كان السفر للعمل خارج البلاد حلم معظم الشباب السوري قبل الثورة، لكن المعادلة اختلفت الآن فالأمان تصدر قائمة اهتمام السوريين بكل فئاتهم، فتراهم فرادى وجماعات أمام مراكز استصدار الجوازات، ليتحول المواطن الهارب من جحيم القصف و الرصاص إلى لقمة سائغة لسماسرة الأزمات الذين يعتاشون على مصائب الآخرين.
و ليس ذلك سوى حلقة من مسلسل الابتزاز، و بعد رحلة مضنية للظفر بجواز السفر، لن يعدم المواطن الهارب سماسرة آخرين يفتحون له أبواب الاستغلال لتبدأ حلقة أخرى.
مكاتب السفر التي تلاعب بعضها في وقت سابق بأعصاب الشباب العاطل عن العمل من "أبطال البطالة"، شرّعت حالياً أبوابها و ألصقت إعلاناتها على ما تيسر من جدران دمشق وأخواتها السوريات لتوزع أطواق النجاة المزعومة على المقتدر من الراغبين.
"فيزا للإمارات العربية المتحدة" نص إعلاني كان يسلب ألباب الشباب سواء العاطل عن العمل أو العامل الراغب بهجرة راتب لا يسد الرمق، فما بالنا اليوم و المطلوب نجاة من الموت في بلاد صارت فيها الحياة "أقل من سعر الكلفة" حسب تعبيرحمصي هارب من الهلاك.
و غالباً ما يتضمن الإعلان التكاليف و الأوراق المطلوبة للحصول على الفيزا، و مدتها وكفالتها، ومثال ذلك إعلان نشره مكتب في العاصمة دمشق، وضع تسعيرته بالدولار الأمريكي للفيزا المطلوبة، حيث تكلف الفيزا لمدة شهر 350 دولاراً (نحو 28ألف ليرة سورية)، تتضمن رسومها و رسوم تسليم الشركة المصدرة لها في المطار.
أما الفيزا المستعجلة لمدة شهر و قابلة للتمديد شهر آخر، فكلفتها 420$ (نحو34 ألف ليرة)تتضمن رسوم الفيزا و رسوم تسليم الشركة المصدرة لها في المطار
و الكفالة بقيمة 820$((نحو66ألف ليرة) تُدفع مقدماً ويتم استردادها بعد عودة الشخص بحوالي أسبوع.
و من الأوراق المطلوبة حسب نص الإعلان المذكورإضافة إلى "صورة ملونة وواضحة عن جواز السفر صورة شخصية مع خلفية بيضاء"اسم شخص مقيم في الإمارات و رقم هاتفه!
كما ورد في الإعلان ملاحظات حول تكلفة التمديد لمدة شهر إضافي 300 $(24 ألف ليرة) و اشترط إذا لم تُقبل الفيزا, يتم اقتطاع مبلغ 10000 ليرة سورية أو 150$، وذيّل المكتب شروطه بحصر تذكرة الطائرة على طيران العربية فقط.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية