جورج حبش: قومي عربي وقائد فلسطيني

طيلة عقود، بقي الامين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من اهم القادة الفلسطينيين.

وكانت الجبهة في اواخر ستينيات القرن الماضي من اهم الفصائل الفلسطينية اذ كانت الثانية من حيث التأثير بعد حركة فتح التي اسسها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، كما كانت من ركائز منظمة التحرير الفلسطينية لوقت طويل.

وشكلت الجبهة وامينها العام الطليعة في مجال خطف الطائرات لاهداف سياسية.

وبالاضافة الى كونه من ابرز القادة الفلسطينيين، كان حبش قوميا عربيا اذ شارك بتأسيس حركة القوميين العرب عام 1951، وكان لفترة طويلة من المؤمنين بأن "وحدة البلدان العربية قد تقود الى تحرير فلسطين".

وبعد انتصار اسرائيل في حرب 1967 وافول نجم الحركة القومية العربية، اسس حبش جبهته التي كان شعارها: "اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو هي لغة العنف الثوري".

وادى هذا الشعار وتطبيقه من قبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الى اعتبار الكثيرين في اسرائيل والغرب ان حبش ارهابي، بينما يرى فيه الكثيرون من الفلسطينيين والعرب بطلا.

ونجح حبش بتدويل القضية الفلسطينية من جراء عمليات العنف الاستعراضية التي نفذتها الجبهة، كما نجح بجذب اهتمام حركات ثورية يسارية اخرى في العالم.

وفي مايو/ ايار 1972، نجح بجمع اعضاء من جيش التحرير الارلندي وجماعة بادر مينهوف وعناصر من الجيش الاحمر الياباني في احد المخيمات الفلسطينية في بيروت.

وفي الشهر ذاته، نفذ الجيش الاحمر الياباني عملية مطار اللد في اسرائيل حيث اطلقوا النار وقتلوا 26 شخصا.

وفي عام 1976، تمكنت بادر ماينهوف بالاشتراك مع الجبهة الشعبية من خطف طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية.

ويعرف كذلك عن جورج حبش خصومته لياسر عرفات حتى ان البعض يقولون بأن هذا الخصام كان السبب الاساسي الذي دفع حبش الى تأسيس الجبهة.

وفي السبعينيات، بينما كانت منظمة التحرير تحاول الحصول على دعم الدول العربية في النزاع مع اسرائيل، تطلع حبش الى الصين وروسيا الشيوعيتين.

ومنذ عام 1990، وبينما كان عرفات يفاوض الاسرائيليين، رفضت الجبهة الشعبية كل الاتفاقات التي نتجت عن المفاوضات وبقيت في كلامها تدعم قيام دولة فلسطينية علمانية.

وبعد اتفاقية اوسلو التي وقعت عام 1993 بين اسرائيل والفلسطينيين، رفض حبش الذهاب الى الاراضي الفلسطينية على الرغم من دعوته اكثر من مرة.