أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

العلم يجيب... كيف تحول بشار الأسد إلى إله..؟

علم النفس يحلل شخصية أتباع الأسد وشبيحته

 أثارت صورة الطفل الشهيد فراس حامد محمود حفيظة كل من شاهدها، دون أن يقل أثر صورة الطفل الشهيد من تأثير ما سبقه من صور لأطفالٍ استشهدوا قنصاً أو ذبحاً، فمن يقوى على قتل الملائكة؟! سؤالٌ تطرحه براءة أطفال مكفنين على كل من يشاهد صورهم، ولأن المنطق لن يجد إجابةً مرضيةً لهذا السؤال، ترجع المحللة النفسية الدكتورة حنان أسباب سقوط إنسانية البعض، وتحولهم إلى وحوش، إلى انضواء هؤلاء تحت راية جمهور أو جماعة ما، وتفسر المحللة لـ"زمان الوصل" أن توحد كيان الفرد مع جماعة معينة يؤدي إلى تلاشي شخصيته الواعية، وإلى قيام جميع أفراد الجماعة بسلوك متشابه- (القتل، والإجرام) في الحالة السورية- بسبب عدوى العواطف والأفكار، كما يشير علم النفس إلى ميل هؤلاء لتحويل الأفكار المحرض عليها إلى فعل وممارسة مباشرةً، دون مراجعتها أو التفكير بها، وهكذا لا يعود الفرد هو نفسه، وإنما يصبح عبارة عن إنسان آلي ما عادت إرادته قادرة على قيادته.. وتبيّن المحللة أنه بمجرد انضمام الفرد داخل صفوف الجمهور، فإنه عادةً ما ينزل درجات عديدة في سلم الحضارة، وهو عند إذنٍ يتصف بهمجية الكائنات البدائية، وبعنفها وضراوتها وحماسها وأحياناً بطولاتها، ويقترب منها أكثر كلما ترك نفسه عرضة للتأثر بالصور والكلمات التي قد تقوده إلى اقتراف أفعال غالبا ما تكون مخالفة لمصالحه الشخصية ولقيمه.

ارتكاب المجازر فعل بطولي!
يشير المفكر الفرنسي "غوستاف لو بون" في كتابه "سيكولوجيا الجمهور" إلى أن الجماعة المتاسكة (دينياً، أو عقائدياً، أو عرقياً...) قد تُستخدم للقيام بأفعالٍ مجرمة، إلا أنها بنظرها تقوم بفعل بطولي، فمن السهل حسب "لو بون": اقتياد المئات للقيام بمجزرة تحت اسم عقيدة ما، وكذلك من السهل تحريكهم وبث الحماسة في مفاصلهم من أجل الدفاع عن الشرف والمجد.. وإمكانية توجيه الجمهور نحو الخير أو الشر هو ما تؤكد عليه المحللة حنان بقولها: إن الانفعالات التحريضية المختلفة التي تخضع لها الجماهير، يمكنها أن تكون مجرمة أو كريمة، بطولية أو جبانة، وذلك بحسب نوعية هذه المحرضات، ولكنها سوف تكون دائماً قوية ومهيمنة على نفوس الجماهير إلى درجة أن غريزة الموت تتراجع وتزول أمامها.
كما يوضح المفكر أن الخوف من العقوبة يجبر الإنسان على كبح العواطف البدائية، أما استسلام الجمهور لأبشع أنواع الممارسات وأكثرها تطرفاً، فإنه ناتج عن شعوره بقوتها وكثرة عددها، وبالتالي عدم مبالاتها بالعقاب.

وتفسر المحللة النفسية أسباب عدم قدرة بعض المثقفين أمثال الشاعر (أدونيس، ونزيه أبو عفش وغيرهم) على إجراء معادلة عقلية للوقوف إلى جانب الطرف الذي طالما نادوا بنصرته قبيل الثورة –أي الشعب- إلى أنَّ الفرد قد يكون مثقفاً ومتعقلاً، لكنه عندما ينضم إلى جماعة ( طائفية أو عرقية)، فإنه يصبح مقيداً بغرائزه وميالاً للهمجية في آرائه، وإلى تبني وجهة نظر الجماعة بغض النظر إن تقاربت مع رأيه أم لم تتفق.

 كيف تحول بشار الأسد إلى إله؟
حس المبالغة والتضخيم والتأليه عند الجمهور يرتكز دائماً على العواطف الشريرة التي تمثل بقايا وراثية عن الإنسان البدائي، هكذا يُفسر المفكر لو بون سبب تأليه البعض لأحد الحكام، وليست الحجج العقلية والمنطقية هي التي تؤثر على أفكار هذه الفئة من الجمهور تحديداً، بقدر ما تؤثر على قراراتها الحجج العاطفية المعتمدة على التكرار والتكثيف والتهيج الإعلامي!، وهذه الحالة يمكن مطابقتها تماماً مع حالة التحريض الإعلامي الذي يقوم به إعلام النظام. وتبني المحللة حنان على رأي المفكر لو بون، مضيفةً صفات آخرى لهذه الفئة من الجمهور؛ التي لا تحمل المناقشة أو الحوار أو الاعتراض، وتقبل النظريات كما هي، دون أن تمحصها، فالتعاطف مع الشيء يتحول عندها فوراً إلى عبادة، والنفور من شيء يتحول إلى حقد..

أما الخصائص الأكثر وضوحاً -والتي تظهر بشكل تام عند القائد الديكتاتوري وأتباعه الدمويين- فهي عبادة إنسان "الديكتاتور" واعتباره خارقاً للعادة، والخوف من القوة التي تُعزى إليه، والخضوع الأعمى لأوامره، واستحالة مناقشة عقائده، والرغبة في اعتبار كل من يرفض عقائد هذا الإله عدوا يجب ارتكاب أشد أنواع الأذى والتعذيب بحقه.

لمى شماس - دمشق - زمان الوصل
(85)    هل أعجبتك المقالة (102)

ره

2012-11-27

!!!!!!!!!!!!!!!!.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي