انتقدت صحيفة "تشرين" السورية الرسمية ما أسمته انحياز عمرو موسى لفريق الأكثرية في لبنان بعد أن أكد موسى قبل مغادرته بيروت الأحد أن تفسير المبادرة العربية في فقرتها المتعلقة بتشكيل الحكومة المقبلة هو "الحؤول دون حصول الاكثرية على الاغلبية زائد واحد وعدم حصول المعارضة على الثلث زائد واحد". وقال "تفسير المبادرة واحد وهو الذي قلته،
وقالت تشرين "كشف موسى بانحيازه لفريق الموالاة حقيقة موقف النظام العربي الرسمي وعدم قدرته على اتخاذ أي مبادرة لا توافق عليها الإدارة الأميركية مسبقاً وإلا مصيرها الفشل".
ونشرت "تشرين" التي تعبر كغيرها من الصحف السورية الرسمية؛ على صدر صفحتها الأولى مقالاً من بيروت موقعاً باسم عبد الله خالد، وهو اسم يظهر للمرة الأولى في الصحيفة، تساءلت فيه عن مغزى عودة موسى الى لبنان "إذا كان يحمل مبادرة تم رفضها في السابق من قبل المعارضة خصوصاً ان قادتها أعلنوا بوضوح انهم لن يتخلوا عن الثلث الضامن الذي يجدون ان المشاركة الوطنية لا تتحقق من دونه". وأضاف: "ان اقصى تنازل يمكن ان ترضاه المعارضة القبول بمبدأ المثالثة".
واعتبرت الصحيفة ان تصريحات موسى عن عدم الاستئثار او التعطيل يعني ألا تحصل الموالاة على النصف زائداً واحداً وألا تحصل المعارضة على الثلث زائداً واحداً وتأكيده ان مبدأ "لا غالب ولا مغلوب" هو مبدأ عام وأن تفسير الرئيس بري له تفسير خاص لا يتطابق مع تفسير الجامعة العربية يؤكد "ان النظام العربي أذعن للضغط الأميركي الذي أعلن صراحة عدم قبوله بالتوافق وإصراره على استمرار (رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد) السنيورة جامعاً في يده كل السلطات التنفيذية والصلاحيات الرئاسية".
وقالت الصحيفة: "كم كان محرجاً للأميركيين انهم وهم الذي يعتبرون ان الورقة الرابحة الوحيدة التي يملكونها هي الورقة اللبنانية لم يستطيعوا ان يؤمنوا زيارة بوش الى بيروت بعدما هددت المعارضة بمنع هذه الزيارة بالقوة".
وتحدثت الصحيفة عن "اللقاء السري الذي جمع بوش بالسنيورة ورئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري في مدينة العقبة الأردنية لتلقي التعليمات الأخيرة التي تجهض المبادرة العربية وتفتح الأبواب امام كل الاحتمالات بما فيها التدويل وبالتالي بالفوضى على رغم من ان موسى أعلن ان الباب المغلق يمكن فتحه" حسب تعبير الصحيفة السورية، علماً بأن السنيورة نفى خبر هذا اللقاء بشدة في وقت سابق.
و نسبت صحيفة الوطن المقربة من السلطة في سورية إلى "أوساط سياسية مطلعة" لم تسمها اتهام موسى بأنه "غلّب في تفسيراته للورقة، وتحديداً للبند الثاني منها المتعلق بالحكومة العتيدة، فريقاً على آخر. ولفتت إلى أنه أخذ موقفاً علنياً في هذا الصدد يدعو إلى الاستغراب ويجافي مهمته كوسيط حيادي، بإعلانه قبل مغادرته أنه يؤيد صيغة 13 للموالاة و10 للمعارضة و7 لرئيس الجمهورية، وهو إعلان يناقض روح المبادرة العربية التي أخذت على عاتقها إيجاد حل متوازن للأزمة لا يغلّب فريقاً على آخر، فيما موسى ظهر أنه يرجّح الموالاة على المعارضة ويناقض مفهوم الحل العربي، ما يستدعي توضيحات عاجلة من مجلس جامعة الدول العربية حتى تستقيم المعادلة ويؤتى للبنان بحل متوازن وعادل ومنصف للفرقاء كافة" حسب تعبير الصحيفة التي قالت إن "مهمة موسى في لبنان انتهت إلى عوامل عدة منها انحيازه الواضح".
وفي بيروت، شن حزب الله هجوماً مماثلاً على موسى الذي دعاه رئيس كتلة نواب الحزب في البرلمان اللبناني محمد رعد "لتعلم اللغة العربية" قبل أن يأتي إلى لبنان.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية عن رعد قوله: "من لا يعرف اللغة العربية عليه ان يتعلمها ثم يأتي الى لبنان لان في لبنان من هو أفقه في اللغة العربية ويجيدها بإتقان كامل".
و نقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول في الجامعة العربية "بأن هناك توافقا على التفسير الرسمي للمبادرة العربية، والتي ذكرها الأمين العام مراراً"، فيما قال عبد العليم الأبيض المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية: إذا كان رعد قد قال ذلك فإنه يكون قد اتهم كافة الأطراف العربية، بما فيها سوريا، لأنه (موسى)، حمل نص مبادرة قبلتها كل الدول العربية. وأضاف الأبيض: "النص - يقصد نص المبادرة - يشرح نفسه بنفسه.. النص واضح جداً ولا يحتاج إلى تأويلات".
وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد رفض في مقابلة السبت مع وكالة فرانس برس تفسير موسى لمبادرة وزراء الخارجية العرب حول لبنان، داعيا اياهم الى "الاجتماع مجددا والاتيان بتفسير آخر". واعتبر ان "التفسير الواقعي والحقيقي" للمبادرة العربية هو توزيع مقاعد الحكومة المقبلة على اساس المثالثة بين الاكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية، اي بمعدل عشرة وزراء لكل طرف وهو ما ترفضه الاكثرية.
لكن موسى كرر القول: "التفسير الرسمي لمبادرة الجامعة هو الذي قلته أنا. أما تفسير الرئيس بري فهو خاص به ونحن نحترم رأيه، وهناك رأي آخر يجب ان يحترم وفي ما بينهما يجب ان تجري المبادرة العربية".
يشار أن ميشال عون اشترط مجددا الحصول على الثلث المعطل في الحكومة مهدداً بالتحرك في الشارع في حال تم رفض هذا المطلب.
دمشق تتهم موسى بالانحياز للأكثرية اللبنانية
زمان الوصل - صحف
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية