أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تظاهرات في بيروت تتحول الى اعمال عنف تؤدي الى مقتل سبعة اشخاص

اربعة من القتلى ينتمون الى حزب الله وواحدا الى حركة امل في حين ان القتيلين الاخرين هما مسعف ومدني

تحولت تظاهرات في بيروت وجنوب لبنان احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي الاحد الى مواجهات مع قوى الامن ما ادى الى سقوط سبعة قتلى بحسب حصيلة جديدة اعلنها مسؤول في المعارضة اللبنانية وعدد من الجرحى في بلد غارق في ازمة سياسية حادة.

وتاتي اعمال العنف هذه في حين يجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة في اطار الجامعة العربية في محاولة لايجاد حل للازمة اللبنانية حيث تسود المخاوف من انزلاق الوضع في لبنان المنقسم حول تقاسم السلطة بين الغالبية التي يدعمها الغرب والمعارضة التي تحظى بدعم دمشق وطهران.

ويغرق لبنان منذ اكثر من سنة في ازمة سياسية خطيرة تفاقمت مع شغور سدة الرئاسة منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وتتهم الغالبية المعارضة باستخدام التظاهرات لاغراض سياسية لكن المعارضة تنفي ذلك.

واعلن مسؤول في المعارضة اللبنانية التي تعتبر حركة امل وحزب الله حزبين اساسيين فيها ان سبعة اشخاص قتلوا خلال تظاهرات الاحد التي ترافقت بصدامات كان اعنفها في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله الشيعي.

وقال المسؤول ان اربعة من القتلى ينتمون الى حزب الله وواحدا الى حركة امل في حين ان القتيلين الاخرين هما مسعف ومدني. وكان مسؤول في حركة امل طلب عدم كشف هويته اعلن "ان اربعة اشخاص قتلوا في التظاهرات بينهم احد عناصر الحركة وثلاثة من حزب الله".

واندلعت اعمال العنف عندما قطع متظاهرون طرقا عدة في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله وامل والطريق الرئيسية المؤدية الى مطار بيروت الدولي. وفتح مسلحون النار على القوى الامنية بعد ان قامت باطلاق عيارات تحذيرية لتفريق المتظاهرين ومعظمهم من الشبان بحسب ما اعلن شهود عيان ومصادر في اجهزة الامن.

وتحدثت مصادر في جهزة الامن عن 19 جريحا في اعمال العنف. وبحسب المشاهد التي نقلها التلفزيون قامت مجموعات صغيرة من المتظاهرين باغلاق الطرق ووقف السيارات. كما اضرمت النار في مستوعبات للنفايات.

وكان بعض المتظاهرين يحملون عصيا وقضبانا حديدية واخرون مسلحون. وكان العشرات من المتظاهرين يحتجون بين احياء الشياح ومار مخايل جنوب غرب العاصمة في حين تجمع غيرهم الى الجنوب منها لياتي التحرك في قطاعات مختلفة. كما انفجرت سيارة احرقها المتظاهرون في جنوب العاصمة دون وقوع اصابات بحسب اجهزة الامن.

وافاد بيان صادر عن الجيش عن سقوط قتيلين واعلن انه فتح تحقيقا لمعرفة ملابسات الحوادث التي وقعت وتحديد المسؤولين عن اطلاق النار.

وقال بيان الجيش "عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم تجمع حشد من المواطنين في حي معوض وتقاطع كنيسة مار مخايل - الشياح ولاحقا في مناطق أخرى واقدموا على اشعال الاطارات وقطع الطرقات احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي".

واضاف "على اثر ذلك تدخلت وحدات الجيش لاعادة فتح الطرقات وتفريق المتظاهرين وتزامنت هذه الاحتجاجات مع حصول اطلاق نار أدى الى مقتل مواطنين اثنين احدهما كان يعمل في اطار تهدئة الوضع اضافة الى اصابة آخرين بجروح فيما بوشر التحقيق لكشف ملابسات الحادث وتحديد هوية مطلقي النار".

واوضح "لا تزال قوى الجيش تعمل على ضبط الوضع واعادة الهدوء بصورة تامة الى اماكن التجمعات وتهيب بالمواطنين التحلي بروح المسؤولية الوطنية والتعاون مع هذه القوى الساهرة على أمنهم واستقرارهم".

واعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الاثنين يوم حداد وطني. ودعا الى "اقفال المدارس والجامعات الخاصة والرسمية على جميع الاراضي اللبنانية" وفق بيان صادر عن مكتبه.

واصدرت قوى 14 اذار (الاكثرية) بيانا قالت فيه انها "اذ تاسف لسقوط القتلى والجرحى (...) فانها تحمل المسؤولية كاملة عن دماء هؤلاء الضحايا الى قوى 8 اذار (المعارضة) التي تعمل بتوجهات المحور السوري الايراني".

واضافت "تحذر قوى 14 اذار من يريد ان يسمع لدى الفريق الاخر من التوقف عن الرقص على حافة الهاوية ومن الافراط في الرهان على صبر اللبنانيين".

من جهته وتعليقا على الاحداث التي حصلت مساء الاحد اصدر التيار الوطني الحر عضو المعارضة بيانا اعرب فيه عن الاسف للاحداث ودعا "السلطات الامنية والقضائية الى فتح تحقيق فوري لتحديد المسؤوليات ومعاقبة المخالفين".

وجدد "تذكير السلطة بأن معالجة الشؤون الحياتية الملحة يجب ان تحظى بالأولوية بصرف النظرعن الخلافات السياسية" داعيا "المواطنين الى ضبط النفس والتزام الهدوء وعدم الانجرار الى ما يحقق اهداف من يريدون الفتنة وضرب الاستقرار في البلاد".

وبسبب هذه التظاهرات نصحت السفارة الفرنسية في بيروت رعاياها مساء الاحد بعدم التنقل داخل بيروت وعدم استخدام الطرق المؤدية الى المطار.

وفي جنوب البلاد قام متظاهرون بقطع الطرق الرئيسية والثانوية لفترات وجيزة بين مدينتي صيدا وصور اللتين تفصل بينهما مسافة 35 كلم تقريبا بواسطة الاطارات المحروقة.

ونفى النائب علي حسن خليل من حركة امل اي علاقة لحركته بالتجمعات. وقال للتلفزيون "ينبغي ان يضبط الوضع وندعو الجميع الى العودة الى منازلهم".

واعلن متحدث باسم حزب الله لوكالة فرانس برس ان الحزب دعا ايضا المتظاهرين الى الهدوء.

واعرب مسؤول في الاجهزة الامنية عن خشيته من استمرار التظاهرات في الايام المقبلة. وقال طالبا عدم كشف هويته "وحدهم رجال السياسة يمكنهم ان يقرروا ضبط مناصريهم او اعطاءهم الضوء الاخضر لزرع الفوضى. كل شيء يدعو الى الاعتقاد انه سيكون هناك تصعيد وان هذه التظاهرات قد تنظم بصورة يومية".

وتواجهت القوى الامنية مرارا خلال الايام الاخيرة مع متظاهرين كانوا يحتجون على الانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي في ضاحية بيروت الجنوبية.

ودعا وزراء الخارجية العرب الاحد الاغلبية النيابية والمعارضة في لبنان الى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية في الجلسة البرلمانية المقبلة المحددة في 11 شباط/فبراير المقبل.

AFB - زمان الوصل
(114)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي