حيا البابا بنديكتوس السادس عشر، اليوم السبت، الشباب السوري وشجاعته، وقال إنه حزين لما يجري في سوريا، وإنه لا ينساها في صلواته وهمومه، كما حيا الشباب المسلم في لبنان.
وكان الحبر الأعظم يتحدث في اليوم الثاني من زيارته الى لبنان مساء اليوم، من مقر البطريركية المارونية في بكركي شمال شرق لبنان خلال "لقاء الشبيبة".
وقال "علمت أنه يتواجد في ما بيننا شبيبة قادمون من سوريا. أريد أن أقول لكم كم أقدّر شجاعتكم. قولوا في بيوتكم، لعائلاتكم ولأصدقائكم، إن البابا لا ينساكم. قولوا من حولكم إن البابا حزين بسبب آلامكم وأتراحكم. لا ينسى سوريا في صلواته وهمومه".
وأضاف "أريد أن أحيي الآن الشبيبة المسلمة الحاضرة معنا هذا المساء. أشكركم لحضوركم البالغ الأهمية. فأنتم والشبيبة المسيحيون مستقبل هذا البلد الرائع والشرق الأوسط برمّته".
وتابع موجهاً كلاكه إليهم "إعملوا على بنائه (الشرق الأوسط) معاً، وعندما تصبحون بالغين، واصلوا عيش التفاهم في الوحدة مع المسيحيين. لأن جمال لبنان يكمن في هذا الإتحاد الوثيق".
وقال "على الشرق الأوسط بأكمله، عند النظر إليكم، أن يدرك أنه بإمكان المسلمين والمسيحيين، الإسلام والمسيحية، العيش معاً بلا كراهية ضمن احترام معتقدات كل شخص لبناء معاً مجتمع حر وإنساني".
وأشار الى أنه "لا ينسى الشرق أوسطيين الذين يتعذّبون"، معتبراً أنه "آن الأوان لكي يتّحد المسلمون والمسيحيون من أجل إيقاف العنف والحروب".
وتوجّه الى الشباب قائلاً "تعيشون اليوم في هذا المكان من العالم، الذي كان شاهداً على ميلاد يسوع ونمو المسيحية. إنه شرف عظيم، إنه دعوة للأمانة، والمحبة منطقتكم".
وأضاف "أعرف الصعوبات التي تعترضكم في حياتكم اليومية، بسبب غياب الاستقرار والأمن، صعوبة إيجاد عمل أو الشعور بالوحدة والإقصاء. في عالم دائم الحركة، تجدون أنفسكم أمام تحديات كثيرة وعسيرة. فحتى البطالة والأخطار يجب ألا تدفعكم لتجرع 'العسل المر' للهجرة، مع الاغتراب والغربة من أجل مستقبل غير أكيد".
ودعا الشباب الى التصرّف "كصنّاع لمستقبل بلدكم، وقوموا بدوركم في المجتمع وفي الكنيسة".
وقال للشباب "يجب ألا يدفعكم الإحباط للهروب بأنفسكم إلى عوالم موازية كتلك الخاصة بعالم المخدّرات بأنواعها كافة، أو بعالم الإباحية الحزين. أما في ما يتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي، فهي مفيدة ولكنها قد تدفعكم في اتجاه الإدمان والخلط بين ما هو حقيقي وما هو وهمي".
وأضاف "ابحثوا وعيشوا علاقات غنية بالصداقة الحقيقية والنبيلة. كونوا أصحاب مبادرات تعطي وجودكم معنى وجذورا، حاربوا السطحية ومنطق الاستهلاك السهل في نفس الوقت".
ولفت الشباب الى انهم "معرّضون لتجربة أخرى، تجربة المال، هذا الصنم الغاشم الذي يعمي لدرجة خنق الشخص وقلبه".
ودعا الشباب "لاستقبال الآخر من دون تحفّظ، حتى وإن كان مختلفاً في انتماءاته الثقافية، والدينية والوطنية. فإعطاؤه فرصة واحترامه، وإظهار دماثة الخلق تجاهه، عوامل تجعلنا كل يوم أكثر غنى بالإنسانية".
وقال إن "عيش أوقات من الصداقة والسعادة يسمح بمقاومة بذور الانقسام، التي يجب محاربتها دائما".
وطالب الشباب بمقاومة "الإجهاض، والعنف، ورفض أو تحقير الآخر، والظلم، والحرب. هكذا، تنشرون من حولكم السلام".
ولفت الى أن "المغفرة والمصالحة هما الطريق نحو السلام، وتنفتحان على المستقبل".
وقال للشباب اللبناني "أنتم رجاء ومستقبل بلدكم. أنتم لبنان، أرض الضيافة والتناغم الاجتماعي وأصحاب المقدرة الهائلة والطبيعية على التأقلم".
يذكر أن البابا بنديكتوس السادس عشر وصل الى لبنان أمس الجمعة في زيارة اعتبرت تاريخية، على أن يختتمها يوم غد الأحد.
وكالات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية