تقرير وصور... هكذا هز الموت جرمانا والنار وصلت لأعالي البيوت |
ماوراء تفجير جرمانا: بين أشلاء الضحايا.. لصوص ينهبون المحال
في سوريا يبدو أن للسرقة بات هنالك معنى آخر، وللسارقين ربما طبيعة أخرى تختلف عن طبيعة البشر.. فعندما تغيب الإنسانية عن قلوب البعض فأي فعل يقومون به يصبح مبرر.. وعندما يعجز مشهد الدمار والضحايا أن يحرك مشاعرهم فيمكننا القول بأن شريعة الغاب باتت تسطير على عقولهم.
في تفجير جرمانا الذي هز المدينة أمس الأول وأوقع ما أوقعه من الضحايا والخسائر المادية، وبينما يقوم المتطوعون بمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه وانتشال أشلاء الضحايا من بين الركام.. كان هناك مجموعة من الناس لم ترهبهم على مايبدو رائحة الموت فبدؤوا على وقع صراخ الأمهات والأطفال وأنين الجرحى بسرقة ما أمكنهم من المحال التجارية التي انتشرت على طرفي الشارع الذي يعتبر سوق تجاري بامتياز، بحسب تأكيد عدة شهود لـ"زمان الوصل".
فما سلم من التفجير لم يسلم من أيد أولئك هكذا وصف أحد شهود العيان الذي تواجد ساعة التفجير المشهد، وتابع أنه بينما كان الناس في ذهول من أمرهم من شدة هول المصيبة التي لحقت بالمدينة وبسكان الروضة، كانت هناك مجموعة من اللصوص بدؤوا بدخول المحال التجارية التي لحقها الدمار وبحجة المساعدة باتوا يخرجون ما أمكنهم من البضائع، وعلى عينك يا تاجر دون خجل أو حياء. فمنهم ما كشف امره وأبعده المتواجدون عن المكان، ومنهم من تابع مهمته، وكأن شيئاً لم يحدث.
سرقة المشروبات الروحية
حتى محل المشروبات الروحية لم يسلم منهم فصناديق المشروبات التي لم يؤذها التفجير أخرجت من المحل كما هي، كما يقول أحد سكان المنطقة، ليتابع أن هذا ما ينطبق أيضاً على محل للأدوات الكهربائية حيث دخله أولئك اللصوص وأخرجوا ما يمكن إخراجه، ليكتشف أصحاب تلك المحال والذي نجوا من التفجير أنهم لم ينجوا من تجار الموت.
وهنا تساءل أحد سكان المدينة في حديثه لـ"زمان الوصل" أي نوع من البشر اولئك وكيف استطاعوا السرقة بين أشلاء الضحايا، أم أن مشاهد الموت والقتل التي نشاهدها يومياً حولت البعض إلى وحوش. ليبين أن الأمر لم يقف على المحال فقط بل طال حتى الجرحى أو من أصابهم إغماء من روع المشهد، وروى لنا قصة رجل مسن أغمي من شدة الدخان الذي ملأ المكان، فحاول أحدهم سرقة هاتفه المحمول إلا أن باقي الشبان كشفوا نيته وأبعدوه عن المنطقة.
غنائم كبيرة
ولعل هذه الفئة من الناس لم تتواجد في تفجير جرمانا فقط على اعتبار أنه وقع في سوق تجاري، وبالتالي فإن الغنائم منه كبيرة، إنما هي تتواجد في أي مكان منكوب، وتستطيع تحصيل غنائمها حتى ولو من بقايا سيارات محترقة، وهو ما أكده لنا أحد النشطاء في مجال المساعدات الإنسانية حيث رأى مجموعة من الشبان يحملون أكياس بعد تفجير القزاز يتهافتون إلى تلك المنطقة المنكوبة فظنّ أنهم يريدون تقديم المساعدة للمنكوبين، ولكنه تفاجئ أنهم يتسابقون إلى السيارات التي تحطم زجاجها ليسرقوا ما بها من حاجيات.. فحتى حديد السيارات المصهورة لم ينجوا منهم.
وانتشرت في الفترة الأخيرة محال وأسواق جديدة يباع فيه المسروقات وبأسعار بخسة كسوق السومرية.
نيرمين الخوري - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية