أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وسط صمت عربي

غزة تغرق في الظلام وكارثة إنسانية بانتظار سكانها

 

مازال الصمت يخيم على الموقف الرسمي للحكومات العربية والإسلامية، في الوقت الذي يشهد الشارع العربي حالة من الغليان والاستنكار ضد الهجمة الشرسة التي ينفذها الكيان الإسرائيلي برعاية أمريكية ضد قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ يونيو/ حزيران 2007 ، رغم الكارثة الإنسانية التي أصبحت وشيكة في القطاع، خاصة مع نفاد الدقيق والمواد الغذائية والوقود من المخازن .

 

 

وكانت محطة توليد الكهرباء الرئيسية في غزة قد توقفت عن العمل تماما مساء اليوم الأحد ، بعد ساعات من توقف محركها الرئيسي بسبب نقص الوقود الناجم عن الحصار الإسرائيلي، وأوضح مدير مشروع محطة الكهرباء رفيق مليحة أنه لم يتم تسلم أي كمية من الوقود في المحطة التي تغطي بين 30% إلى 35% من احتياجات القطاع، ما أدى لتوقف في أحد المحركين.

 

 

ولفت إلى أن المحطة بحاجة إلى 450 مترا مكعبا يوميا من الوقود، مؤكدا أنه في حال عدم تزويدها سيتوقف المحرك الثاني مساء اليوم مما سيوقف عمل المحطة كليا، وذكر المسؤول الفلسطيني بالتأثير السلبي الكبير لهذا التوقف على المستشفيات ومحطات المجاري والمياه والمخابز والمصانع، وقبل حوالي شهرين أوقفت إدارة المحطة العمل في محركين من محركاتها الأربعة عقب تخفيض الشركات الإسرائيلية المزودة كميات الوقود.

 

 

وقد توقفت منذ مساء الخميس إمدادات القطاع من المحروقات والمواد الغذائية والمساعدة الإنسانية بسبب قرار إسرائيل، الذي قالت إنه يرمي لتشديد الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لوقف إطلاق الصواريخ. وأعلنت إسرائيل أنها ستعيد غدا الاثنين تقييم الموقف.


قرار شجاع

وفي رد فعلها دعت الحكومة الفلسطينية المقالة على لسان المتحدث باسمها طاهر النونو مصر إلى اتخاذ قرار جريء وشجاع بفتح معبر رفح لكسر الحصار المفروض على غزة وتسهيل إدخال البضائع وإسعاف المرضى والجرحى.


يأتي ذلك فيما بدأت في بعض العواصم العربية بعض المظاهرات والمسيرات لدعم الفلسطينييون في قطاع غزة، فقد انطلقت مساء اليوم مسيرة في مدينة طنجة المغربية لدعم أهالي غزة، كما يستعد فلسطينيو 48 لتنظيم مظاهرة الثلاثاء قبالة حاجز بيت حانون, سيحاولون أثناءها إدخال شاحنة محملة بالأدوية إلى القطاع.

استمرار العدوان

 

يأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه التوتر بسبب استمرار الغارات الإسرائيلية التي خلفت قبل ساعات شهيدين, واعتقال أربعة من حركة حماس. وذكرت متحدثة باسم جيش الاحتلال أن المعتقلين نقلوا إلى إسرائيل لاستجوابهم، وبينما ارتفع عدد الشهداء في الأسبوع الحالي إلى 35, قال جيش الاحتلال إن أكثر من 230 قذيفة هاون وصاروخا أطلقت على جنوب إسرائيل في الأيام الخمسة الماضية.

حماية دولية

وفي ظل مواصلة إسرائيل عدوانها على القطاع طالب رئيس الوزراء الفلسطيني المعين سلام فياض بحماية دولية
 
   
لسكان غزة, وقال إن المجتمع الدولي "يجب أن يتدخل لتوفير الحماية اللازمة لشعبنا من جبروت الاحتلال الذي يساوي منطقه الظالم بين هلع الإسرائيليين ودم الفلسطينيين".

 

لكنه جدد انتقاداته لعمليات إطلاق الصواريخ من غزة معتبرا أنه "علينا أن نتحلى بما يكفي من الشجاعة الأدبية والحس بالمسؤولية تجاه مصير شعبنا وقضيته لندرك أن إطلاق الصواريخ لم يجلب على شعبنا سوى الكوارث والويلات"، وفي الوقت نفسه اعتبر فياض أن التصعيد العسكري الإسرائيلي والأنشطة الاستيطانية يهددان بنسف مفاوضات السلام.

 

إدانات

 

وفي وقت سابق أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه إزاء الوضع في القطاع، وطالب بوقف تصعيد العنف. وانتقد قرار إسرائيل تشديد إغلاق المعابر وقال إنه "يثير القلق الشديد"، من ناحية أخرى ندد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بإغلاق غزة، ودعا اللجنة الرباعية والأمم المتحدة لعدم الاكتفاء بتوجيه النداءات والتحرك الفوري والجدي "لوقف مسلسل العدوان والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى غزة وإنهاء المأساة الإنسانية وتفادي انهيار مفاوضات التسوية".

 


كما أدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إسرائيل "لارتكابها المجازر المتتالية في قطاع غزة" ودعا الأمم المتحدة  ومجلس الأمن للتدخل لفك "الحصار الظالم" عن قطاع غزة.

 


إبقاء الحصار

 

وبدورها ورغم التحذيرات من كارثة إنسانية قررت الحكومة الإسرائيلية خلال جلستها الأسبوعية اليوم الأحد إبقاء الحصار المفروض على قطاع غزة والذي شمل الإمدادات من الوقود والغذاء والمساعدات الإنسانية للقطاع الذي يسكنه أكثر من مليون ونصف مليون شخص، وذكرت الحكومة الإسرائيلية إن إغلاق المعابر يهدف إلى ممارسة ضغط على حركة حماس لحملها على وقف الصواريخ التي يطلقها المسلحون على جنوب إسرائيل من قطاع غزة.

 

وقال أولمرت خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته:" قمت مساء الخميس بزيارة "سديروت" والمزارع الجماعية المحيطة بها لمتابعة الأنشطة المستمرة للجيش وجهاز الأمن الداخلي بسبب شدة الهجمات الصاروخية المزعجة التي تتعرض لها البلدة والمناطق المأهولة المجاورة لها القريبة من قطاع غزة".

 

من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية ارييه ميكيل أنه "لم يحصل أي تغيير يتعلق بالوضع في هذا القطاع وإسرائيل قررت الإبقاء على الحصار"، وتعتبر إسرائيل قطاع غزة "كيانا معاديا" وتفرض عليه منذ مساء الخميس حصارا كاملا ردا على إطلاق صواريخ منه على جنوب إسرائيل .

 

وتوقف بسبب هذا الحصار دخول المحروقات والمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والأشخاص إلى قطاع غزة، وقال عدنان أبو حسنة المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في غزة (أونروا) إن الساعات القليلة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لسكان القطاع، وأضاف أبو حسنة أن القطاع يعاني أزمة كبرى رغم مناشدة المجتمع الدولي .

 

وتفيد الأنباء بأن انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة بسبب نقص الوقود ينذر بتدهور الوضع الإنساني في ظل إحكام
 
   
الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ عدة شهور على القطاع وعزله عن العالم الخارجي، ومنذ صباح اليوم الأحد تعيش معظم مناطق قطاع غزة من دون كهرباء بعد أن أوقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة نصف إنتاجها بسبب امتناع إسرائيل عن تزويدها بالوقود، وقال رفيق مليحة مدير مشروع محطة الكهرباء التي تغطي بين 30 و35 في المئة من احتياجات قطاع غزة من الكهرباء إن "العمل توقف في واحدة من توربينتين في المحطة"، وأضاف "لليوم الثالث على التوالي لم نتسلم أي كمية من الوقود للمحطة وهذا أمر سيوقف عمل المحطة كليا وهو أمر خطير على نواحي الحياة".

 

وحذر مليحة من أنه "إذا استمر عدم تزويد المحطة بالوقود سنضطر خلال الساعات القادمة لوقف التوربينة الثانية وبذلك يتوقف كليا عمل محطة توليد الكهرباء الفلسطينية، وسيؤثر توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل بشكل سلبي على مناحي الحياة في قطاع غزة الفقير والمعتمد كليا على المساعدات الأجنبية، بما في ذلك على المستشفيات ومحطات المجاري والمياه والمخابز والمصانع وفقا لمليحة.

 

وكالات - زمان الوصل
(116)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي