لم تجد الأم وأطفالها الصغار سوى القطار ملاذا آمنا ، على اعتباره أنه وسيلة نقل أكثر آمانا من وسائل النقل الأخرى . فالبرد قارس والثلج غطى الطرقات وقطع أوصالها .
اكتظت محطة حمص بالمواطنين الذين هربوا من الباصات لكثرة حوادثها ، خاصة خلال الأيام الماضية . وكانت بينهم هذه الأم المسكينة التي سرعان ما ندمت على ركوبها القطار فلا تدفئة ولا أنوار وبرد قارس وضجة صاخبة وتوقف متكرر بسبب أو بدون سبب . لذا حاولت أن تنام هي وأطفالها علهم يستطيعون نسيان البرد والجوع . لكن لا فائدة ،ما جعل الأم تحلف عن السفر بالقطار مرة أخرى حتى لو تدهور بها البولمان في ثنايا الجبال ووديانها .
الغريب أنك لاتستطيع التمييز بين درجة أولى أو ثانية و تساوى الممتاز مع العادي ، فقد تهالكت هذه القطارات ، وربما وضعها الروس في متاحفهم منذ زمن ليس بقريب .
ليس هذا فقط فالأسعار السياحية و الاستغلال الواضح داخل القطار أرهق الركاب الفقراء ، ولاتعرف من هو المسؤول ، أهي المؤسسة أم قاطع التذاكر أم عامل التنظيفات .
عندما سألنا الموظف المسؤول في القطار عن عدم تشغيل المكيفات أجابنا بأنه من المفروض أن تعمل ، لكن هذا ليس بيدنا بل بيد المؤسسة الميمونة .
وسرعان ماقالت لي الأم التي لم تصعد في القطار منذ خمسة عشر عاما : قطاراتنا تسير بقدرة الله
لا تدفئة و لا أنوار.. هل قطاراتنا تسير بقدرة الله ...!
عمر عبد اللطيف – زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية