أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الشرطي "رجل كرسي"... الأمن يعاقب الدمشقيين جماعياً في الشوارع

المتة تُشغل الجنود عن حركة المرور عمداً - الصورة: عدسة شاب دمشقي

اعتاد الدمشقيون الهروب من أتوستراد العدوي واستسلموا لمنحه لسائق التكسي، كلما وصلت رائحة زحمة شارع بغداد الشهيرة إلى جسر الثورة، وبعد أن كان العدوي إحدى الخلطات الشامية للنجاة من الاختناق المروري الذي يصيب السيارات في شارع بغداد، غيّرت شوارع دمشق اليوم مقادير أسرارها.

تفوق أتوستراد العدوي على شارع بغداد بزحمته، وبصعوبة الوصول إليه، لأن مساحته الكبيرة لم تشفع له عند جنود حواجز الأمن، الذين ينظمون مناوباتهم بحيث يرتاح جميع الجنود الواقفين على الحاجز، ويتفرغ جندي واحد فقط لتفتيش كل السيارات المارة على الأتوستراد.

نأسف لتأخيركم نعمل لسلامتكم

جملةٌ كتبها مؤخراً رجال الحواجز، ليبرروا الزحمة التي سببها وجودهم.. إلا أن الناشط أمجد، لا يرجع سبب الزحمة المرورية في دمشق، إلى وجود الحواجز بشكل مباشر في حديثه لـ"زمان الوصل"، إنما للسلوك الذي يتبعه عناصر الحواجز، والناتج -برأي الناشط - عن سياسة النظام القائمة على مبدأ العقوبة الجماعية، وهذا ما يُطبّق اليوم على الدمشقيين الذين أظهروا من خلال التزامهم بالإضراب المدني، و خروجهم بمظاهرات بشكل مستمر، أنهم فعّالون بالثورة"لهذا تتم معاقبتهم".

يضيف الناشط أنَّ أوضح دليل على أن هدف الزحمة المُختلقة في دمشق، هو العقوبة، أنها تُنفذ بأسلوبٍ مُمنهج..و وفق أمجد، يجلس جميع جنود حاجز الفحامة، والمزة، والمطار العسكري، والسومرية، وشارع بغداد..على طاولة صغيرة مزروعة على جانب الطريق لشرب المتة، ويعمل جندي واحد فقط على تنظيم مرور السيارات وتفتيشها، وتدقيق الهويات..ويشترك حسب الناشط جميع الدمشقيين في الانزعاج من هذه الظاهرة شبه العامة،"مما يعني أنه مُتفق عليها، بين الحواجز".

رجل المرور رجل كرسي!

رغم المشاحنات التي كانت لا تنتهي بين سائقي السيارات في دمشق من جهة، وشرطة المرور من جهةٍ أخرى، إلا أن السائقين باتوا اليوم يترحمون على أيام الشرطة، الذين يصفهم سائق السيرفيس أبو نجيب بـ (رجل كرسي)، ويتفق أبو نجيب مع زملائه على إطلاق هذا اللقب على شرطة المرور ، نظراً لتراجع دورهم في تنظيم السير، وجلوس معظمهم في كبائنهم مهمشين.

ويستشهد أبو نجيب على قوله بحال شرطة الفحامة، إذ يمكن للمارين ملاحظة ما يعانيه شرطة المرور على حاجز الفحامة بالذات من تهميش، حتى أنه لا يحق لهم الجلوس على طاولة الأمن أوشرب المتة معهم.. ويؤكد أبو نجيب، أن الشرطي لم يعد له كلمة على السير، وأن الأمن والشبيحة هم "ملوك الشوارع"، معللاً السبب بأن الجميع صار مُجبراً على المخالفة بسبب قطع الأمن للشوارع، ولذلك يغض الشرطي النظر عن المخالفات، خاصة أن صلاحيات الشبيح التي تجاوزت سلطة رجل المرور ليبقى واقفاً على أطلال نفوذ مسلوب.
 
أما مهمة شرطي المرور، الأكثر إلحاحاً من تنظيم السير، فهي التبليغ عبر اللاسلكي، في حال الاشتباه بالتجمع للتظاهر، ويروي الناشط حسام ما حدث معه عندما أراد مجموعة من الشباب تنظيم اعتصام صامت عند مشفى الطلياني، وكيف بلّغ شرطي المرور الذي شعر بتجمهر بعض الشباب، فرع الأمن القريب من الطلياني، ويضيف حسام:"كان ذلك سبباً باعتقال ما يزيد عن عشرة ناشطين".

لمى شماس - دمشق - زمان الوصل
(100)    هل أعجبتك المقالة (93)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي