"زمان الوصل" تُنقب في أبحاث رئيس "ائتلاف الثورة" لاستخلاص برنامجه السياسي
"زمان الوصل" تستخلص البرنامج السياسي لرئيس ائتلاف القوى الثورية والمعارضة من خلال قراءة أبحاثه وآرائه قبل الثورة السورية، والتي تعطي قراءة مبدئية لسياسته في المرحلة القادمة بدءاً من مواقفه إزاء الطوائف السورية وتسليح الثورة والسياسة الدولية ومن قضايا المرأة ومن ملفات أخرى.
و قدّم المهندس أحمد معاذ الخطيب الحسني رئيس الائتلاف مطالب عديدة قبل اندلاع الثورة كانت سبباً في إقصائه ومن أهمها:
"المطالبة بالحريات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإلغاء قوانين الطوارئ والأحكام العرفية والاعتقال التعسفي، وإلغاء سيطرة الحزب الواحد، ومحاربة الرشوة والفساد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وإيقاف نهب الأموال،وتذكير الناس بحقوقها ومنها الرعاية الاجتماعية وضمان الشيخوخة والعلاج الطبي."
كتب الخطيب مرةً:" لا يمكن للعالم أن يعطي الحرية لأحد، قبل أن يكون هو حراً وناجياً من الأسر والوصاية والاحتواء."
و من غير المتداول أن الخطيب يرأس جمعية التمدن الإسلامي، إحدى أقدم الجمعيات الأهلية الدعوية في سوريا، تأسست عام 1932، كما يملك رئيس الائتلاف الثوري موقعاً إسلامياً دعوياً (دربنا) يقدم من خلاله المشورة، ويجيب على الأسئلة الدعوية.
خطيب مسجد بني أمية السابق يقول: "إن المنابر أمانة وليست حرفة، وهي مشروع نهضة أساسي، والساكت عن الحق شيطان أخرس" وهذا ما دفع لإقصائه من المنبر قبل الثورة وإلى اعتقاله أثناءها.
"لا إيمان من دون تضحية، والحق يجب أن يذكر لأنه حق، والباطل يجب أن يفضح لأنه باطل، ونرفض مناهج الجبن والهروب." يقول الخطيب.
فمهما تكن ضريبة الحرية فادحة برأيه فإن ضريبة الذل أفدح بكثير، وإن التلطف في دعوة الناس إلى الحق، ينبغي أن يكون في الأسلوب الذي يبلِّغ به الداعية، لا في الحقيقة التي يبلّغها.
يرى الخطيب بأن المرأة والرجل متساويان في الكرامة الإنسانية، ومتكاملان في دروب الحياة، وأي إهانة لأحدهما فهي عدوان على تكريم الله لهما.
وبالرغم من الموقف الرافض لحمل السلاح في الأمة الواحدة مهما يكن السبب، يدعم الخطيب الثورة السورية المسلحة فتحرير الأمة من نظام العسكر والاحتلال الاقتصادي والثقافي والاجتماعي فريضة لازمة، "وكل جيش احتلال في بلاد المسلمين يجب أن يدمر أو يزول."
القمع عمَّق الطائفة
ويعتبر الخطيب من الدعاة القلة الذين طالبوا بحوار صريح وحقيقي بين الطوائف السورية قبل الثورة يوضّح أن التراحم أو التسامح لا يقصد به أي نوع من التمييع للمعتقدات والأصول، كما يرفض الأفكار غير الناضجة كالتصريحات الدعائية التي تعقّد الأمور ولا ترسي شيئاً من التسامح بل تخلق جواً من التوتر والتباعد والحساسيات.
الطائفية هي إحدى العقد الحقيقية في مجتمعاتنا برأيه، وليس بإمكان السياسيين وقادة الرأي وعلماء الدين والموجهين الروحيين، أن يغيروا شيئاً من أحوال مجتمعاتهم البائسة تغييراً حقيقياً، مالم يكن هناك فكر قوي ينطلقون منه.
ويبين الداعية المعارض أن النظام خلال عشرات السنين استخدم أدوات مختلفة كرست المسألة الطائفية، بعضها اعتمد على السلطة السياسية والقمع، والآخر على المواجهة المسلحة، بالإضافة إلى الحقن الطائفي.
الخطيب المفوَّه لا يهاب المحافل
ويبدو أن الخطيب المفوَّه لا يهاب المحافل العربية والدولية والمؤتمرات والاجتماعات التي بدأها بعد ساعات من انتخابه فقد أقام العديد من الدورات الدعوية والعلمية وحاضر وخطب في دول عدة مثل إنكلترا، الولايات المتحدة الأميركية، هولندا، تركية، نيجيريا، البوسنة.
ولا ينكر الخطيب أن السياسة الدولية ساهمت في إذكاء النعرات الطائفية أيضاً إذا عدنا للتاريخ ورأينا ماذا فعل الجنرال غورو من إحداث لدولة لبنان الكبير، ثم تأسيس دولة العلويين، بموجب قرارين بتاريخ 31 آب 1920، ثم تلا ذلك إقامة دولة دمشق فدولة حلب وتبعها إقامة دولة الدروز بتاريخ 4 آذار 1921″. بل إنه لن يدهش عندما يعلم أن السياسة الدولية للفرنسيين قد "طرحت فكرة اغتيال أحد عملاء الفرنسيين في سوريا، لإجبار فرنسا على التدخل".
ولأن سورية هي فسيفساء العالم وإحدى لوحاته الأجمل، فإن المصالح تتصارع حولها، ومن أخطرها المصالح السياسية الدولية التي تجد في الغرائز الطائفية وأوقات الغفلات فرصة للاقتحام، لذا فإن أي مشروع يهدف إلى التوحيد، ويتجاوز إشكاليات التاريخ، هو مشروع ضروري ليكون إئتلاف قوى الوطنية الثورية والمعارضة.
كان رئيس جسد المعارضة الجديد يعوِّل على "إيصال الإيمان إلى أصحاب الكراسي،على أن يصل أصحاب الإيمان إلى الكراسي." ولكن يبدو ان سوريا الثورة ستوصل أصحاب الإيمان إلى الكراسي ومنهم الخطيب نفسه.
رضا علي - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية