أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

النظام يصنع في مخيم اليرموك مجسماً لغزة..

كي يُشعر الفلسطينيين و كأنهم في ديارهم لابد من الموت والنار والتهجير

لم يستطع النظام السوري، منذ بداية الثورة، كسب فلسطيني سوريا إلى جانبه، فعلى الرغم من محاولاته تجنيد الشباب الفلسطيني في المخيمات في صفوف شبيحته ، انقلبت المعادلة ضده وانضم شباب المخيمات إلى الثورة السورية، معلنين وقوفهم إلى جانب الشعب الذي احتضنهم.

فالمسرحية التي سعى النظام من خلالها، إلى التودد للفلسطينيين عندما سمح لهم بالاقتراب من الحدود السورية الإسرائيلية "للتعبير عن رأيهم" كُشفت أبعادها، وفتحت نار الثورة السورية الفلسطينية على النظام.

شبيحة أحمد جبريل

يشير الناشط قيس لـ"زمان الوصل"، إلى مشاركة فلسطيني المخيمات في المظاهرات، متناسين أنَّ عقوبتهم في حال اعتقالهم ستكون مضاعفة، فالفلسطينيون وفق الناشط "دائماً حقوقهم منقوصة..مثل وطنهم"، ويتابع: طالما تحدينا الشبيحة التابعين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذين كانوا يطلقون الرصاص على مظاهراتنا السلمية، دون سابق إنذار، واليوم انضم إليهم شبيحة من النظام..ويشير قيس إلى مساعي القيادي في جبهة التحرير أحمد جبريل لاستمالة الشباب الثائر، بأساليبه التي وصفها قيس بـ "المكشوفة"، مبيناً أنهم قطعوا الطريق على محاولاته، عندما صاروا يحملون لافتات مكتوب عليها "جبهة التحرير الفلسطينية لا تمثلنا"..

قصف وسرقة..وتجاهل إعلامي

يروي الناشط عاصم قصة جدته العجوز التي تصرخ "هجم اليهود..هجم اليهود"..كلما بدأ قصف قوات النظام!. فوسط تعتيم إعلامي يشتكي منه ناشطو تنسيقيات مخيم اليرموك، يتعرض المخيم منذ عدة أسابيع لقصف عنيف من قبل قوات النظام، التي راعها ،حسب وصف الناشط ، قدرة أهالي المخيم على تنظيم مظاهرات، محمية من قبل بعض عناصر الجيش الحر، إلا أنَّ القوة التي يستخدمها النظام- برأي الناشط- لا تتناسب مع بضع البنادق التي يمتلكها الحر، وفي تحركاته الأخيرة اقتحم جيش النظام المخيم، وزرع القناصة على أسطح الأبنية، وسمح للنساء فقط بمغادرة المخيم، في حين قام بحملة اعتقالات عشوائية بحق الشباب والكهول.

كما يؤكد الأهالي أنَّ جنود الجيش النظامي، اقتحموا معظم المحلات في الأسواق، وقاموا بسرقة محتوياتها، ومنها سوق الصاغة، كما سرقوا بعض المباني والشقق، كما أشار الناشط عاصم إلى أن أعمال السرقة والنهب تُنفذ تحت أنظار جماعة القيادة العامة، و لم تسلم سيارات حركة حماس في مقرها الكائن بشارع الثلاثين من السرقة.

بين غزة والمخيم..غارة

يقول الحاج إسماعيل ساخراً: يبدو أن النظام السوري، أراد جعلنا نشعر أننا في ديارنا، ولذلك يضعنا في نفس أجواء الحرب التي يعيشها أهلنا في غزة، حيث لا يبخل الجيش على أهالي المخيم بالغارات الجوية، التي تزخنا بوابل من الصواريخ..

ويستطرد الحاج متأسفاً على حال المباني التي انهارت جراء القصف، وكان منها مبنى سكني مؤلف من 5 طوابق على شارع الـثلاثين مقابل ملعب حماس، انهار على رؤوس ساكنيه نتيجة إصابته قبل عدة شهور بـ3 قذائف دبابة، فتصدع، وانهار مؤخراً بسبب الضغط الذي تعرض له، جراء وضع منصة لمدفع هاون بالقرب منه...أما المباني التي لم تهدّم فإن مصيرها حسب الحاج كان الاحتراق، وخاصة مباني حي الجاعونة، وشارع المدارس.

سكان بلا مأوى

عادة ما يلجأ سكان الريف الدمشقي إلى أقاربهم في الشام، إلا أنَّ هذه القاعدة يصعب تطبيقها على سكان المخيمات الفلسطينية، اللذين سكنوا منذ بداية قدومهم إلى سورية بجوار بعضهم في المخيمات، ولذلك غالباً ما تجدهم اليوم -حسب الناشط عاصم- يقيمون في سيارتهم في شوارع دمشق، لأن المدارس ممتلئة بالطلاب، وبيوت الدمشقيين مكتظة بأقاربهم النازحين، والبرد والمطر أغلق الحدائق بوجههم..أما المحظوظ منهم وجد منزلاً رخيصاً للإيجار في مخيم جرمانا.

مخيم جرمانا...طوائفه تحميه

تختلط أوراق الطوائف في مخيم جرمانا، أكثر من المخيمات الأخرى، ولذلك يحاول النظام حتى الآن ألا يكشف أمام أبناء الطائفة الدرزية عن وجهه الحقيقي، وهو في سبيل قمع مظاهرات المخيم، لجأ إلى توظيف شبيحة مدنيين يتولون مهمة تهديد السكان وإرهابهم دون دخول الجيش إليه، ومن الحوادث التي اشتهرت في المخيم، أن قاطنيه هددوا شبيحة جرمانا البلد، بقطع طريق المطار عليهم إذا حاول أحدهم الدخول إلى المخيم، ولم يحدث اقتحام لمخيم جرمانا حتى اليوم.

لمى شماس - دمشق - زمان الوصل
(94)    هل أعجبتك المقالة (101)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي