أجبان "الخالدية الثائرة" في مصر... قصة ثورة من اللاذقية إلى الاسكندرية
في أحد شوارع مدينة الإسكندرية الساحلية المصرية تفوح رائحة مدينة اللاذقية السورية ممزوجة باسم أحد أشهر أحياء حمص الثائرة "الخالدية".
دكان امتلأ بشعارات الثورة السورية والمبادئ المطالب بها، في هذا المحل ومنذ الدقائق الأولى لا بد أن نلاحظ أنّها ثورةٌ لكلّ السوريين.
أبو محمد الساحلي والذي ينتمي لأحد أحياء اللاذقية تحدث لـ "زمان الوصل" بغصة دون أن تفارق نظرة التفاؤل وجهه، فالدكان الذي أسماه "الخالدية" كان له قصة مع الرجل صاحب الـ40 عاماً، والذي نزح إلى مصر في أوائل شهر شباط من العام الحالي.
أكد ابن "الصليبة في اللاذقية" أنّه وبعد إصابة قدمه برصاصة أطلقتها قوات النظام أثناء خروجه في مظاهرة للمطالبة بالحرية في مدينته، اضطر للسفر إلى مصر هرباً من بطش النظام وشبيحته، وبحثاً عن مصدر رزقه، حيث كانت قوات النظام قد شدّدت حملتها الأمنية على منازل الناشطين للقيام بنهبها واعتقال سكانها في حال وجودهم، وهو ما قامت به من خلال مداهمتها لمنزله بعد سفره بساعات، وسرقة كل ما يمكن سرقته من القطع الثمينة التي لم يستطع الرجل الذي يملك 4 أولاد حملها.
ومنذ يومين فقط اتصل به أحد جيرانه ليخبره بأنّ قوات النظام قامت بمداهمة منزله المهجور للمرة العاشرة، دون معرفة السبب الذي يدفعها لمداهمة منزل لم يعد فيه أيّ شيء.
وعن تسمية الدكان تكلّم أبو محمد عن تزامن قصف حي الخالدية في حمص مع إطلاق (مشروعه) محل الأجبان والألبان، فذهب مسرعاً إلى الخطاط طالباً منه تغيير الاسم من الصليبة إلى الخالدية بعد مشاهدته لإحدى نشرات الأخبار التي تظهر القصف العنيف والهمجي على الحي الحمصي.
ويظهر في الدكان أعلام الثورة السورية وحتى الأكياس التي يضع فيها ما يبيعه حاملة للكلمات أجبان وألبان الخالدية سوريا حرة، هذا إضافة لبعض الكتابات التي تملأ جدران المحل نفسه.
وأخيراً يؤكد الرجل أن دكانه مفتوحة للعائلات المتضررة مع الأسعار الخاصة للسوريين الأحرار، على الرغم من الظروف القاسية التي يعاني منها هو وغيره من السوريين في مصر، وموضحاً أنّه سيعود إلى سوريا في الساعة التي يجد فيها أنّ ثوار الداخل بحاجة إليه، دون أن يكون عالة عليهم.
جورج خوري - مصر (الاسكندرية) - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية