التأهب الاسرائيلي سببه "الجيش الحر" وليس دبابات الأسد
استغرب مراقبون عسكريون رفع الجيش الإسرائيلي لحالة التأهب في الجولان بعد توغل 3 دبابات من جيش النظام السوري في المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح، وذلك بسبب تصريحات سابقة أدلى بها قائد منطقة "الشمال" في جيش العدو الجنراليائير غولان عن موافقة إسرائيلية لمرور دبابات الأسد في منطقة قريبة من الجولان بهدف تمكينه من قمع الثوار.
ويعزو المراقبون بحسب ما استطلعته "زمان الوصل" عبر عدة تقارير تغير الموقف الإسرائيلي إلى تصاعد قوة "الجيش الحر" وانتصاراته العسكرية، بعد اعترافات من محللين عسكريين إسرائيلين عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنه "على الرغم من تدفق اﻷسلحة والمقاتلين من إيران عبر العراق جواً وبراً إلى سوريا إﻵ أن "الجيش الحر" يسيطر على معظم المناطق سيطرة تامة."
اسقاط طائرات النظام..
ويبدو "الجيش الحر" الذي أسقط ما يزيد عن 4 طائرات حربية لجيش النظام في 48 ساعة الماضية وقام بإعطاب مقاتلات ومروحيات مطار بأكمله مساء الأمس في تفتناز قد نبَّه العالم كله وليس إسرائيل فقط الى أنه جيش قادر على استعادة الأراضي المحتلة بما لديه من إيمان وعتاد عسكري بسيط نظراً لما يحرزه على الأرض.
ويعود تاريخ اختراقات الجيش النظامي للمنطقة المعزولة السلاح إلى بدء الثورة السورية بهدف قمع المظاهرات التي خرجت في قرى درعا والقنيطرة وريف دمشق، لاسيما أن بعض القرى الثائرة هي أصلاً في منطقة منزوعة السلاح كقرية جباتا الخشب والحارة وسعسع وبيت جن وغيرها.
وبدا لافتاً انخراط قرى جولانية مؤخراً كالبريقة ذات الاغلبية الشركسية التي دخلت على خط ثورة وهي إشارة خطيرة بالنسبة للنظام السوري في دخول الأقلية الشركسية علناً مخاض الثورة وهم الذين التزموا الحياد منذ بدءها، فضلاً عن الموقع المهم للقرى الجولانية والتي استرعت انتباهاً من النظام السوري ومن اسرائيل على حد سواء.
"بعبع الجهاديين"
ولتقويض "الجيش الحر" اعتمدت دول غربية ومن ثم انضمت لها إسرائيل بتضخييم دور الجهاديين في سوريا وعلى رأسهم "تنظيم القاعدة" لإيقاف مد "الحر".
وصرَّح الموساد الاسرائيلي منذ يومين عبر إذاعة جيش العدو بأنه يمتلك معلومات دقيقة عن مواقع اﻷسلحة الكيميائية السورية، ولدى "إسرائيل الحق بالتدخل إذا ما وقعت بأيدي الجهاديين." وهذا ما سيبرر بحسب محللين أي عمل عسكري ضد الجيش الحر مستقبلاً.
وكان لافتاً أيضاً تعهد وزير الحرب اﻹسرائيلي، إيهود باراك بالتدخل في سوريا عسكرياً في حال تمت اﻹطاحة باﻷسد للحيلولة دون سيطرة الجهاديين على اﻷسلحة.
ويبدو أن "إسرائيل تضغط بكل نفيرها العالمي على عدم تسليح الثوار السوريين تستند في مخاوفها إلى تعاليم تلموذية تقول بأن قتال المجوس في الشام هو مقدمة لقتال اليهود، وتحرير اﻷقصى من رجسهم"، يقول باحث فلسطيني في الشؤون الاسرائيلية من القدس.
إطالة الحرب السورية
وراهنت إسرائيل منذ بدء الثورة السورية على إطالة المعاناة السورية عبر السكوت على الاختراقات او الضغط على الولايات المتحدت بتقنيين التسليح وعلى دول أوروبية أخرى وحتى على حلفائها كالأردن متبنية فلسفة وزير الخارجية الاميركية الأسبق هنري كيسنجر عندما قال عن الحرب الخليجية اﻷولى: يجب أن لا تنتصر إيران ولا أن يهزم العراق. وهذا ما يجعل سوريا مثالاً لما تقوم به السياسة الدولية بضغط اسرائيلي.
"من أهداف إسرائيل القومية إطالة نزيف الدم السوري من جهة، وجر تركيا وإيران من جهة أخرى بحرب إقليمية مدمرة تضمن إنهاك كل الأطراف". يقول الباحث الفلسطيني.
ويختصر الكاتب اليهودي الأمريكي دانيال بابيس، وهو ﻣﻨﻈِّﺮ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ، السياسة الدولية تجاه الثورة السورية بالقول:" إن بقاء الصراع في سوريا مفتوحا مفيد للغرب لأنه سيضعف القوى السنية والشيعية، وفي الوقت ذاته يكرس الصدع بين إيران والعرب."
رضا علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية