أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" في مشفى ميداني... أدوات سباكة لإجراء العمليات وقلة المازوت تهدد بموت الجرحى

بهذه الأدوات ينقذ الأطباء حياة المصابين - زمان الوصل

تجوّل مراسل "زمان الوصل" في مشفى الكويت الميداني للجراحة العظمية بالقرب من الحدود السورية التركية واستمع لأنات الجرحى وآهات المصابين، التي أكملتها أنات مديره الذي يشتكي من قلة الموارد وندرة الاختصاصين وتقاعس الداعمين.

معظمهم أطفال و نساء
في قسم الإسعاف استقبلتنا الممرضة التي تقوم بتسجيل المرضى، ومن خلال إطلاعنا على سجل المشفى تبين بأن أكثر من نصف رواده هم من النساء والأطفال الذين لم ترحمهم براميل العيد كما وصفتها لنا "أم محمد" من جبل الزاوية بإدلب قائلة:"لا أعرف لماذا يتم استهداف فلذات أكبادنا ببراميل الحقد الغادر الذي أكل ابنتي وزوجي وجعل طفتلي الصغيرة "مي" بين الحياة والموت نتيجة إصابته بشظايا البراميل.

ومن ثم دخلنا الى غرفة العمليات حيث وجدنا الطبيب الجراح يقوم بعملية تثبيت أطراف مصاب لم يرحمه برميل آخر وهو يقف أمام مخبز الأتارب لتأمين الخبز لعائلته.

الطبيب "محمد"و بعد رفضه التصوير أو الإفصاح عن اسمه بسبب قيامه بنقل المعدات الطبية من حلب إلى المشفى لرخص أسعارها عن دول الجوار تحدث لـ "زمان الوصل" و هو يستعد لإجراء عملية لجريح تمزقت أعصاب أصابعه نتيجة إصابته بشظايا قذيفة، ونعمل الآن على إعادة الحياة إلى أصابعه من خلال استعمال السيخ والمثقب والبانسة "و تلك هي عدتنا في العملية".

وفي قسم الأشعة أحد المصابين يتلقى صورة شعاعيه لقدمه بعد أن تعرضت لشظية لا ترحم فتسببت بنزيف حاد وشلل تام في الأعصاب حسب وصف الطبيب الذي استعاض وكادره التمريضي بالدعاء بدلاً من الدواء أمام إصابة تهدد ببتر قدم الرجل.

الحداد و المفتاح و الطبيب
يلخص مدير المشفى الدكتور "مهيب" ما وصفها بالحالة المزرية للعمل الطبي داخل الأرض لما يعترضه من عقوبات وصعوبات.

"المشفى يعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية حيث قمنا بتأهيل عدد من الممرضين من طلبة الجامعات بالاختصاصات الطبية" و لا تنتهي المشاكل هنا يقول المدير، فالمشكلة الأخرى تتمثل بالطاقة والمعاناة من انقطاع التيار الكهربائي،لتكون مولدة الديزل البديل، و منها تولد قصة أخرى حسب د.مهيب، تشبه قصة "الحداد و المفتاح " المشهورة فانقطاع الكهرباء يحتاج مولدة و المولدة تبلع برميل مازوت يومياً إذا اشتغلت 12 ساعة، والمازوت ثمنه فلوس ، والفلوس تحتاج تمويل حدده الطبيب بنحو 300 دولارلا يملكون منها شيئاً، فيضطروا للاستدانة.

"استطعت تأمين 30 برميلاً على اسمي ولا أعرف من أين آتي بالنقود لمن استدنت منهم كي يعطوني مازوتاً مرة أخرى"يقول مهيب مؤكداً حاجة المشفى شهرياً إلى تكاليف تقدّر بـ 50 ألف دولار لا يملكون منها سوى القليل.

و يضيف" لا نستطيع تعويض ما نقوم بصرفه من ثمن أسياخ وصفائح و...إلخ" مبدياً خشيته من احتمال إغلاق المشفى الذي يضم طابقين الأول للإسعاف والعمليات والثاني للاستشفاء بسبب ضعف الموارد.


زمان الوصل - خاص
(106)    هل أعجبتك المقالة (118)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي