حرق مساجد وهدم حارة بكاملها... قدسيا.. تُدمر في منتصف "هدنة"
هدنة لمدة ساعتين.. 120 دقيقة كانت كافية لتشعر سكان بلدة قدسيا في الريف الدمشقي بإمكانية النجاة، فبدأت أفواج النازحين بالهروب من قدسيا نحو أحياء العاصمة الأكثر هدوءاً..
هدنة مصحوبة بالقذائف
يروي رؤوف أحد الفارين من قدسيا تفاصيل رحلة نزوح السكان: بعد أن علم الأهالي بأن الجيش الحر وجيش النظام أعلنا هدنة من الساعة السادسة إلى الثامنة صباحاً، اتجه السكان إلى مخارج البلدة، مما تسبب في زحمة كبيرة على حاجز المخرج الرئيسي، بعد أن تزايدت أعداد السيارات.. ويضيف: عندما توقفت حركة السير بسبب الازدحام، انزعج جنود الحاجز، وبدؤوا بتفريغ غيظهم بالمدنيين، وصاروا يسيئون معاملتهم، وبصورة خاصة من يعود إلى بلدة (قدسيا)، ثم تطور الأمر إلى حملة اعتقال عشوائية، اُعتقل خلالها ثلاثة شبان من عائلة (مستو)...
ويضيف رؤوف: بعد مرور ساعة على الهدنة، بدأت قذائف الهاون تتساقط على قدسيا، على الرغم من أن الجيش الحر انسحب من البلدة، مع أن مدة الهدنة لم تكن قد انتهت بعد.. ولم يستطع أحد من الجنود أو المدنيين أن يخفي ملامح الهلع والخوف عندما بدأ الركام والدخان بتغطية المكان.
الدمار يلتهم قدسيا
تمكنّا من الحصول على بعض المعلومات المؤكدة حول حجم الدمار الذي لحق بالبلدة، فالحصول على المعلومة الموثّقة ما زال صعباً، نظراً لعدم القدرة على الدخول إلى المنطقة، حيث يؤكد أحد الناشطين في تنسيقية قدسيا على أن الشبيحة أقدموا على حرق كل من المسجد العمري، والصحابة، وعمر بن عبد العزيز، بالإضافة إلى هدم جميع بيوت ومحال حارة (الوتار)، كما أحرق الأمن الكثير من منازل منطقة (البساتين) –بعد سرقة محتوياتها- وأيضاً أشار شهود عيان إلى أن قوات النظام نفذت حملة إعدامات ميدانية، مشيرين إلى أنهم لم يتمكنوا إلى الآن من التأكد من أعداد الشهداء الذين قضوا إثر الإعدامات.
ومن جهة أخرى، نفى الناشطون في التنسيقية لزمان الوصل ما تردد عن دخول قوات الحرس الثوري الإيراني إلى قدسيا، وأيضاً ما أُشيع عن إعدام الشيخ رياض السيد.
ويذكر أنَّ الاتصالات مقطوعة بشكل كامل عن قدسيا، ولذلك يُخشى من أن ترتكب قوات النظام مجازر في البلدة التي تتعرض بشكل مستمر في الفترة الأخيرة للقصف، بهدف قمع مشاركتها في الثورة.
لمى شماس - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية