أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصة شهيد*: محمود الأحمد ملاك رحمة تحول إلى هدفٍ عسكري

كل الطرق تؤدي إلى القبر، حقيقة يعلمها كل من عارض النظام الظالم وثار عليه، هو ذاك المصير نفسه يتربص بالشاب محمود الأحمد الذي طلب الشهادة في المكان الذي يحب، جعله الله يقف برداء ملائكة الرحمة أمام ملاك الموت الذي كان يتجّهز لقبض أرواح المئات من أبناء الشعب السوري، مانحاً إياهم ما قسم المعطي عز وجل لهم من مزيد الوقت في هذه الحياة الدنيا تبعاً حتى "يقضي الله أمراً كان مفعولا".

من الصوت لمجابهة الموت

محمود المسعف الطبي الناشط الأبرز في محافظة حماة الذي خرج متظاهراً مطالباً بالحرية منذ الأيام الأولى للثورة وتحوّل وفقاً لمقتضيات الحاجة إلى منقذٍ لأرواح الجرحى الذين كانوا يتساقطون في مدينة العاصي، نتيجة إجرام قوات النظام السوري التي لا تفرق بين كبير وصغير و لا بين شيخ وامرأة، فانتقلت يداه من حمل لافتات الحرية إلى معاشرة أكياس الدم والأدوات الطبية.

يوم للذكرى أم للنسيان
كان اليوم الأبرز في حياة صاحب الـ27 عاماً قبل استشهاده والأكثر إجراماً في الألفية الثانية لمحافظة حماة الجريحة، بتاريخ 03-06-2011 (جمعة أطفال الحرية) أصيب الأحمد بطلق ناري اخترق صدره وتبدل دوره من مسعف إلى جريح تمّ نقله لأحد المشافي الميدانية، وبقي حتى تعافى ليعود بعدها إلى هوايته بإنقاذ الأرواح مره أخرى.

الأب للطفلة التي لم تكمل عامها الأوّل عمل جاهداً لإنشاء مشفى ميداني في أحد أحياء المحافظة وكان له ما أراد بحي مشاع الأربعين، وهو أكثر أحياء مدينة حماة تعرضاً للدمار بعد استهدافه من قبل قوات الجيش النظامي، وبات يحتوي على العدد الأكبر من المصابين والمعطوبين، وذلك بالرغم من إسهام (أبو حسين) بإنقاذ المئات من الجرحى على اختلاف درجة خطورة إصاباتهم بشهادة كافة من عاشره من الذين تكلموا عن إخلاصه للثورة وأياديه البيضاء عليهم. 
طبيب وناشط وصحفي

إضافةً لنشاطه في مجال المظاهرات والمجال الطبي بدأ محمود يوثّق بكاميرته الخاصة من يقوم بإسعافهم، طمعاً بمناشدة ضمائر العالم التي تقف حائرةً أمام النظام السوري الذي لا يكف عن ارتكاب الجرائم تجاه شعبه.

ومنذ أشهر وبتاريخ 20-06-2012 اجتاح الجيش النظامي المدينة وقامت بالقصف المتواصل على مدار ثلاثة أيام، وأثناء سقوط الشهداء والجرحى هبّ (أبو حسين) ملبيّاً نداء الإنسانية، وعند علاجه لأحد الجرحى سقطت قذيفة هاون أطلقتها القوات النظامية و أدّت إلى مقتله مع أربعة أشخاص كانوا بجواره، فاستشهد المسعف في حجر مريضه.


هذه المقاطع تظهر عدد من الجرحى في المشفى الميداني بحي الحميدية في مدينة حماة الذي كان يشرف عليه المسعف محمود الأحمد : 

http://www.youtube.com/watch?v=IM9r-veoRsk

http://www.youtube.com/watch?v=ToksHu3r5sc

*قصص لشهداء تنشرها "زمان الوصل" تباعاً ضمن قسم خاص لتؤكد وتذكر أن الشهداء ليسوا أرقاماً.

جورج خوري - زمان الوصل
(92)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي