توالت ردود الفعل الدولية على توقيف المعارض والنائب السابق في البرلمان رياض سيف الذي وجهت له السلطات السورية الثلاثاء 29-1-2008 الاتهام وامرت بتوقيفه في اطار حملة على المعارضة.
وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار القربي "مثل رياض سيف الثلاثاء امام قاضي التحقيق الثالث في المحكمة الجنائية الذي وجه اليه تهمة النيل من هيبة الدولة واثارة النعرات الطائفية والمذهبية ونشر اخبار كاذبة والانتساب الى جمعية سرية تهدف الى تغيير كيان الدولة الاقتصادي والاجتماعي".
وأدانت الولايات المتحدة الثلاثاء سوريا لاعتقالها رياض سيف معربة عن قلقها حول وضعه الصحي ومطالبة بالافراج عنه فورا. وقال مساعد الناطق باسم الخارجية الامركية توم كايسي للصحافيين "ندين اعتقال الحكومة السورية له وندعو الى الافراج عنه فورا".
وكانت الولايات المتحدة دعت في اغسطس/اب الفائت سوريا الى السماح لرياض سيف بالسفر خارج البلاد لتلقي العلاج جراء اصابته بسرطان البروستات, لكن دمشق رفضت ذلك.
من جهته، دان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير توقيف سيف, داعيا الى الافراج الفوري عنه. وقال شتاينماير في بيان ان "توقيف رياض سيف امر غير مقبول. ادعو السلطات السورية الى الافراج الفوري عنه".
كما دعت فرنسا سوريا الى احترام التزاماتها الدولية و"الافراج الفوري وغير المشروط" عن سيف. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني ان "فرنسا تطلب الافراج الفوري وغير المشروط عن سيف, الذي يثير وضعه الصحي قلقا شديدا, اضافة الى جميع من وقعوا اعلان دمشق الموقوفين حاليا".
واضافت المتحدثة في بيان مكتوب ان توقيف سيف "يرفع الى 11 عدد الذين اوقفتهم اجهزة الامن السورية من موقعي اعلان دمشق".
وتابعت ان باريس "تدعو النظام السوري الى احترام التزاماته الدولية وخصوصا حرية الرأي التي تكفلها الشرعة الدولية للحقوق المدنية والسياسية التي صادقت عليها سوريا العام 1969". وقالت اندرياني ان فرنسا "تجدد الاعراب عن قلقها حيال الانتهاكات المتكررة لحقوق الانسان والحريات العامة في سوريا".
وشارك سيف في ديسمبر/كانون الاول الفائت في اجتماع للمجلس الوطني لـ"اعلان دمشق" الذي يضم احزاب المعارضة العلمانية في سوريا. ودافع امام القاضي عن هذا الاعلان مؤكدا ان "هذه خياراتي ورأيي".
واضافة الى سيف, تم توجيه الاتهامات نفسها الاثنين الى عشرة معارضين اخرين اوقفوا اخيرا هم فداء الحوراني واكرم البني واحمد طعمة وعلي العبد الله وياسر العيتي وجبر الشوفي وفايز سارة ووليد البني ومحمد حجي درويش ومروان العش.
ووقع جميع هؤلاء المعارضين "اعلان دمشق" الذي يدعو "جميع مكونات الشعب السوري" الى العمل على "ضرورة التغيير الجذري في البلاد ورفض كل اشكال الاصلاحات الترقيعية او الجزئية او الالتفافية".
وجاءت حملة التوقيفات هذه اثر انشاء مجلس وطني كلف السعي الى تطبيق الاعلان المذكور, وذلك خلال اجتماع ضم 163 معارضا في بداية ديسمبر/كانون الاول.
من جهته, طالب المرصد السوري لحقوق الانسان "السلطات السورية بالافراج الفوري عن رياض سيف وجميع معتقلي الرأي في السجون السورية وانهاء سياسة الاعتقال التعسفي".
وذكر المرصد في بيان أن سيف "يعاني حالة متقدمة من سرطان البروستات وانسدادا في شرايين القلب ويحتاج الى العلاج الدائم".
ونقل المرصد عن سيف قوله امام المحكمة "نحن ضد اي تدخل خارجي ونحن لسنا جمعية سرية وانما اعمالنا كانت علنية ونريد التحول بسوريا الى الديمقراطية بشكل هادىء وآمن".
واضاف سيف حسب ما نقل عنه المرصد "نحن ضد النعرات الطائفية وانتخاب فداء الحوراني السنية الحموية القومية العربية رئيسة للمجلس, والكردي عبد الحميد درويش, والعلوي اليساري عبد العزيز الخير, والمسيحي الليبرالي اكرم البني في قيادة الاعلان يدل على ذلك فأين هي النعرات الطائفية".
وسيف عضو سابق في مجلس الشعب اعتقل عام 2001 مع تسعة معارضين خلال الفترة التي عرفت بربيع دمشق. واطلق سراحه في 2006 بعد ان امضى اربع سنوات وخمسة اشهر من حكم بالسجن لمدة خمس سنوات كان صدر بحقه.
تنديد دولي واسع بتوقيف المعارض رياض سيف في دمشق
وكالات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية