أرجوحة الموت بين الحر و النظامي... قصة مجند و"انشقاق الجحيم"
"ابني مقاتل في الجيش الحر هنا في حلب ولدي آخر مجند في الجيش النظامي "تقول ام عبدو بقلب يحترق ودموع تكاد تنفجر من عينين مسكونتين بالحزن، على غياب ابنها المجند النظامي الموجود في درعا متحفظة بشدة على ذكر حتى اسمه الاول فقط، خوفا من تصفيته.
و لا تقتصر مأساة ام عبدو على فراق ابنها كما أسرَت لــلصحفي غسان ياسين بحسب ما كتبه على صفحته "الفي سبوك"، وإنما القلق الأكبر والخوف الأكثر من أن تفقد ابنها سواء بالرصاص النظامي أو الحر، وهو الذي أخبرها في حديثه معها مؤخرا عبر السكايب - مستخدما موبايل احد زملائه - عن رغبته بالانشقاق، غير أن وضعه الحالي لا يسمح بذلك، حيث "لا يمكن الهرب من الحصارين الأول من زملائه في الجيش النظامي و زملاء المستقبل من الجيش الحر الذي يحاصر موقعه ".
و تنقل الأم الحزينة من قلب أحد أحياء حلب المدمرة حيرة فلذة كبدها وهو مهدد بالقتل بأي لحظة "تصوروا ان يقتله الجيش الحر و يقولوا عنه فاطس و خائن" .
بينما هو حسب ما نقل لها انه لم يطلق رصاصة واحدة على أحد بانتظار أقرب فرصة للهرب و القتال مع الثوار و ليس ضدهم .
ام عبدو تقول ان قصتها و ابنها ليست الوحيدة، فهناك الكثير ممن أجبروا على تجرع المرارة بتصويب البندقية إلى المكان الخطأ، و لكن الحراسة المشددة وقسوة العقاب الذي قد يصل في اغلب الحالات إلى فقدان الشاب حياته ما زالت أصعب العثرات أمام انشقاق العناصر المجندين في جيش النظام السوري .
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية