ماوراء تفجير جرمانا: بين أشلاء الضحايا.. لصوص ينهبون المحال
|
"سيناريو الفتنة" بين السويداء و درعا يتكرر في جرمانا
يبدو أن محاولات النظام في زرع الفتنة الطائفية بين مدينة جرمانا وجاراتها مدن الغوطة الشرقية تفشل مرة جديدة، حيث أصدرت الهيئة الروحية للطائفة الدرزية عدة بيانات دعت خلالها أبناء الطائفة إلى ضبط النفس وعدم الانجرار في أية فتنة قد تهدد السلم والتعايش الأهلي الذي تتمتع به هذه المدينة ذات الأغلبية الدرزية.
ولعل آخرها كان بياناَ حذر فيه عقلاء الطائفة اللجان الشعبية من القيام بأية أعمال خارج حدود المدينة، مذكراً أن الظروف الحالية التي تمر بها البلاد هي التي دعت إلى إفراز تشكيل تلك اللجان كمهمة دفاعية لحماية المدينة وسكانها فقط في حال التعرض لها، وبالتالي فإن عملها يجب ألا يتجاوز الحدود الإدارية والعقارية لجرمانا، وشدد البيان بأن أية مخالفة في ذلك سيعرض صاحبها وأهله للعقوبات الاجتماعية والدينية حيث لايستحق الزيارة في حياته، والمشاركة في جنازته.
جاء هذا البيان ذو اللهجة الصارمة كما وصفه ناشطون، بعد ما أشيع في جرمانا عن خروج مجموعة من شبان المدينة ومشاركتهم مع شبيحة النظام في أعمال قمعية بمدينة دوما، حيث عاد قسم كبير منهم قتلى،ما أغضب عقلاء المدينة الذين كانوا أصلاً ضد خروج شبانهم وممارستهم لتلك الأعمال، حتى إنهم رفضوا تشييع أولئك الشبان داخل جرمانا، مؤكدين في بيانهم أن كل شاب سيقوم بأي أعمال خارج حدود المدينة سوف لن يشيعه أهلها.
التفجير الأخير
كما كانت الهيئة الروحية للطائفة الدرزية قد أصدرت بيانا آخر بعد التفجير الأخير الذي طال جرمانا تضمّن تكذيب ما نشرته بعض المواقع الإلكترونية الموالية للنظام (موقع شام تايمز – أوقات الشام – وبعض الصفحات على فيس بوك) تحت عنوان "أسرار الاستهداف المتكرر لجرمانا" والذي بينت فيه-تلك المواقع- أن الأسباب الكامنة خلف التفجيرات هي عدم رضوخ المشايخ لطلبات أبناء الغوطة، وتعرض شيخ مجلس مدينة جرمانا أبو حمود فارس كاتبة للتهديد المباشر من قبل أبناء الجوار، حيث بينت الهيئة الروحية، أن هدف تلك الشائعات ليس سوى محاولة لبث الفتنة وزرع الضغينة بين أبناء الوطن الواحد.
وأوضحت الهيئة من خلال عدة بنود احتواها البيان على أن أهالي المدينة لم يتعرضوا لأي تهديد من أي جهة كانت مشيرين إلى علاقات التآخي والعيش المشترك التي تربط جرمانا مع جاراتها في الغوطة، مدللين على كلامهم أن كل الوفود التي زارت جرمانا أكدت على هذه العلاقات، وأبدت الحرص على استمرارها.
لا للأنباء الكاذبة
وحذرت الهيئة في نفيها للشائعات كل العابثين بالسلم الأهلي، مؤكدة أنها تعمل على ملاحقتهم ومقاضاتهم قانونياً في حال تكرار عملية نشر الأنباء الكاذبة، وعوّلت على ثقتها بالوعي الذي يتمتع به أبناء جرمانا، والغوطة في دحض كل محاولات التفرقة.
وكانت محاولات النظام قد فشلت أيضاً في محاولة زرع الفتنة الطائفية بين أبناء مدينتي درعا مهد الثورة ذات الأغلبية السنية،و السويداء ذات الأغلبية الدرزية أيضاً من خلال قدرة عقلاء المدينتين على ضبط النفس وعدم الانجرار في شباك التفرقة التي أعدها النظام.
نيرمين الخوري - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية