ليس من الضرورة أن يعلم أحد سواك بتأييدك للثورة فأي دور فاعل في إحدى فتراتها قد تضع حياتك على كف عفريت و أنت في حضرة نظام لم يترك شيئاً يخطر على البال إلا استخدمه، هذه باختصار قصة الشهيد عدنان يوسف مغمومة الذي قتلته قوات النظام بعد اكتشاف ارتكابه "جريمة" تصوير جرائم النظام.
فصاحب الـ26 عاماً الذي عمل بصمت في الثورة إلى أن فارقته الحياة، انتقل بهدوء من صفوف المناصرين للثورة إلى العمل الفاعل فيها، بعدما اشترى سلاحاً طالما شكّل قلقاً دائماً عند النظام ألا و هو الكاميرا التي أخفى سرّها عن الكثير من المقربين له خشية افتضاح أمره.
تجول الشاب المولود في حمص والمبدع بعلوم الحاسوب و عين الكاميرا ترافقه في أحياء حمص، ليصوّر المظاهرات و يوثّق الدمار الذي شهدته عاصمة الثورة (كما يحلو لأبنائها تسميتها)، رافضاً الخروج من حي الخالدية رغم كلّ ما تعرّض له الحي، حتى طالت عدنان إحدى شظايا القصف العشوائي.
لم تمنع الإصابة ابن حمص من متابعة عمله بعد الشفاء مباشرةً حتى كَتَبَ الله له الشهادة بعد اختطافه من قبل حاجز المركز الثقافي بحي الميدان الحمصي في 16نيسان العام الجاري، وانقطعت أخباره لثلاثة أشهر كاملة قبل أن يٌصعق أبناء جيرانه بالهيئة التي شاهدوه عليها بعدما أصبح جثة هامدة شوهتها آثار التعذيب التي تعرّض لها في فرع الأمن الجنائي بحمص.
عدنان عمل وعُذِب واستشهد بصمت، لكن سوريا التي لم و لن تكن عاجزة عن إنجاب آلاف الأبطال المستعدين للتضحية بحياتهم لأجلها لن تعوّض عائلته فقدان فتاها إلا انتصار الثورة و سيادة الحرية والعدل والكرامة على آلة الظلم والقتل والدمار.
*قصص لشهداء تنشرها "زمان الوصل" تباعاً ضمن قسم خاص لتؤكد وتذكر أن الشهداء ليسوا أرقاماً.
جورج خوري - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية