أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

زيارة الى الأستاذ والمفكر الكبير السيد عصام العطار

نحن في رابطة فارس الخوري قررنا ان نزور الأستاذ والمفكر الكبير عصام العطار,

وعندما آن الأوان انطلقنا بسيارتين تتناهبان الأرض كاننا في سباق قبل ان تدق الساعة

اربع مرات ولم نصل بعد الى الموعد , وهناك في المانية كان في انتظارنا طبيبا سوريا ذو لحية

غطت كامل رقبته ,كان يتكلم برصانة هازا رأسه بهدوء مثل سنبلة ممتلئة يداعبها النسيم ,قادنا

الى غايتنا المنشودة .الى صومعة حيث جلسنا ودخل علينا شيخ جليل يسنده رجلان يسير ببطا

وعلى سحنته شيئا من الرحمن ,كانت لحيته القصيرة بالكاد تغطي جلد وجهه الأبيض الصافي .

جلس على كرسي قبالتنا وكان يحاول بصعوبة ايقاف رجفان يديه .

وبعد ان ملأت عيني من وجهه الرحماني بدات باول كلمة حيث قلت نحمد الله ياستاذنا انك مازلت

على قيد الحياة لتكحل عينيك بثورة الشعب السوري ضد الظلم والتي ضقت بها طعم الابعاد والغربة

لسنين طوال والى الآن كي تبشر بها ,ابتسم بهدوء علامة الرضى ,وقال ماهو سبب تسميتكم

برابطة فارس الخوري ,فقلت لسببين الأول تيمنا بالمفكر الكبير ووطنيته الصادقة وثانيا كي نثبت

للنظام القمعي ان المسيحيين يشاركون الشعب ثورته وليس كما يدعي النظام .

وبعد ان طلب بسرور التعرف الينا فردا فردا استاذنه رفيقنا بالقاء كلمة ترحيب بشخصه الكريم ,

انطق بهدوء استاذنا الجليل لتعرفينا بالزعيم الوطني فارس الخوري حيث قال ان شخصيته ارتقت

فوق كل الخلافات باتجاه خدمة القضايا الانسانية والتحررية حتى خارج نطاق الوطن الكبير.

هذا وقد اجاب الأستاذ على الجواب الذي كانت جل رحلتنا تتمحور حوله وهو عن الثورة

وعن تصوركم للدولة بعد نظام القمع قال:في البدأ اننا لانريد ان نخرج من تحت الدلف

الى تحت المزراب فلا نريد وصاية احدا علينا اننا نريد بناء دولة كما يرغب ابنائها ,واردف قائلا

ان قيادة الثورة لاتأتي من السماء ولاتفرض فرضا بل تخرج من ضمن ابنائها الذين يخوضونها .

بعد ان تكلم استاذنا الكبير بما يقارب الساعتين كنت الاحظ انه لم يستعمل ولا مرة كلمة يجب

ولم يستعمل لغة الفرض بل لغة الحوار حيث طرح فكرة اللقاء والحوار لازالة الحواجز بين ابناء

الوطن من مختلف الآراء والعقائد كي تتعرف الناس الى بعضها وتبتكر الحل الصحيح.

وبعد سؤال حضرته عن تخوف البعض من الثورة التي بظاهرها اسلامية قال: اننا ننشد بعد ازالة

النظام الى دولة ديقراطية مدنية يتساوى فيها الجميع تحت سقف الوطن فصفقت من الانفعال

هذ وقد تطرق حضرته الى صمود المناضل الكبير السيد رياض الترك في السجن حتى غدا مثالا

يحتذى. وبد انتهاء الزيارة القيمة ابى حضرته الا ان يودعنا وقوفا على قدميه

ومن عند الباب فتوكأعلى اثنان وسار بخطى هادئة وقصيرة كأنه يسير بنا فوق مجسم

الكرة الأرضية حاملا في جعبته هموم سورية في تاريخها الحديث ونثره على وجوهنا

ومسحنا بالرحمن حتى نستمر بالثورة ونعانق الله وننتصر لقيم الحق التي جائت بها كل الشرائع

السماوية .

مطانس الداود
(80)    هل أعجبتك المقالة (81)

خلدون

2012-10-08

صورة مرفقة للمقال http://upcenter.faresalkhoury.nl/2098_56_ww78.jpg كل الشكر ل يا زمان الوصل اهلك وين راحو.. حرموني الغفا يا زمان.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي