أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مصر تعزز اجراءاتها الامنية لمنع الفلسطينيين من الزحف الى القاهرة

اقامت اجهزة الامن المصرية امس حواجز على ابرز الطرقات الرابطة بين الحدود مع قطاع غزة والقاهرة لمنع سكان القطاع من الوصول الى العاصمة المصرية. فيما استمر تدفق عشرات الآلاف من المواطنين من قطاع غزة الى مصر لليوم الثاني على التوالي لشراء مواد غذائية. بدورها حملت اسرائيل مصر مسؤولية ادارة الوضع في جنوب القطاع، مشيرة الى انها تريد قطع بقية صلاتها مع غزة. فيما اتفقت مصر والاردن امس على اهمية مساعدة قطاع غزة انسانيا مع الحفاظ على فرص السلام و"دعم السلطة الفلسطينية".
وبدأت الحواجز الأمية المصرية امس التثبت من الهوية عند العديد من الحواجز بداية من مدينة العريش التي تقع على بعد 45 كلم غربي رفح خوفا من وصول الزحف الغزي الى قلب العاصمة المصرية القاهرة. وشوهدت مجموعات صغيرة من الفلسطينيين امس بجانب الطريق قرب هذه الحواجز بعد ان اخرجتهم قوات الامن المصرية من الشاحنات الصغيرة والحافلات وسيارات الاجرة التي كانت تقلهم الى القاهرة. وسمح لهؤلاء الفلسطينيين بالعودة ادراجهم الى العريش.
وحسب تقديرات وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين )اونروا) فان 700 ألف من سكان قطاع غزة اي نحو نصف السكان عبروا الحدود الاربعاء والخميس للتزود من مصر بحاجاتهم.
 وذكر شهود عيان ان تدفق الفلسطينيين الى الاراضي المصرية لم يتوقف طوال ساعات الليل حيث يقومون بشراء كل ما تقع عليه عيونهم.    واوضح الشهود ان المواد والبضائع "نفدت من بعض المحال" التجارية المصرية بسبب الاندفاع غير المسبوق لعملية الشراء من قبل الفلسطينيين. واشار شهود الى ان الاسعار في بعض المحلات التجارية المصرية "ارتفعت في ساعات المساء مقارنة مع ساعات صباح امس بفعل الاقبال الشديد على الشراء". واسعار الكثير من البضائع والمواد الاساسية والتموينية في مدينتي العريش ورفح بمصر اقل من مثيلاتها في الاسواق الفلسطينية. ويقبل غالبية الفلسطينيين على شراء مواد تموينية وغذائية وادوية ومواد بناء مفقودة في القطاع منذ سبعة اشهر تقريبا اضافة الى السجائر.


اما اسرائيل فحملت مصر مسؤولية ادارة الوضع في جنوب قطاع غزة. وقال وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك ان "المصريين يعرفون تماما التزاماتهم وسينفذونها عملا بالاتفاقات" المبرمة مع اسرائيل. من جهته قال ارييه ميكيل الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية لوكالة فرانس برس ان "كل ما يحصل في هذه المنطقة هو من مسؤولية مصر التي يجب ان تقوم بتسوية المسألة".
واضاف "على المصريين العمل على ان يكون الوضع على الحدود كما يجب". وتابع المسؤول الاسرائيلي "نحن غير قلقين ازاء ما يخرج من قطاع غزة وانما لما يدخل اليه. حماس والمجموعات الارهابية الاخرى ستستغل الفرصة لتمرير ارهابيين واسلحة، والوضع الذي كان خطيرا سيصبح اسوأ"، على حد تعبيره.
من جهته قال الناطق باسم وزارة الجيش شلومو درور ان الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة منذ الخميس سيبقى قائما. وقال لوكالة فرانس برس "كل نقاط العبور (بين اسرائيل وقطاع غزة) تبقى مغلقة حتى اشعار اخر باستثناء الحالات الانسانية التي ستدرس كلا على حدة"، مؤكدا في الوقت نفسه ان "ليس هناك ازمة انسانية في غزة خلافا لما تريد حماس تصويره".
ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مسؤولين في وزارة الدفاع ان عبور عشرات الاف الفلسطينيين منذ الاربعاء خلق "جو ازمة" بين اسرائيل ومصر. وقال المسؤولون ان "عدم تحرك" القاهرة في هذه القضية يقوي سلطة حماس في قطاع غزة ويوجه ضربة قاسية جدا لسياسة العقوبات الاقتصادية التي يعتمدها رئيس الوزراء ايهود اولمرت. وقال مسؤول كبير رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان هناك ايضا "جوانب ايجابية" لاسرائيل في هذه القضية. واضاف ان "تمكن عشرات آلاف الفلسطينيين من التوجه الى مصر سيخفف الضغوطات التي تمارس في العالم ضد اسرائيل التي اتهمت بالتسبب بازمة انسانية".
واضاف ان فتح حدود رفح بالقوة يمكن ان يؤدي ايضا الى تخفيف الضغوطات على الرئيس محمود عباس الذي تأخذ عليه حماس مواصلة مفاوضات السلام مع اسرائيل في وقت تفرض فيه الدولة العبرية عقوبات على 5،1 مليون فلسطيني في غزة. وتابع هذا المسؤول "مع اتهامه بالتواطؤ في ازمة انسانية، لن يتمكن عباس من التفاوض بجدية مع اسرائيل في حين ان ذلك سيصبح ممكنا الان مجددا".
وبخصوص مصر، اعتبر هذا المسؤول ان القاهرة ستكون مرغمة على التفاوض مع حماس على اقامة حدود مع نقاط عبور "طبيعية". وقال ان "الوضع الحالي لا يمكن ان يستمر الا لبضعة ايام، حيث لا يمكن للمصريين ان يسمحوا بتنقل فلسطينيين بحرية على اراضيهم دون ممارسة اي رقابة عليهم".
وقال نائب وزير الجيش الاسرائيلي امس ان اسرائيل تريد قطع بقية صلاتها مع قطاع غزة.  وقال ماتان فيلنائي نائب وزير الجيش ان اسرائيل تريد أن تقطع صلاتها تماما مع غزة من خلال تسليم مسؤولية امدادات الكهرباء والمياه والدواء لجهات أخرى. وقال مسؤول أمني اسرائيلي ان على مصر تولي هذه المسؤولية. وأضاف فيلنائي "علينا أن ندرك أنه عندما تكون غزة مفتوحة على الجانب الاخر فاننا نفقد المسؤولية عنها. لذا نريد الانفصال عنها".
ورفضت مصر التعليق على اقتراح فيلنائي. وردا على سؤال حول ما الذي تعتزم القاهرة عمله ازاء الحدود قال المتحدث باسم وزارة الخارجية حسام زكي ان الوضع مؤقت وان كل الخيارات يجري بحثها.
وقال نيكولاس بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الاميركية امس ان واشنطن على اتصال بالقاهرة بشأن الحدود ومستعدة للعمل مع السلطات المصرية لاستعادة النظام هناك رغم انه لم يعط تفاصيل عن كيفية تحقيق ذلك. وقال بيرنز للصحفيين في القدس "رأينا هو انه يتعين استعادة النظام على الحدود". مضيفا انه يتعين اعادة امداد قطاع غزة بالخدمات بسرعة.
في غضون ذلك اتفق وزيرا خارجية مصر والاردن خلال لقاء عقداه امس في القاهرة على اهمية مساعدة قطاع غزة انسانيا مع الحفاظ على فرص السلام و"دعم السلطة الفلسطينية". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية ان وزيري خارجية مصر احمد ابو الغيط والاردن صلاح البشير بحثا خلال اجتماع حضره رئيسا جهازي المخابرات في البلدين "الاوضاع الفلسطينية في ضوء الاحداث الاخيرة"، في اشارة الى عبور مئات الآلاف من اهالي غزة الى الاراضي المصرية.
واضاف المتحدث ان "اللقاء اظهر توافقا في الرأي بين الجانبين حول اهمية التعامل الايجابي مع الاوضاع الانسانية في غزة مع الحفاظ على فرص تحقيق السلام ودعم السلطة الفلسطينية ودورها المهم في هذا الاطار". واوضح المتحدث ان المسؤولين الاربعة ناقشوا كذلك "عددا من المسائل الاقليمية من بينها الازمة اللبنانية واحتمالاتها المستقبلية والأوضاع في العراق".

غزة - القدس المحتلة - العريش - القاهرة - وكالات
(121)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي