العنف لا يولد إلا العنف» مقولة اثبت تطور أحداث الثورة السورية صحتها، فمن ثورة سلمية إلى مسلحة، ومن جيش حر يحمي المظاهرات السلمية، إلى كتائب تشن هجمات وعمليات نوعية على النظام، وإذا كان التسلح فخ نصبه النظام السوري للثورة السلمية فأوقع نفسه فيه، فإن الممارسات الوحشية والبربرية للنظام هي الفخ الذي يجب ألا يسقط فيه الجيش الحر..
إعدامات «هنانو»..تفجر القضية
نفذ الجيش الحر في لواء هنانو في حلب، إعداماً ميدانياً بحق عشرين من جنود الأسد، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً عند المعارضين الذين كان لسان حالهم يقول: «لانريد شبيحة جدد»، خاصة أن من قُتل في هنانو هم أبناء البلد، ولا أحد يعرف إن كان الانشقاق في نيتهم، وإذا كانت حجة من نفذ الإعدام بأن الانشقاق بات متناول الجميع، فإن الشعب السوري لا شك أنه يخشى من أن ينتج الجيش الحر شبيحة برداء المعارضة، ولذلك لابد من تسليط الضوء على أخطاء الجيش الحر، كي يعلم قادته أن الشعب لن يسكت مجدداً على الخطأ، وأنه في سوريا الجديدة لم يكون هناك أحد فوق القانون، فوفقاً لأحد اللافتات التي على حملها المتظاهرون في «كفرنبل»:»أخطاء ثورتنا أشد علينا من قصف النظام» يجب الإشارة للخطأ ومحاسبة مرتكبه.
محكمة الثورة
هي محكمة يقول جنود الجيش الحر، أنهم يلجؤون إليها في بعض الأحيان قبيل تنفيذ أحكامهم، وقد تبدو تسمية محكمة «الثورة» أخف وطئ من تسمية المحكمة الشرعية التي قيل على لسان بعض جنود المتواجدين في حلب في أكثر من فيلم وثائقي صُور هناك، أنهم يتبعون أحكامها..
والحقيقة التي يجب أن تُقال بحق الجيش الحر هي أن ظروفه ، لا تسمح له بأسر جنود النظام وتركهم في سجن ما ريثما يسقط النظام فتتم محاكمتهم لذلك يتوجب عليهم إصدار الأحكام السريعة ، وإذا كان وجود قاضي ميادني أمراً أقرب للمستحيل، فإن الاستعانة بالأحكام الشرعية هو الأمر الأكثر تناولاً لجنود الجيش الحر خاصة إذا ما اعترفنا بوجود جيهاديين عرب بين صفوفه.
ومن الحلول التي قد تساعد الجيش الحر على الانتقال نحو مدنية الأحكام، هي استشارة أحد القضاة أو المحاميين المنشقين على طريق سكايب مثلاً، قبيل تنفيذ حكم الإعدام على الأقل!.
العوايني..يُقتل ولن يجد من يدفنه
أعدم الجيش الحر الكثير من «العواينية» في كافة المناطق التي سيطر عليها، وأغلب العواينية أعدموا بعد أن يتأكد الحر من ثبات التهمة عليهم عن طريق ملاحقة تحركاتهم بسبب تعدد شكاوي الأهالي عليهم، ويحذر الجيش الحر أغلب المناطق العواينية، ويطالبونهم بالرحيل عن المنطقة قبيل تنفيذ الحكم..
و جرت العادة في دمشق وريفها أن يطبع المعارضون في المنطقة «نعوة» باسم عوايني المنطقة قبيل قتله ليحذر ويترك المنطقة، فإن لم يفعل سيكون القتل مصيره.. وفي زملكا وجديدة ترك الجيش الحر جثة أكثر من عوايني في ساحات ليكونوا عبرة لزملائهم المخبرين، فلم يقترب أحد من الأهالي لدفنه خوفاً من أن يُحسب عليهم أولاً، ولأنه آذوا الكثير من الشباب المعارضين ثانياً، وفي حالة العواينية المثبتين فإن أحداً لا يلوم الحر، على عكس جنود النظام لأنهم لم ينشقوا، دون الأخذ بعين الاعتبار أنهم قد يكونوا في الخدمة الإجبارية.
سوريا بدا حرية بالاتفاق مع زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية