أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لا تدفئة و لا أنوار.. هل قطاراتنا تسير بقدرة الله ...!

لا فرق بين الدرجة الأولى و الثانية إلا بتقوى المفتش ...

لم تجد الأم وأطفالها الصغار سوى القطار ملاذا آمنا ، على اعتباره أنه وسيلة نقل أكثر آمانا من وسائل النقل الأخرى . فالبرد قارس والثلج غطى الطرقات وقطع أوصالها .

اكتظت محطة حمص بالمواطنين الذين هربوا من الباصات لكثرة حوادثها ، خاصة خلال الأيام الماضية . وكانت بينهم هذه الأم المسكينة التي سرعان ما ندمت على ركوبها القطار فلا تدفئة ولا أنوار وبرد قارس وضجة صاخبة وتوقف متكرر بسبب أو بدون سبب . لذا حاولت أن تنام هي وأطفالها علهم يستطيعون نسيان البرد والجوع . لكن لا فائدة ،ما جعل الأم تحلف عن السفر بالقطار مرة أخرى حتى لو تدهور بها البولمان في ثنايا الجبال ووديانها .

الغريب أنك لاتستطيع التمييز بين درجة أولى أو ثانية و تساوى الممتاز مع العادي ، فقد تهالكت هذه القطارات ، وربما وضعها الروس في متاحفهم منذ زمن ليس بقريب .

ليس هذا فقط فالأسعار السياحية و الاستغلال الواضح داخل القطار أرهق الركاب الفقراء ، ولاتعرف من هو المسؤول ، أهي المؤسسة أم قاطع التذاكر أم عامل التنظيفات .

عندما سألنا الموظف المسؤول في القطار عن عدم تشغيل المكيفات أجابنا بأنه من المفروض أن تعمل ، لكن هذا ليس بيدنا بل بيد المؤسسة الميمونة .

وسرعان ماقالت لي الأم التي لم تصعد في القطار منذ خمسة عشر عاما : قطاراتنا تسير بقدرة الله

عمر عبد اللطيف – زمان الوصل
(134)    هل أعجبتك المقالة (127)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي