أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تفاصيل أكثر عن محرمات المجتمع الثلاث في رواية اسمها "شيكاغو"

 

 

يعود الدكتور علاء الأسواني ليمارس هوايته المفضلة في الغوص داخل ما يدعوه المجتمع بالمحرمات الثلاث

(الجنس السياسة والدين ) وليقدّم لنا وجبة روائية شيقّة ومكثفة يحقق فيها أعلى درجات المتعة معتمدا بشكل أساسي على الإيقاع الموزون والموزع على مقاطع رواية " شيكاغو " والتي تتحدث عن عينّات من طلاب مصريين ذهبوا إلى اميركا وتحديدا إلى شيكاغو لتكملة دراستهم العليا في الطب والجراحة .

الروائي المصري علاء الأسواني يشتغل على مهله ولا يستعجل المجد والشهرة رغم أن عمارة يعقوبيان روايته الأولى قد حققت دويا كبيرا في عالم الرواية العربية والتي لم تنتهي دور النشر حتى الآن من إعادة طبعها وتم ترجمتها إلى 17 لغة  حتى قبل أن يعثر عليها الفنان عادل إمام ويحولها على فيلم ساهم أيضا في توسيع جماهيرية الرواية .

بالتأكيد أصبح الكاتب على دراية تامة  بأن عطش القراء ازداد لهذا النوع من التفاصيل وتفاصيل التفاصيل خصوصا أن الأمر يتعلق بقضايا كبرى كالتي يتناولها الأسواني بشخوص روايته شيكاغو والتي يعاني المواطن العربي (المُراقبّ )من الخوف في التحدث إليها والمرور بها كالانقلاب على الرئيس والجنس قبل الزواج والمعارضة الخارجية والحرية الجنسية للأبناء .

وفي ذات الوقت يدخل الكاتب بقلمه إلى ثواني ودقائق شخصياته اليومية وتقلباتها تبعا للطقوس النفسية و للأحداث الخارجية 

 الأسواني في شيكاغو منح نفسه جرأة وشجاعة أدبية مبحرا في واقع الطلاّب المهاجرين من مصر بغرض الدراسة ومصورا محترفا لما يمر بتغيرات حياتهم السياسية والاجتماعية الجديدة في أميركا وعلاقتهم مع دكاترتهم المختصين من الأمريكان والمصريين في الجامعات التي أرسلتهم الدولة المصرية ليختصوا بها في الولايات المتحدة   رافعا الغطاء عن قضايا كبيرة كالفساد في مصر والعنصرية في أميركا  

 قصص هؤلاء الأشخاص تبدو للوهلة الأولى متقطعة أو منفصلة عن بعضها ولا علاقة فيما بينها سوى زمن الرواية  نظرا لما يتبعه الدكتور الأسواني في تقطيع الرواية إلى فصول كما في "عمارة يعقوبيان"  فيتكلم عن شخص ما في عشرين صفحة مثلا ثم فصل جديد عن شخصية أخرى  ..أو قصة أخرى

وهنا تظهر قدرة الكاتب في الحفاظ على التركيز  قارئه في جميع فصول الرواية  (40 فصل و503 صفحة من الحجم المتوسط ) والتي ينجح بها الأسواني بمهارة حيث يقلب القارئ 60 صفحة أحيانا ليكمل  من حيث توقف حدث متسارعا لا يمكن فصله إلا أن الكاتب يفصله  دون أن ينفصل في ذاكرة القارئ الآنية  .

 

مساحة الحرية التي يعمل بها الدكتور علاء الأسواني هي مساحة كافية نوعا ما لتحريض قرائه على تناول القضايا الكبيرة في أحاديثهم ونقاشاتهم ومحاولة تحريك أكوام تركة المفاهيم الجامدة في الدولة والمجتمع

بعيدا عن الرموز والتورية والالتفاف حول الوقائع  

يحاول الكاتب  رفع الستار عن الحقائق  بلغة ليست معقّدة عما نعاني منه نحن ويعاني منه حكامنا .

وليثبت الدكتور الأسواني في روايته الثانية " شيكاغو " الصادرة عن دار النشر

 قلمه  في الصفوف الأولى للرواية العربية  .

ملاحظة " أفضل مافي طبعة شيكاغو  التي اشتريتها من مكتبة رصيف أنها خالية من الجملة التالية :

      رواية شيكاغو ل د علاء الأسواني مؤلف الرائعة عمارة يعقوبيان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

همام كدر - زمان الوصل
(265)    هل أعجبتك المقالة (210)

محمد

2007-07-09

علاء الاسواني كاتب مهم ويؤسس لجيل روائي جديد.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي