قالت مصادر مطلعة ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم انتقد الأمين العام للجامعة العربية بسبب عدم توزيع الأمانة العامة نسخاً من رسالة المعارضة اللبنانية الى الدول الأعضاء، وتسريبه "تقريره السري" الى عدد من الصحف العربية لـ "الضغط على دمشق"، قبل ان يشدد على ضرورة "عدم انحياز الجامعة الى اي طرف لأن ذلك يؤدي الى انهيار المبادرة العربية ويؤثر في أمن لبنان واستقراره".
وحض مصدر رسمي في الخارجية السورية أمس موسى على "التعجل في التحرك لحل الأزمة لأن الوقت قصير"، مشيراً الى ان دمشق تدعم جهوده على أساس المبادرة العربية التي تمثل "سلة متكاملة".
وبحسب المعلومات المتوافرة فإن جهوداً واتصالات عربية سبقت الاجتماع الوزاري العربي، كانت تستهدف تحقيق ثلاثة أمور تتعلق بـ "قبول تقرير موسى في شأن حل الأزمة اللبنانية والإشادة به، وقبول تفسيره للفقرة الثانية من المبادرة العربية الذي يعطي للموالاة إمكانية تعطيل اي قرار في الحكومة، وتجزئة المبادرة العربية بحيث يكون البدء بانتخاب العماد سليمان رئيساً قبل الاتفاق على أسس تشكيل الحكومة". غير ان الوزير المعلم «"استخدم كل قدراته ومهاراته الديبلوماسية لتفنيد مواقف موسى ومخاطر هذا الأسلوب وعدم تحقيق هذه النقاط الثلاث".
وبحسب الاعتقاد السوري فإن "القراءة الدقيقة للخطة المكتوبة باللغة العربية لا تعطي دون أدنى شك كفة الترجيح او التعطيل الى أي طرف (لبناني) سواء في المعارضة او الغالبية وان كفة الترجيح في يدي رئيس الجمهورية" الأمر الذي يعني عدم إمكانية توفير "الثلث المعطل" لا للمعارضة ولا للغالبية، مع تأكيد المسؤولين السوريين وجوب "عدم انحياز" موسى الى أي تفسير للمبادرة او أي طرف باعتباره "اميناً عاماً وموظفاً لدى الدول الأعضاء التي تحدد له مهماته بالإجماع".
وبحسب المعلومات، فإن الاجتماع السداسي بين موسى ووزراء خارجية قطر وسوريا وعُمان ومصر والسعودية لم ينجح في الوصول الى "صياغة مشتركة" كما حصل في الاجتماع السابق عندما ولدت المبادرة العربية في الاجتماع السداسي في منزل موسى، ما أدى الى رفع الموضوع الى الاجتماع الموسع، الأمر الذي أفسح في المجال لتوضيح خلفيات الأزمة اللبنانية لبقية الدول وحصول الموقف السوري على دعم عدد من الدول العربية.
وعلم ان الوزير المعلم تعرض الى اتهام بأنه يفاوض ويتحدث باسم المعارضة اللبنانية، لكنه رد بأن وزير الثقافة اللبناني طارق متري ومستشار رئيس الوزراء محمد شطح يمثلان "رأي أحد الطرفين" في لبنان، وان رأي المعارضة غائب "خصوصاً ان موسى لم يوزع رسالة المعارضة الى الدول الأعضاء". وبحسب المعلومات فإن وزيراً عربياً وافق المعلم على القول ان متري "طرف في الخصام ولا يحق له التصويت".
كما شرح المعلم خلال الاجتماع ان "تجزئة" المبادرة العربية لا تجوز لأنها "سلة متكاملة" كما أقرت في الاجتماع الوزاري السابق، ذلك ان المعارضة نزلت الى الاعتصام في الشارع منذ أكثر من سنة على خلفية المطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية وليس للمطالبة بانتخاب رئيس، بالتالي لا بد من الوصول الى "حل توافقي كسلة متكاملة" بحيث يأتي الرئيس الجديد الى قصر بعبدا وتكون الطريق سالكة أمامه.
وأظهر الاجتماع الوزاري العربي دعماً قوياً من ليبيا للموقف السوري، بما في ذلك ما يتعلق بضرورة "عدم الابتزاز" بربط حضور القمة العربية بحل الأزمة اللبنانية.
دمشق تنتقد موسى لتسريبه "تقريره السري"
الحياة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية