طالب مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالتحرك واتخاذ إجراء فوري لوقف التصعيد العدواني العسكري الإسرائيلي المترافق مع الحصار الجماعي للشعب الفلسطيني في غزة.
![]() |
وقال الدكتور بشار الجعفري في كلمة أمام الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن لمناقشة العدوان الإسرائيلي على غزة: إن الأوضاع في غزة تستدعي معالجة جادة تحمي الشعب الفلسطيني الأعزل من آلة العدوان الإسرائيلي الأرعن مطالباً بتطبيق القانون الدولي على إسرائيل الذي يقر بأن العقوبات الجماعية هي جريمة حرب ينبغي ألا تفلت إسرائيل من تبعاتها القانونية والسياسية.
وأوضح المندوب الدائم أن إسرائيل التي تسيطر على الحدود الدولية وعلى المعابر الحدودية وتستبيح حرمة غزة على مدار الساعة وتتحكم بحركة الغذاء والدواء والماء والكهرباء حولت غزة إلى قطاع محاصر تماماً كما حولت الضفة الغربية إلى بانتوستانت معزولة.
وأكد أن تردد المجتمع الدولي في ردع إسرائيل وغياب ممارسة ضغط فعال على إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال لإجبارها على الامتثال لالتزاماتها القانونية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والقانون الدولي الإنساني مكن إسرائيل من ارتكاب تجاوزاتها اللاإنسانية في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة وانتهاكاتها للقانون الدولي وتحديها المستمر للرأي العام العالمي وسعيها إلى تقويض علمية السلام من خلال وضعها لشروط تعجيزية أمام عملية السلام وإمعانها في رفض وقف الاستيطان ورفض تنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية التي طالبتها بوقف بناء وهدم الجدار الفاصل العنصري الذي أقامته في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأمس أيضاً بحث وزير الخارجية وليد المعلم مع نظيره الهولندي أم جي أم فيرهاغن تطورات الوضع الخطر في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في غزة جراء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة إلى جانب الحالة الإنسانية المتدهورة التي وصل إليها الشعب الفلسطيني نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض عليه وضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بتحمل مسؤولياته لرفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني. كما تم التطرق خلال اللقاء إلى موضوع عملية السلام في الشرق الأوسط وأهمية تحقيق السلام العادل والشامل فيه بما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 بما في ذلك الجولان السوري والجهود التي يمكن بذلها لتحقيق ذلك وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. واستعرض الوزير المعلم مع نظيره الهولندي واقع العلاقات الثنائية بين البلدين وضرورة تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين. كما تسلم الوزير المعلم من سيد أحمد موسوي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية الجديد نسخة من أوراق اعتماده سفيراً لبلاده لدى الجمهورية العربية السورية. ودار الحديث خلال اللقاء حول العلاقات الثنائية التي تربط البلدين وسبل تعزيزها وأهمية تطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين. وطالب مشروع قرار معدل لمجلس الأمن الدولي أمس بـ«الوقف الفوري لأعمال العنف كافة» في غزة وفي جنوب إسرائيل التي أوقفت أمس مجدداً إمدادات الوقود لقطاع غزة، وقالت إنه رد فعل على هدم الحاجز بين قطاع غزة ومصر من قبل آلاف المتظاهرين الذين تدفقوا إلى غزة لشراء المواد الغذائية والأدوية بعد أن كادت تنضب من القطاع. في تلك الأثناء رفضت حركة فتح دعوة رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية للحوار في الوقت الذي أضاف فيه رصاص الجيش الإسرائيلي فلسطينياً جديداً إلى قافلة الشهداء في غزة. وجاء في نسخة عن المشروع حصلت عليها وكالة فرانس برس أن هذه الصيغة الجديدة تتضمن أيضاً إعراب مجلس الأمن الدولي «عن بالغ قلقه من أعمال العنف الأخيرة التي جرت في غزة وجنوب إسرائيل» داعياً إلى «الوقف الفوري لأعمال العنف كافة ومنها إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية وكل الإجراءات التي تتعارض والقانون الدولي وتعرض المدنيين للخطر»، في إشارة إلى الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ 17 كانون الثاني. وكان محمود الخزندار رئيس جمعية أصحاب الوقود قد أكد أمس أن «السلطات الإسرائيلية قامت بوقف إمدادات الوقود لقطاع غزة كرد فعل على هدم الجدار بين رفح ومصر» مضيفاً إنه «تم إدخال 150 طناً من الغاز ومن المفروض إدخال 350 طناً و200 ألف لتر من السولار الصناعي فقط ولم يتم إدخال سولار عادي ولا بنزين». وتدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين على مصر من قطاع غزة أمس عبر حاجز حدودي فجره مسلحون لشراء أغذية ووقود يعانون من نقص فيهما نتيجة الإغلاق الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة حيث تدّعي أنه إجراء لكبح صواريخ المقاومة التي تطلق على جنوب إسرائيل. وقطعت بسبب الحصار شحنات الوقود إلى محطة الكهرباء الرئيسية في القطاع ومحطات البنزين وأوقفت شحنات المساعدات بما في ذلك الأغذية والإمدادات الإنسانية الأخرى. وقال محمد سعيد الذي كان يجر عربة صغيرة باليد: «اشتريت كل شيء أحتاجه للمنزل يكفيني لشهور. اشتريت طعاماً وسجائر حتى جالونين من وقود الديزل لسيارتي».
وقال سكان رفح: إن مسلحين فلسطينيين قاموا بسلسلة تفجيرات أثناء الليل دمرت نحو 200 متر من الحاجز الحدودي المعدني وارتفاعه ستة أمتار بين قطاع غزة ومصر الذي أقامته إسرائيل عام 2004 قبل عام من سحب قواتها ومستوطنيها من غزة. في حين أفاد صحفي من وكالة فرانس برس أنه تم تدمير قرابة ثلث الجدار الحدودي أي 5 كيلومترات من 14 بواسطة المتفجرات والبلدوزرات فجر أمس. وعلى الجانب الآخر من الحدود وقف أفراد شرطة مكافحة الشغب المصرية الذين أرسلوا لتعزيز الأمن عند الحدود جانباً وسمحوا للفلسطينيين بالمرور وبذلك بعد يوم من إعادتهم سكان غزة الذين اقتحموا معبر رفح تلاه تصريح للرئيس المصري حسني مبارك قال فيه إنه أعطى أوامره لقوات الأمن المصرية بالسماح بدخول الفلسطينيين من قطاع غزة وذلك بعد أن تعرّض لنقد فلسطيني لاذع لإحكامه إغلاق معبر رفح. وتابع: «قلت لهم اتركوهم يدخلوا ليأكلوا ويشتروا الأغذية ثم يعودوا ماداموا لا يحملون أسلحة». وكانت إسرائيل التي تعرضت لانتقادات دولية وتحذيرات أطلقتها منظمات دولية من حدوث كارثة إنسانية في القطاع، قد خففت الثلاثاء حصارها بمد القطاع بـ360 ألف لتر من المازوت مخصصة لمحطة توليد الكهرباء الرئيسية فيه قبل أن تقطعها ثانية يوم أمس. لكن مشعل قال: إنه «حتى لو أغرقوا غزة بالوقود لا نقبل بسوى رفع الحصار عن غزة»، مؤكداً أن «الكميات المحدودة من الوقود» التي تم إدخالها إلى القطاع ليست سوى «خدعة إسرائيلية».
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية