نوافذ ضد الانفجارات... تجارة الثورة بدمشق: لكل زمان بضاعة وزبائن
تغيّرت احتياجات الدمشقيين مع تبدل تفاصيلهم اليومية، الأمر الذي لم يفوّته على أنفسهم تجار الأزمات، ممن يكيّفون تجارتهم وأسعارها مع الظروف، فلكل زمانٍ بضاعةٌ وزبائن.
وبينما انتعشت تجارة بعض البضائع الدخيلة -إلى حد ما- كالأسلحة البيضاء، وزجاج سيكوريت، تراجع التجار مكرهين عن المتاجرة بالبضائع الحلبية، التي تضاعف ثمنها.
نوافذ دمشق تتحدى الانفجار..
زجاج مقاوم للانفجار، موضة فرضتها الانفجارات المتكررة على سكان دمشق، الذين صار الميسور منهم يُبدل زجاج منزله بزجاج يصمد بوجه الضغط الناتج عن الانفجارات، ويصل سعر المتر من هذا الزجاج إلى 8 آلاف ليرة، ويكتفي (الدرويش) من الدمشقيين، بتزويد نوافذه بلاصق سميك على شكل إشارة ×، علَّ الانفجار لا يتسبب بتكسره إلى قطع وشظايا صغيرة قد تكون مؤذية.
ويؤكد الأهالي أن الثورة بالنسبة لتجار النوافذ موسم دسم لا بد من استغلاله بكل الطرق، سواء من خلال توفير زجاج (سيكوريت) بشكل خاص في المحلات المتواجدة في المناطق الراقية، -كحي أبو رمانة والمالكي حيث بدأ العديد من الأهالي هناك بتبديل نوافذهم بعد انفجار الأركان- أو عن طريق التحكم بأسعار الزجاج وفقاً لمكان بيعه.
طفايات حريق.. موس كباس.. وأبيال كهربائية
يسهل الحصول على طفايات الحريق وموس الكباس وغيرها، من القطع الصغيرة التي تتواجد بكثرة على بسطات سانا، كما يسميها سكان البرامكة، وحسب الناشط عمر فإن الشبيحة هم الذين يبيعون على الأرصفة ويبيعون للمارة أشياءً حولتها همجية النظام وقلة الأمان إلى أساسية.. ويضيف عمر لزمان الوصل: "يمكن للمواطن أن يجد على بسطات سانا كل ما يحتاجه في هذه الظروف، بدءاً من شواحن وأبيال الكهرباء وصولاً إلى بعض الأسلحة البيضاء، مروراً بالنواظير الليلة، هذا بالإضافة إلى أعلام النظام وصور بشار الأسد".
ويتابع الناشط: "لكن ليس بائعي البرامكة وحدهم من يستغلون الظرف لمصلحتهم، فتجار المولدات الكهربائية يشكرون الله على ما قامت به الحكومة السورية مؤخراً، من وقف لاستيراد الكهرباء من تركيا، لأن تجارتهم هي الأكثر رواجاً في دمشق، التي تنقطع فيها الكهرباء بأوقات غير منتظمة".. ويقول عمر: "يسخر الدمشقيون اليوم من سعر المولد الكهربائي، واصفين ثمنه بأنه يكاد يضاهي سعر السيارة!، ناهيك عن تذبذب سعر البنزين وصعوبة الحصول عليه في كثير من الأحيان".
أسواق دمشق تفتقد بضائع حلب
بعد أن كانت أسواق الشام غارقة بالبضاعة الحلبية ذات الجودة العالية، صارت الأقمشة والألبسة، وورق الجدران، وكذلك صابون الغار والزعتر الحلبي.. عملة نادرة مرتفعة الثمن.
ويصف أبو أنس -وهو تاجر في سوق الحميدية- معاناة التجّار الناتجة عن انقطاع بضائع حلب: "فرغت العديد من محلات السوق من البضائع، لأن التجار كانوا يعتمدون في تجارتهم على البضائع القادمة من حلب بشكل أساسي".. ويضيف: "في بعض الأحيان نستطيع تأمين القليل من البضائع، كأنواع محددة من القماش والصابون، في حين يصعب الحصول على ورق الجدران مثلاً".
أما العقبة الكبرى التي تخيف تجار حلب والشام معاً، فهي خطورة الطريق، لأنه كثيراً ما تتعرض البضائع للسرقة والنهب، أو قد يُخطف سائق الشاحنة طمعاً بسيارته.. ويبيّن أبو أنس: "على الرغم من أن التاجر الشامي يدفع مبلغاً (رعبون) قبيل بدء عملية الشحن، إلا أنه أيضاً قد يخسر هذا المبلغ فيما لو سُرقت البضاعة أو تضررت، لأن التاجر الحلبي لا يدفع تعويضاً ولا يعيد الرعبون.
ويضيف أبو أنس: "هذا شرط التاجر الحلبي، ونحن نعمل وفقه، لأننا محتاجون لبضاعتهم التي نتمنى عودتها إلى أسواقنا".
لمى شماس - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية