أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نظرية "غزال حمص" الجديد: امنع الدواء و الغذاء و اطرد النازحين تربح"مصالحة وطنية"

طفلة من حمص المحاصرة - عدسة شاب حمصي


بدأ محافظ حمص الأخير "أحمد منير المحمد" المعين خلفاً لغسان عبد العال ممارسة مهامه منذ ما يقارب الأربعة أشهر فقط , محاولاً منذ اليوم الأول فرض سيطرة وهيبة معينة أمام الحمامصة باتخاذه قرارات مستفزة للأهالي حتى وصل الأمر لتشبيهه بأشهر محافظي حمص السابقين "محمد إياد غزال".

قرارات إدارية بصبغة مخابراتية
يعمل المحافظ الجديد على فرض السيطرة على المدينة وأهلها من خلال قرارات لا تأبه لا بالحياة المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطنون ولا بأرواح الناس في بعض الأحيان. 
على سبيل المثال لا الحصر وفي محاولة منه لإعادة الدوام الرسمي لبعض الدوائر والمديريات قام "المحمد" بإجبار موظفي مديرية الزراعة على الدوام الرسمي تحت طائلة العقوبات, وكما هو معروف فإن مديرية الزراعة تقع بالقرب من فرع المخابرات الجوية، وهي منطقة ليست بالآمنة أبداً والطريق إليها محفوف بالمخاطر عدا عن الاشتباكات التي تشهدها منطقة المديرية بين الفينة والأخرى،ما يشكل خطراً حقيقياً على حياة الموظفين هناك, وعندما طلب منه نقل الدوام في هذه المديرية إلى مكان آخر خوفاً على حياة الموظفين كان رده بأن "حياة الموظفين ليست أغلى من حياة عناصر الأمن والجيش" و بناءعلى هذا فالدوام إجباري.

و لا يعتبر الموقف السابق للمحمد الاكثر فظاظة، إذا ما قورن بغيره من الإجراءات و التصريحات، فالرجل الذي يحث الخطى لإتمام مصالحة وطنية على مقاس أسياده، ما زالت جملته الشهيرة مثار غضب الأهالي،فيتردد صداها في المدينة المنكوبة حين ردّ في وجه وجهاء ومشايخ حمص أثناء طلبهم منه إدخال بعض المواد الغذائية والطبية للمدنيين في المناطق المحاصرة , فحياة المدنيين -حسب المحمد- غير مهمة أبداً "والأوامر أتت بتسوية حمص على الأرض تماما وجعلها ركاماً" كما قال.

إخلاء المدارس من اللاجئين بالقوة
وفي جانب آخر يعمل "المحمد" لتصوير مشهد الحياة في المدينة الثائرة ضد النظام على أنه طبيعي, و أن الحياة قد عادت إلى حمص رغم القصف المدوّي في أرجائها ليل نهار.
وآخر خطواته في هذا المجال هو العمل على إفراغ المدارس من اللاجئين بالتدريج بحجة إعادة الدوام المدرسي إلى طبيعته, فلا تمر أيام إلا ويتم تهديد قاطني المدارس بالإخلاء وإن لم يفعلوا فسيتم ذلك بالقوة, وهذا ما حصل فعلاً عندما أخليت بعض مدارس حييّ الوعر والإنشاءات بالقوة عن طريق عناصر الأمن والشبيحة دون تأمين أي مكان بديل لهؤلاء اللاجئين الذين يقدر عددهم بالمئات, فما كان منهم إلا أن اتخذوا –مكرهين- الأبنية الفارغة و غير المجهزة للسكن مكاناً جديداً لنزوحهم.

خوف وحراسة أمنية مشددة
يتخذ "المحمد" إجراءات أمنية مشددة في كل تحركاته وذلك خوفاً على حياته من خطر داهم, فقد اتخذ من إحدى غرف الملعب البلدي مكتباً بديلاً عن مكتبه في السرايا وسط المدينة وذلك لوجودها في منطقة محصنة أمنياً بشكل كبير وكذلك لقرب هذه المكاتب من قصره, مكان إقامته الحالية, مما يقلل من حركته في أنحاء المدينة, كما عمل المحمد على جلب جميع أفراد عائلته من أخوة وأخوات من مدينته جرابلس للإقامة معه في حمص ضمن حراسة مشددة كإجراء احترازي آخر وخوفاً عليهم كما يبدو.

عمر نجم الدين - حمص - زمان الوصل
(109)    هل أعجبتك المقالة (97)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي