واصل اعضاء الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري عملية تصويت طويلة من اجل انتخاب قيادة جديدة اكثر قوة وتمثيلا ستشارك الخميس في لقاء تشاوري حاسم مع اطياف المعارضة الاخرى، وسط اختلافات حادة حول مبادرة تهدف لافراز قيادة سياسية جديدة موحدة للمعارضة.
ومن المفترض ان يسفر تصويت الهيئة العامة للمجلس الوطني بمشاركة اكثر من 400 مندوب عن انتخاب 40 عضوا يشكلون الامانة العامة للمجلس الوطني السوري.
وسيتولى اعضاء الامانة العامة الجديدة في وقت لاحق انتخاب مكتب تنفيذي من 11 عضوا على ان تكلل العملية الانتخابية باختيار رئيس جديد للمجلس خلفا لعبد الباسط سيدا الذي تم انتخابه في شهر حزيران-يونيو الماضي.
ولم يترشح للمكتب التنفيذي الجديد بعض القيادات البارزة مثل برهان غليون وسمير نشار ورياض سيف بحسب المكتب الاعلامي للمجلس.
و يختار ال400 عضو نوابهم في الامانة العامة من ضمن 29 قائمة تضم طيفا واسعا من الاسلاميين وصولا الى العلمانيين ومرورا بمرشحين مستقلين واخرين عن الاقليات والعشائر السورية.
ويعتبر المجلس الوطني اكبر تجمع للمعارضة السورية الى حد الان رغم تعرضه مؤخرا الى انتقادات اميركية تاخذ عليه عدم توفقه في تمثيل كل اطياف المعارضة، ما ادى الى طرح مبادرة مدعومة دوليا من اجل اخراج قيادة سياسية جديدة للمعارضة السورية يكون المجلس الوطني احد مكوناتها الرئيسية.
وتتوج هذه الانتخابات سلسلة اجتماعات لاعضاء المجلس الوطني السوري بدات يوم الاحد الماضي في احد فنادق العاصمة القطرية على امل الخروج منها بجسم قوي يمكنه من فرض وجهة نظره في صراع المبادرات الذي سيحتدم غدا الخميس.
وبعد اعتباره "محاورا شرعيا" للمعارضة السورية بعد تشكيله في تشرين الاول/اكتوبر 011، سرعان ما تعرض المجلس الوطني السوري للانتقادات لعدم تمثيله كافة اطياف المعارضة السورية.
والاسبوع الماضي اعتبرت الادارة الاميركية ان المجلس لا يمثل المعارضة لانه لا يضم معارضي الداخل.
وتنص مبادرة رياض سيف المدعومة اميركيا والتي سيتمحور حولها اجتماع الخميس، على تشكيل هيئة قيادية جديدة للمعارضة تقوم بتنسيق عمل الجيش السوري الحر على الارض وتنبثق عنها حكومة منفى.
ولقيت المبادرة التي يقودها رياض سيف وهو ايضا عضو المكتب التنفيذي المتخلي، معارضة قوية من زملائه في المجلس الوطني، "وصلت الى حد التهجم عليه في اجتماع مساء الثلاثاء"، بحسب احد الحضور.
كان المجلس الوطني السوري حذر من "استهدافه" ومحاولات تصفيته من خلال المبادرة الجديدة المدعومة اميركيا .
واكد الاربعاء القيادي بالمجلس الوطني برهان غليون لوكالة فرانس برس ان المجلس "سيشارك في مؤتمر المعارضة ليناقش بشكل مفتوح صيغ توحيد المعارضة دون صيغ جاهزة او وثائق مسبقة".
واضاف غليون ان "نتائج هذا الاجتماع ستظل متروكة للحوار" قبل ان يستطرد بان "اهم شيء هو التفاهم حول كيفية تشكيل حكومة مؤقتة لادارة امور اساسية كالعمل العسكري والمجالس المحلية وسبل الاغاثة".
واستبعد برهان غليون تماما بروز قيادة سياسية جديدة للمعارضة. وقال "ليس هناك شيء اسمه قيادة جديدة و لا بديلة والاجدر تسميتها بلجنة تنسيق للعمل المشترك فهذا هو المطلوب وليس استبدال المجلس".
وفي الاثناء وزع المسؤولون الاعلاميون في المجلس الوطني على الصحفيين "مبادرة المجلس الوطني حول المؤتمر الوطني الذي تنبثق عنه الحكومة الانتقالية:.
وجاء في المبادرة ان "الجهة المخولة بتشكيل حكومة انتقالية هي المؤتمر الوطني العام الذي تشارك فيه كل قوى المعارضة السياسية ويكون للمجلس الوطني النسبة الاكبر فيه".
و دعا البيان الى "عقد المؤتمر الوطني داخل الاراضي السورية في المناطق المحررة ما امكن".
و اشترط البيان "الا يتم الاعلان عن الحكومة الانتقالية بدون الحصول على ضمانات مثبتة بالاعتراف الدولي بها".
كما طالب بيان المجلس الوطني بان "يستمر المجلس الوطني في عمله ومؤسساته بعد تشكيل الحكومة بهدف تشكيل الحاضنة للحكومة وحمايتها ودعمها".
وبدا المعارض السوري عن اعلان دمشق سمير نشار اكثر حدة في موقفه من هذه المسالة الخلافية وقال لوكالة فرانس برس "لن نقبل باي قيادة جديدة فوق المجلس الوطني".
و تساءل نشار عن "الجدوى من خوض تجربة قيادة جديدة قد تفشل في حين ان المجلس الوطني السوري بصدد التوسعة واصلاح نفسه".
لكن رياض سيف صاحب المبادرة المثيرة للجدل رد على توجسات رفاقه بان "المبادرة ليست الغاء للمجلس الوطني باعتبار انه لم يكن في اي وقت من الاوقات سلطة او قيادة" للمعارضة.
و استطرد سيف قائلا لوكالة فرانس برس "نحن نعمل الان من اجل ايجاد قيادة و سلطة سيكون للمجلس الوطني فيها نصيب 50% اذا استثنينا مندوبي المحافظات الاربعة عشر".
وحول مصير المجلس الوطني السوري في صورة انجاز "قيادة سياسية جديدة" قال رياض سيف "سيكون له الف عمل وعمل قي خدمة الثورة، اما تمويله فيجب ان يكون ذاتيا بحسب الاعمال والنشاطات التي يقوم بها اعضاؤه، كما يمكن له ان يتلقى دعما عربيا واجنبيا مثل اي منظمة تطوعية وغير حكومية".
وفي ظل هذه الخلافات الحادة يتوقع المشاركون في اجتماع الغد ان لا تحل المشاكل في يوم واحد. وقال سمير نشار لوكالة فرانس برس ان "الجانب القطري عرض علينا ان نظل يوما او اثنين او ثلاثة او اربعة حتى يطلع الدخان الابيض، واذا لم يطلع سيذهب كل الى سبيله".
اوضح غليون ان "الموقف الاميركي قد لان كثيرا بهذا الشان" و ذلك في اعقاب اجتماع جمع ليل الثلاثاء بين عدد من قيادات المجلس الوطني ومساعدة وزيرة الخارجية الاميركية بات جونز والسفير الاميركي السابق في دمشق روبرت فورد.
و قال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا في هذا السياق ان "اللقاء كان جيدا جدا".
من جهته، قال القيادي في المجلس الوطني جورج صبرا ان المسؤولين الاميركيين تطرقا الى ضرورة "انشاء هيئة موحدة للمعارضة السورية"، الا انهما اكدا على حد قوله بان واشنطن ترفض تزويد الجيش السوري الحر بالاسلحة.
الفرنسية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية