أكدت مصادر أمنية في بيروت لـ "الوطن" التعرف على هويات أربع جثث جديدة تبين أنها لسعوديين, ليصبح بذلك عدد السعوديين الذين قتلوا في مخيم نهر البارد شمال لبنان ستة, سبق أن أعلن عن اثنين منهم الأسبوع الماضي.
وقالت المصادر إن الجثث الأربع الجديدة هي لكل من بدر عوض الجابري الحربي وحمد مجول الشمري وسالم مبروك سعيد الصيعري وسعد عبدالعزيز الكعبور وجميعهم تحت الـ23 سنة.
وأضافت المصادر أن السفارة السعودية في بيروت تسعى للتوصل إلى بعض الأهالي الذين لم تتم معرفة أرقام هواتفهم ليتمكنوا من الحضور إلى بيروت لأخذ عينات من أحماضهم النووية ومطابقتها بالأحماض النووية للجثث من أجل التأكد من هويتها.
وكشفت المصادر نفسها أن هناك أربع جثث أخرى لدى السلطات الأمنية اللبنانية يرجح أن تكون لسعوديين أيضا, مشيرة إلى أن هناك تنسيقا وتعاونا بين السلطات الأمنية اللبنانية والسفارة السعودية في سبيل التعرف عليها.
وقالت المصادر إن السلطات الأمنية اللبنانية تواجه صعوبة في تحديد هويات أصحاب الجثث لأن الوثائق التي معها تكون في الغالب مزورة.
إلى ذلك سجلت أمس اشتباكات متقطعة على محاور مخيم نهر البارد، فيما جددت قيادة الجيش دعوتها مسلحي فتح الإسلام إلى الاستسلام.
واستخدمت في الاشتباكات الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة يتخللها قصف مدفعي، بعد ليلة هادئة نسبيا أطلق خلالها الجيش اللبناني قنابل مضيئة في محاولة للحؤول دون استغلال فتح الإسلام للظلام للقيام بتحرك عسكري.
وأصدرت قيادة الجيش بيانا أمس دعت فيه "مسلحي فتح الإسلام إلى العودة إلى التعاليم الدينية وتلبية نداء الإرادة الجامعة التي عبر عنها مرارا الشعبان الفلسطيني واللبناني من خلال المبادرة إلى تسليم أنفسهم لقوى الجيش".
كما دعا البيان المسلحين إلى عدم منع الراغبين بالاستسلام من القيام بذلك "وخصوصا الجرحى كي ينالوا العناية الصحية اللازمة، والعمل على تسهيل خروج المدنيين المحتجزين قسرا".
وأشار إلى أن "العدالة هي الفيصل لحل هذه القضية والانطلاق إلى مرحلة جديدة كفيلة برأب الصدع وإعادة الإعمار".
وأعلنت السلطات اللبنانية مرارا أن لا حل لمشكلة فتح الإسلام إلا بأن يسلم عناصرها أنفسهم إلى القضاء.
وتسببت الاشتباكات في شمال لبنان حتى الآن بمقتل 173 شخصا، بينهم 85 جنديا لبنانيا و68 مسلحا على الأقل، كونه يصعب إحصاء عدد هؤلاء الذين لا تزال جثث العديدين منهم داخل المخيم.
وتزامنت دعوة الجيش مع تراجع الآمال بالوصول إلى حل سياسي لأزمة مخيم نهر البارد واستمرار الخلافات بين الفصائل الفلسطينية على تشكيل القوة الأمنية ومهامها المزمع إدخالها إلى المخيم.
وسجل أمس قرار بمنع التظاهرات التي كان مقرر أن تجري بالقرب من المخيم بدعوة من فعاليات وهيئات أهلية لبنانية كانت تطالب بأن يقوم الجيش اللبناني بحسم قضية المخيم عسكريا.
ومنعت التظاهرات خوفا من حصول صدامات بين اللبنانيين والفلسطينيين في مخيم البداوي على غرار ما حصل الأسبوع الماضي.
من جهة ثانية قال عضو رابطة علماء فلسطين محمد الحاج في تصريحات تلفزيونية أمس إن الزعيم المختفي لفتح الإسلام شاكر العبسي كان قد أبلغه، خلال المفاوضات معه، أنه بعث برسالة إلى المسؤولين اللبنانيين ينفي فيها علاقة تنظيمه باغتيال الوزير بيار الجميل وتفجير عين علق.
وكانت معلومات نشرت أمس عن أنه سيتم الكشف قريبا عن التحقيق الخاص بمقتل الوزير الجميل وفيه إدانة واضحة لفتح الإسلام بتدبير الاغتيال.
على صعيد آخر وبعد الانعاكسات المقلقة لما تم تداوله عن نية سوريا سحب عمالها والطلاب السوريين من لبنان, قال الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري إن "هذا القرار يقتصر على الطلاب السوريين الموفودين إلى الجامعتين اللبنانية والعربية بموجب اتفاقيات معهما وذلك نظرا للأجواء السائدة تجاههم في بعض الكليات".
وعن ما أشيع حول الطلب من العمال السوريين مغادرة الأراضي اللبنانية، قال خوري إنه قام باستيضاح السلطات السورية المختصة "فأعلمتني أن هذا الأمر لا يمت إلى الحقيقة بأي صلة ولا أساس له، وأن هناك بعض الجهات التي تطلق مثل هذه الشائعات لأهداف وغايات معروفة".
ترجيح علاقة "فتح الإسلام" باغتيال الوزير بيار الجميل
بيروت: محمد الملفي, أ ف ب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية