تصف الناشطة "سماح" لـ"زمان الوصل" الاعتقال التعسفي الذي تتعرض له نساء ريف دمشق على الحواجز، بالاختطاف المُشرع، فوفقاً للناشطة والإعلامية المهتمة بتوثق ظروف المرأة في ظل الثورة، قام الأمن أكثر من مرة بإنزال الفتيات من السيارات، وباعتقالهن دون أن يوجه لهن أية تهمة، وتضيف سماح: جميع الحالات التي اعتقلت بهذه الطريقة لم ترجع إلى أهلها، ولذلك يُتوقع أنهن تعرضن للاغتصاب ومن ثم للتصفية.. وتتابع: مقارنة بالفلتان الأمني الذي تسبب به عفو بشار الأسد عن المجرمين في بداية الثورة، فإن أخف ما قد تتعرض له الفتاة أثناء تنقلها في شوارع دمشق، هو تغزل جنود الحواجز بها.
ترك العمل.. أحلى المرين
تنحسر خيارات الدمشقيات، في محاولتهن لحماية أنفسهن، بالتزام المنزل، هذا ما تدلل عليه الناشطة بقولها: سجلنا ضمن إحدى العمليات التوثيقية لواقع المرأة السورية في ظل الثورة، العديد من الحالات، التي أُجبرت فيها المرأة على ترك عملها، خوفاً من المرور المتكرر على نفس الحواجز، حيث قد يترصد لها أحد الجنود، ومن الاضطرار إلى ركوب سيارات الأجرة، هذا بالإضافة إلى تقطع الطرقات ووقوع اشتباكات.
وتتابع الناشطة: يُسمح للمرأة في بعض المناطق الساحلية خاصةً بحيازة سلاح أبيض غالباً ما يكون (موس، أو سكين)، إلا أن الأمر نفسه في دمشق سيتسبب بكل تأكيد في اعتقال المرأة، وبتحوليها إلى إرهابية على تلفزيونات النظام!
الاحتشام من أجل الاختفاء..
تقول سماح: في الفترة الأخيرة بدأت معظم الفتيات يحتشمن في ملابسهن، ويبتعدن عن ارتداء الملابس الملفتة للنظر، إما خوفاً من جنود حواجز، أو تصديقاً للإشاعات التي يبثها النظام عن تجول السلفيين في شوارع دمشق، وما رافقها من خلق أساطير خرافية عن حماية رجال الأمن للفتيات في الأسواق.
ناشطات يتحدين نظرات جنود الأمن والجيش الحر على حد السواء
لا توافق الناشطة زينة مع وجهة نظر "فتيات الظلمة" كما تقول، بقصد الإشارة للواتي بدأت يغيرن نوعية ملابسهن، بغرض عدم لفت الانتباه، وحسب زينة: تتحمل الفتيات مسؤولية حماية حرياتهن بارتداء ما يحلو لهن، ولذلك يتوجب عليهن تحمل صعوبات ذلك.. وتبيّن: أذهب أنا وزميلاتي الناشطات إلى الكثير من المناطق الساخنة في ريف دمشق، وهي مناطق محافظة جداً، ونحن نذهب بلباسنا الطبيعي الذي اعتدنا عليه، ونتحمل نظرات وكلمات الإعجاب من جنود الحواجز، وبعض تعليقات الأهالي وجنود الجيش الحر، كي نذكرهم بأن لسوريا وجوه ملونة سنحافظ عليها.
الحجاب بالإجبار
وتحكي زينة أنهن في إحدى المرات كن ذاهبات للمشاركة بمظاهرة في منطقة زاكية (ريف دمشق) فاشترط عليهن أحد شباب المنطقة ارتداء الحجاب، فرفضن الذهاب، ليس كُرهاً بالحجاب -وفق زينة- إنما كُرهاً بالإجبار.. وتتابع: بعد فترة، ذهبنا إلى زاكية، واعتاد الأهالي على وجودنا بينهم دون أن نضطر إلى تغيير هيئتنا، وتتابع: الحفاظ على تنوع نماذج المرأة هو أحد أهم ميزات سوريا، التي يجب أن نُفاخر بها، أما الاستكانة للتيار ستؤدي لا محالة إلى مُستقبل غير مُبشر لحرية المرأة، وأعتقد أنّ هذا ما يربو إليه النظام الذي يريد الظهور بأنه حامي حرية المرأة من تسلط السلفيين.
لمى شماس - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية