رفضه استخدام السلاح الثقيل في المعارك الدائرة فيها، مؤكداً على أهمية حصول التغيير السلمي في سوريا، وداعياً إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وقال النائب محمد أنس الشامي أن النظام السوري محكوم بخيار الحوار مع كل الفرقاء في المعارضة السورية معبراً عن رفضه ثقافة التخوين والإقصاء من أي طرف كان.
نص الحوار كاملاً:
- حول مؤتمر طهران
-حضرتم مؤتمر طهران، من دعا إليه ومن دُعي إليه من المعارضة السورية التي أشرت أنها حضرت في تصريحاتك الصحفية التي قلت فيها أن المؤتمر جمع المعارضة السورية والموالين والمستقلين؟
الذي دعا للمؤتمر هي الحكومة الإيرانية، ولعلك غفلت أو تغافلت بأنني قلت أن هناك طيفاً مهماً من المعارضة الوطنية قد غاب كـ الائتلاف الوطني وهيئة التنسيق.
فإذاً مع من تحاورتم حول خارطة الطريق للخروج من الأزمة التي تحدثت عنها في تصريحاتك الصحفية؟
هل تعتقد أن المعارضة واحدة أو موحدة ؟حضر لفيف من أبناء الشعب السوري، منهم معارضون ومنهم موالون ومنهم مستقلون من الداخل والخارج.
-المعارضة ليست واحدة أو موحدة وهذا طبيعي ،ولكن لا ننكر أنها تتوزع في كيانين رئيسيين اثنين أشرت إليهما أنت، والتحاور معهما شرط لرسم خارطة الطريق المذكور، أليس كذلك ؟
تماماً، وهذا ما قلته في تصريحات متلفزة بل وأكثر من ذلك، وتحدثت أنه كان يجب أن نعترف ببعضنا البعض ،وتلقيت اتهاما ً من المذيعة حينها أنني رمادي
- الشخصيات التي حضرت مؤتمر طهران ليست ممنوعة من الدخول إلى دمشق لما لم ينعقد المؤتمر في دمشق ؟
لا هناك شخصيات معارضة قدمت من أوروبا يحملون صفة معارضة وشاركوا في المؤتمر
- مثل من ؟
التقيت بشخص اسمه مروان جاء من النمسا .
- مروان ماذا ، ومن يمثل ؟
لا أذكر ولكن جاء ممثلا ًعن تنسيقية معارضة في أوروبا ، وأنا أكرر أني تمنيت على الدولة المضيفة وعلى وزير خارجيتها الذي قال أنه وجه دعوات شخصية لو أن الدعوات كانت لا إلى شخصيات بل إلى الدول التي تستضيف هذه الشخصيات والأطر المعارضة.
- وهيئة التنسيق لأي دولة ستتم توجيه الدعوة ولماذا لم تحضر؟
عليك أن تسأل هيئة التنسيق
- هل تؤيد انعقاد مؤتمر يجمع المعارضة والموالاة؟
نعم وأن يكون برعاية دولية وعربية واقترح أن ينعقد في القاهرة.
حول المعارضة السورية
- ما موقفك من الائتلاف السوري الوطني ؟
الائتلاف فيه الوطني الشريف والعاقل وفيه عكس ذلك فهو يضم الأضداد معاً واتفق معه في بعض الرؤى وأختلف معه في أخرى
- بمَ تتفق معه؟ وبما تختلف؟ و هل تدعم أن يرتقي الائتلاف ليكون ممثلا ًعن تطلعات الشعب السوري؟
أتمنى أن يرتقي لذلك، وما ينقصه هو قبول الحوار مع الآخر ولا أعني النظام بل الموالين للنظام والمعارضين الآخرين والمستقلين وكل ألوان الطيف في المجتمع السوري.
- هل تملك رؤية لتحقيق مثل هذا الحوار؟ بين الائتلاف، وبالنسبة لموالي النظام هل لهم تكتل أو حزب أو ....؟
بالتأكيد أملك رؤية، لكن المشكلة في تحقيقها، وتحتاج للمخلصين والعقلاء للعمل عليها دون إقصاء أو تخوين.
- ملامح هذه الرؤية ما أمكن؟
ننطلق من مبدأ كلنا سوريون كلنا شركاء.
- برأيك من المبتلى بالإقصاء والتخوين بالدرجة الأولى النظام كفكر وممارسة أم المعارضة؟
ليس المهم من؟ الأهم أن نجتمع ونلتقي ونتحاور ونتفاوض على ذات المبدأ كلنا شركاء، لا غالب ولا مغلوب، فليس ثمة منتصرسوى أعداء هذه الأمة.
- هل تعتقد أن النظام يقبل بهذا المبدأ؟
لا خيار له
- وكيف توفق بين ما يقول إعلام النظام، وبشار الأسد حين قال " سنتتصر في الفضاء والأرض " ؟
سننتصر حتمآ جميعنا في السماء والأرض إن قبلنا بعضنا البعض والتقينا وتحاورنا وتفاوضنا من أجل أن نخرج من الظلمات إلى النور.
- بصراحة ..هل "تخاف " من المخابرات السورية؟
بت أخاف من كل سوري بعد كل هذا الذي رأيت.
- هذا يعني أنك تخاف من المخابرات أيضا؟
السورية ،طبعاً.
- هل تعتقد أن سقوط النظام المخابراتي الاستبدادي جزء من الحل أم المشكلة ؟
سقوط الاستبداد حيث ماكان هو ماننشده كشعب، فالحاكم المستبد والمعارض المستبد وكذلك الموالي المستبد جزء من المشكلة بل المشكلة عينها وسقوط المستبد خطوة رئيسية نحو الحل.
- هل بشار الأسد حاكم مستبد ؟
أربأ بك كصحفي أن تتوجه بهكذا سؤال ، فقد بيّنت موقفي من المستبد، ولست بصدد أن أتناول شخصاً بعينه فأرضيك وأغضبه، أو أغضبك وأرضيه.
- هل أنت مع تنحي بشار الأسد كـ شرط للحل وفق ما تقول المعارضة السورية المتمثلة بالهيئة في الداخل والائتلاف في الخارج؟
أنا مع التغيير السلمي وهو قادم لا محالة فليس هناك صفة الديمومة لأحد وبالتالي فأنا مع إجراء انتخابات رئاسية مبكرة فمن ينجح بها نحترمه ونرفع له القبعة.
حول مجلس "الشعب" وما يحدث في حلب
كممثل في المجلس عن حلب؟ ما موقفك مما يحدث فيها؟
مايحدث في حلب جريمة نكراء يندى لها جبين الإنسانية، وأنا كابن مدينة حلب لن أسامح ولن أغفر لكل من قتل ودمر وخرب في حلب حيثما كان انتماؤه وهويته شرعياً كان أم غير شرعي، وبغض النظر عما يصرح به الفرقاء المتنازعون على الأرض من ربح وخسارة، فإني أؤكد أن ليس هناك ثمة رابح والجميع خاسر لا محالة.
ولأنني أدرك أن من يناضل من أجل حريته أو من يدافع عن حريته لا يهدم ولا يخرب ولا يقتل، فأين الفرقاء المتنازعون من كل هذا الخراب والدمار والهدم في أقدم مدينة مأهولة في التاريخ.
والله لن يغفر والشعوب أيضا لهؤلاء، أياً كان انتماؤهم، والطامة الكبرى حين يختلط الحابل بالنابل فلا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل وإلى الله المشتكى.
- يُقال أن الجيش الحر لم يتضرر من القصف المدفعي والطيران إلا بنسبة قليلة لأنه اتخذ بالأصل مواقع حصينة؟ والقصف لا يدمر إلا البنى التحتية و بيوت المدنيين؟ ما تعليقك؟
ليس هناك من يبرر هذا الحجم من السلاح الثقيل في مواجهة خصم في مدن مأهولة فيها الشيوخ والنساء والأطفال، بالتأكيد لست مع استخدام هذا السلاح ولا العنف المفرط في حسم أي خلاف.
- هل الجيش الحر "إرهابي"؟
هناك كتائب مسلحة ظهرت تحت مسمى الجيش الحر لست أدري حقيقة هويتها وانتمائها، وبالتالي ليس هم جميعاً على سوية واحدة، فالأحداث أفرزت فطريات وخرج قطاع طرق وأدعياء للثورة.
- ،مقاطعاً، أدعياء لـ "الثورة " ؟
وأكمل : نعم ، وقاموا بالسرقة والخطف والنهب وعاثوا في الأرض فساداً فهل يستوي هؤلاء مع من يطالب بالتغيير، الساعين إلى الحرية، بالتأكيد لا يستوون.
- كعضو في مجلس الشعب، كيف تبرر عدم فعالية مجلس الشعب؟
مجلس الشعب مؤسسة يغيب فيها مفهوم العمل الجماعي، لغياب تكتل نيابي لذا فإن كل ما يصدر عنه يكون ذا لون واحد لا يرتقي للمستوى المطلوب، وما يقدمه الأفراد من محاولات نادراً ما يلقى آذاناً صاغية.
- إذاً أنت تقول أن السلطة التشريعية في سوريا معطلة؟
ليس بالمعنى الدقيق الذي تصفه ولكن أؤكد أنه لا يمكن لهذه المؤسسة أن تنتج أو تثمر وفق الآلية التي يعمل بها.
- هل تفكر بالاستقالة من مجلس الشعب المحكوم بآلية عمل "غير مثمرة"؟
لعلّي من خلاله أعمل بالحد الأدنى في خدمة أبناء وطني في زمن العهر السياسي حيث ترك الشعب السوري العظيم يلاقي مصيراً لم يكن محسوباً أو متوقعاً أن نلاقيه في يوم من الأيام وما دمت قادراً على تقديم الخدمات بشكل فردي فلن أهرب من مسؤوليتي.
حوار: رأفت رفاعي - حلب - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية