أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

طالب شبيح يرمي زميله من الطابق الثامن و آخر يضرب العميد في جامعة دمشق

طلاب الحرية يتحدون الشبيحة و الفصل في جامعة دمشق - الصورة: جامعة دمشق

تذخرذاكرة السوريين بقصص من قلب الحرم الجامعي عن الكفاح والنضال ضد كل أنواع القمع و الاستعمار، ولهذا السبب توجس النظام السوري منذ بداية الثورة، من الجامعات وطلابها، ، فالصبغة الثقافية هي آخر ما يريد أن تتصف به ثورة الشعب السوري،غير أنَّ التواجد الكثيف للشبيحة في مباني الكليات، وتجنيد العديد من الطلاب، وتوظيف طلاب اتحاد الطلبة في خدمة قمع المظاهرات وحركات الاحتجاج، كلها إجراءات لم تعد على النظام بالنفع المرجو منها، ولذلك لجأ إلى العلاج بالبتر، من خلال فصل الطلاب المشاركين بالمظاهرات، ناهيك عن ممارسة كل أنواع التشبيح على كل من يُشك في أنه معارض..

حتى اليوم فُصل من جامعة دمشق، -فصل نهائي- 11 طالباً،التقينا إثنين منهم،للتعرف على خلفيات فصلهم، وتفاصيل التشبيح الذي مازال يُمارس على طلاب جامعة دمشق..

ساعة في (طب الأسنان).. أربكت الأمن والشبيحة
حرضت مظاهرات جامعة حلب، طلاب جامعة دمشق على الانخراط والمشاركة بالثورة السورية، فتحدى بعض الطلاب، أعين الأمن المنتشرة في كل مكان، وشاركوا بتنظيم مظاهرات طلابية و نشاطات احتجاجية سلمية.

وفي الثاني من تشرين الثاني عام 2011، نجح الطلاب بتنظيم أضخم مظاهرة طلابية في جامعة دمشق، دعت إليها كلية طب الأسنان بتنسيق مع جميع الكليات، بما فيها الجامعات الخاصة، والمدينة الجامعية، خلال هذه المظاهرة كشف الأمن أسماء العديد من الطلاب الناشطين، وفُصل العديد منهم.
وحسب الطالبة المفصولة والناشطة "ح" استمرت المظاهرة في طب الأسنان، ما يزيد عن الساعة، واستخدم الطلاب فيها إستراتيجية أربكت الأمن، لأنهم لم يتظاهروا دفعة واحدة بل على شكل كتل، كلما هتفت كتلة وهجم عليها الشبيحة، هتفت من الجهة الأخرى كتلة أخرى لتخفف الضغط عن الطلاب الذين سبقوها بالهتاف..وهكذا.

تتحدث الناشطة عن جرح 24 طالباً خلال المظاهرة نتيجة الضرب المباشر، إذ لم يستخدم الأمن في المظاهرة الرصاص، لأنه وظف الطلاب الشبيحة، وطلاباً من اتحاد الطلبة في ضرب المتظاهرين.
يؤكد الطالب المفصول "س" أنَّ عدد الطلاب المتظاهرين فاق حينها الألف طالب،الأمر الذي أذهل الأمن، ودفعه للاستعانة بإمدادات، فعناصر الأمن لم يتوقعوا مظاهرة بهذا الحجم ولا طلاباً بهذا الاصرار، أما أكثر ما أثار حفيظة الأمن، فهو أنَّ شبيحة الجامعة هتفوا في بداية المظاهرة، "أبو حافظ..أبو حافظ" فغظى صوت هتاف "حرية..الله أكبر" على صوتهم، فثاروا كالمجانين.

أثناء هذه المظاهرة اُعتقل الشاب "س"، لمدة ساعة ونصف مع عدد من زملائه، ورفض أصدقاؤه مغادرة الجامعة إلا أن تم إطلاق جميع الطلاب المعتقلين.

و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فموضوع "س" أكبر من أن ينتهي بهذه السهولة، لتكلفه المشاركة بالمظاهرة مساءلة وإحالة إلى لجنة انضباط، "فاضطر بعضنا على التعهد، بعد الإخلال بالأنظمة الأخلاقية و لا بقانون تنظيم الجامعة".

و يدلل "س" على نفاق النظام عندما يتحدث عن وعود "بالمعاملة كطالب نظامي"بعد أن سحبوا بطاقته الجامعية، ولكن قرار الفصل كان العقاب المنتظر له و لزملائه"المشاغبين"،و تنوع بين الفصل لدورة واحدة، أو لدورتين، أو الفصل النهائي، كما حدث له مع عشر طلاب آخرين، بعد إيقاف دراستهم الجامعية لمدة سنة.

و يؤكد أنه قدم طلب تظلم، ولكن في كل مرة يُؤجل النظر بطلبه أسبوعاً آخر، ما أثارمخاوف من عدم اعتباره طالباً جامعياً، نظراً لاقتراب موعد سحبه إلى الخدمة الإلزامية.

رمى زميله من الطابق الثامن
طالب طب بشري سنة رابعة، مسلح يمشي برفقة حراس شخصيين، تصله ورقة الإمتحانات، قبل أيام من موعد الامتحان، يحفظ أسماء الطلاب المعارضين، ويوظف من يقوم بالبحث عنهم وباعتقالهم، تلك حزورة يعرف حلها معظم طلاب الجامعة،إنه" أشرف صالح"،ذلك الاسمٌ المعروف مسؤول بشكل مباشر عن عمليات التشبيح على الطلاب.
وحسب شهود عيان، فإن أشرف صالح هو من قام برمي طالب الشريعة "عبد المالك" ، من الطابق الثامن في الوحدة الأولى في المدينة الجامعية، لأن أخاه منشق في الجيش الحر، وصالح أيضاً عضو في الهيئة الإدارية لكلية الطب البشري.

شبيح يضرب العميد
و تروي، إحدى الطالبات الناشطات تطور مراحل الاحتجاج في كلية هندسة العمارة، مبينةً أن َّ أول حركة احتجاجية كانت بمنتهى السلمية والهدوء، حيث اتفق عدد من الطلاب على ارتداء قمصان بيضاء مكتوبٌ عليها، عبارات مثل "الدين لله والوطن للجميع"، "لا للعنف"، "لا للقتل"، "أنا سوري حر"..وتقول الناشطة: كانوا حوالي 12 طالباً، وصلوا إلى باب الكلية، وهم يرتدون ستراً فوق القمصان، وداخل مبنى الكلية خلعوا الستر، فتجمع عليهم الأمن، وأخذوهم إلى الهيئة الإدارية، وحقق معهم اتحاد الطلبة،وبعد هذه الحادثة مباشرةً، صدر قانون تجريم ممارسة أي تحرك سياسي أو احتجاجي في الكليات.

وأيضا من الحوادث التي اشتهرت بها كلية العمارة، أنهم أثناء قصف حماة ودرعا، صُدم طلاب الكلية بوجود علم سوري كبير يمتد من بداية البهو إلى آخره، يتوسطه صورة لبشار الأسد، وكان بعض الطلاب الموالين قد نشروا صورهم في اليوم السابق إلى جانب هذه العلم على فيسبوك ، تحت عنوان "شبيحة الكلية".

"استفزت صورة بشار الأسد على العلم، الطلاب كثيراً، فقرروا الاحتجاج عليها، وكان عددهم يزيد عن المئة.. وسط تواجد كثيف لشبيحة اتحاد الطلبة" تقول الناشطة و فاتحوا العميد بالقضية متذرعين بأن الدستور السوري يحظر كتابة عبارات أو وجود صور على العلم السوري،ووفق الطالبة دخل أربعة من الزملاء إلى مكتب العميد، للتحدث باسم المحتجين وأخبروه بمطلبهم، فكانت ردة فعله متفهمة، وحدثهم بصراحة عن عدم قدرته على إزالة الصورة من على العلم، وطلب أن يمهلوه أسبوعاً، علّه يتمكن من ذلك.

ومن القصص التي روتها الناشطة أيضاً، حادثة ضرب عميد الكلية، وذلك عندما كان طلاب السنة الخامسة يتصورون أثناء تقديم مشاريع التخرج، فما إن شاهد الشبيحة الكاميرا حتى هجموا على الشاب الممسك بالكاميرا، وبدؤوا بضربه، ولما حاول العميد حمايته ، تعرض هو الآخر للضرب على رأسه، ومن حينها صار الشبيحة أكثر جرأة حيث تكررت عمليات الضرب داخل الحرم الجامعي.

طلاب الشهادة
في نهاية اللقاء، أكد الطالبان أن فصلهما وزملائهما من الجامعة، لا يعني أبداً أن النشاط الاحتجاجي توقف، وأن ما حاوله النظام من استخدامهم ككبش فداء لقمع المشاركة الطلابية في الثورة، فشل بشكلٍ مُلاحظ، فالمناشير والمظاهرات وغيرها من النشاطات مازالت عصية على قمع النظام وشبيحته.

والجدير بالذكر،أن الجهات التعليمية العالمية، والعربية لم تنظر حتى اليوم بقضية الطلاب السوريين المفصولين، ولم تُقدم أي جهة تعليمية منحاً دراسية أو فرصاً تعليمية لهؤلاء الطلاب، الذين تعرض معظم للاعتقال والتعذيب، و من المهم الإضافة بأن عدد الشهداء من الطلاب السوريين حتى اليوم زاد عن 200 طالب.

لمى شماس - دمشق - زمان الوصل
(128)    هل أعجبتك المقالة (138)

2012-11-13

العرب خونه.


2012-11-13

الله اكبر .


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي