أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شبيحة يزورون هويات الشهداء للمرور من حواجز "الحر"

كل ما تحتاجه للحصول على هوية مزورة هو صورتان شخصيتان و20 دولاراً وسمعة تفيد بأنك من محبي نظام الأسد.

هذا ما تفاجأ به ناشط عندما سمع اعترف عدد من الشبيحة بسهولة الحصول على هوية مزورة تحمل الاسم الذي تريد ومن المنطقة التي تريد، ولن تستغرق العملية أكثر من ثلاثة أيام، ويروي لنا الناشط أنه من الصعب جداً التفريق بين الهوية الأصلية والهوية المزورة، لأن هذه الأخيرة تخضع لعملية "تعتيق" لتبدو وكأنها كانت على الدوام محمولة من قبل صاحبها.

وعند سؤالنا عن مدى جدوى هذه الاستراتيجية أجاب: "إن ما يقوم به شبيحة النظام لم يعد يجدي في المدى المنظور، لأن جنود الحر تنبهوا لمثل هذه الأفعال وبأنهم بدأوا فعلياً بابتكار طرق تكشف الهوية المزورة من الهوية الحقيقية، إضافة إلى التدقيق الكبير على الصورة في الهوية الشخصية بخصوص الهويات المسروقة من شهداء الثورة".

إن ما يقلق الناشط وغيره من رجال الثورة هو أن تتبع بعض عصابات الإجرام مثل هذه الاستراتيجيات مما يدخل البلاد في منعطف خطير، ينجم عنه آثار سلبية على مدى ليس بقصير بعد الانتهاء من حكم بشار الأسد.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل يتبع أفراد "الجيش الحر" نفس الاستراتيجية لتجنب الحواجز العسكرية النظامية؟ هذا ما نفاه أحد قادة الحر مشيراً إلى ذلك بقوله: "إن أهل الحق لا يتبعون طرق أهل الباطل".

إن الهويات المزورة أولاً، ثم الهويات المسروقة ثانياً، تعبر عن الوضع المأساوي الذي وصلت إليه سوريا في صراعها المرير للتخلص من الظلم والفساد، بل إن الفساد ازداد أكثر وأكثر إلى درجة وصل فيها إلى اختراع شخصيات وهمية أو حلول أشخاص محل أشخاص بعد سفك دمائهم، كل هذا تتحمله السلطة القائمة والتي تستنزف سوريا (مجتمعاً ودولة) يوماً بعد يوم، بحسب نشطاء.

تختفي من أجل هويتك الشخصية

من جهته يعلق أحد النشطاء على "هويات المرور" بقوله: "إبداعات السلطات الأمنية تجاوزت كل التوقعات وأفرزت أنواعاً من الاختفاء القسري للمواطن السوري على حساب هويته الشخصية، فأصبح هذا المواطن يقتل "فقط"، لأنه يحمل هوية شخصية قد تحمي أحد شبيحة النظام أثناء محاولة سفر إلى إحدى المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر".

ويؤكد أحد الناشطين هذه الممارسات التي لوحظت بمختلف المحافظات السورية، إذ تم القبض على عشرات الأشخاص ممن يحملون بطاقتين شخصيتين يظهرون المزورة على حواجز الجيش "الحر"، ويفعلون العكس على حواجز "النظامي"، هذه الطريقة يمارسها النظام لحماية "شبيحته" مستفيداً من هويات شهداء الثورة السورية، فمن المعروف أن "شبيحة الأسد" يضطرون بين الحين والآخر إلى ممارسة حياتهم المدنية، مما يجبرهم على المرور في مناطق وطرق تخضع لسيطرة "الجيش الحر" الذي يقوم بتدقيق هويات المسافرين لحماية أهالي المناطق المحررة من خطر دخول عناصر قد يشكلون جواسيس للنظام لنقل معلومات تفيده في العودة والسيطرة على تلك المناطق.

هوايات الشهداء لعبور الحواجز الثورية

ويتابع الناشط لـ "زمان الوصل": "هذه الهويات تعود إلى شهداء من المدنيين تمت تصفيتهم داخل المعتقلات أو أثناء عمليات الاقتحام التي يقوم بها الجيش الأسدي للمناطق الثائرة، وأكد لي أحد مقاتلي الجيش الحر أنهم تأكدوا من انتشار هذه الظاهرة بعد حصولهم على اعترافات قسم من أسرى الشبيحة".

وتابع الناشط، أخبرني أحد المحققين في "الحر" أن أحد الذين حقق معهم اعترف له بأنه كان مضطراً للسفر إلى حلب، فاتصل بأحد أقربائه الذي يعمل ضابطاً في الجيش النظامي ليخبره بأنه يخشى المرور على أحد حواجز الجيش الحر، فطمأنه الضابط عندما قال له: "ساعة وبتكون معك هوية جديدة، لا تخاف!" فأرسل له هوية كان صاحبها قد قضى في المعتقل بعد تعرضه لعمليات تعذيب وحشية، وهذا إن دل على شيء فيدل على أن عدداً لا بأس به من الشبيحة قد استطاعوا الإفلات من قبضة الجيش الحر، وهذا سيشكل خرقاً استخباراتياً لصالح النظام".

ولم يقتصر الأمر على هويات الشهداء بل تعداه إلى استراتيجية "ازدواجية الشخصية بشرعية قانونية" وتقوم هذه الاستراتيجية على استصدار هويات وهمية لمقاتلي الأسد من قبل مؤسسات الأحوال المدنية التابعة للدولة.

ولكن هذه الاستراتيجية ترعب السلطة، خصوصاً في مرحلة "ما بعد الثورة" حسب ما تقودنا إليه تطورات الأحداث، لذلك ارتأت السلطات أن توجد هويات مزورة بمبالغ زهيدة يتحمل مسؤولية حملها صاحب العلاقة!

رعد اللاذقاني - زمان الوصل
(91)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي