أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

50 ألف طفل يختطفون سنوياً في الهند

خرج شيفام سينغ (13 سنة) لشراء حلويات واعداً والدته بأنه سيكمل فروضه المدرسية لدى عودته، لكنه لم يعد، لينضم إلى نحو خمسين ألف طفل يفقدون سنوياً في الهند.
 
تتذكر بينكي سينغ، وقد اغرورقت عيناها بالدموع، تلك الأمسية في تموز (يوليو) الماضي عندما خرج شيفام من المنزل: «ترك ابني كتبه مفتوحة وانتعل صندله وسرح شعره وخرج... وكانت هذه آخر مرة أراه فيها». ويتملك بينكي سينغو، الجالسة على طرف سرير نجلها محاطة بألعابه والكؤوس التي فاز بها، الرعب على مصيره: «أصلّي ألا يكون أرغم على تعاطي المخدرات أو التسول في الشارع... إنه بريء جداً ومجتهد».
 
وتفيد إحصاءات بأن 14 طفلاً يفقد أثرهم يومياً في نيودلهي، ويقع ستة منهم على الأقل ضحية الإتجار بالبشر. وتفيد منظمة يونيسيف بأن 1,2 مليون طفل يقعون ضحية الإتجار بالأطفال سنوياً حول العالم. وتشكل المدن الهندية الكبرى، مثل نيودلهي ومومباي، هدفاً مميزاً للعصابات الإجرامية التي تقول الشرطة إنها تتاجر بالأطفال تماماً مثلما تبيع المخدرات.
 
وفي آب (أغسطس) الماضي، أمرت المحكمة العليا في البلاد الحكومات الفيديرالية والمحلية، بتوفير بيانات عن 50 ألف طفل مفقود، بعدما أخذت عليها فشلها في حل مشكلة الإتجار بالأطفال. وتؤكد الشرطة أنها أنقذت مئات الأطفال من مصانع أرغموا على العمل فيها، كما فككت شبكات واسعة لدعارة الأطفال، إلا أن المسؤولين يعترفون بأن الأمور تخرج أحياناً عن سيطرتهم.
 
وقال المحققون الفيديراليون العام الماضي إن في البلاد 815 عصابة، تضم أكثر من 5 آلاف عضو، تخطف الأطفال لأغراض الدعارة والتسول في الهند. ويقول ناطق باسم شرطة نيودلهي: «هذه العصابات تستهدف أطفال مدن الصفيح خصوصاً، لسهولة تقفي تحركاتهم واستمالتهم بالطعام»، مضيفاً أن «بعض الأهل الفقراء يخشون إبلاغ الشرطة، وغالبيتهم لا تملك صوراً عن الأطفال المفقودين».
 
في عام 2006، عثرت الشرطة على أجزاء من جثث 17 طفلاً، موضوعة في أكياس بلاستيكية في نيثاري - نيودلهي.
 
الطفل شارث كومار (12 سنة) يدرك هذا الخطر. فهو ابن صاحب متجر صغير في نيودلهي، وكان في التاسعة من العمر عندما تعرض لمحاولة خطف. ويقول: «غطى الرجل المسن وجهي بقماش أسود وجرني وهددني بالقتل إذا صرخت». إلا أن محاولة الخطف فشلت عندما سمع شباب كومار يطلب النجدة. ولقّن الحادث والدة الفتى درساً، فصارت تلتقط صوراً لنجليها كل ستة أشهر. أما بينكي سينغ، فقدمت إلى الشرطة صور ابنها المفقود، ولا تزال تنتظر: «أستيقظ كل يوم على أمل عودته».

AFP
(231)    هل أعجبتك المقالة (168)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي