من المعروف في سوريا أن التداوي من نيران وقذائف نظام الأسد رفاهية تُحظر على الشعب السوري، فالنظام السوري يفرض على المشافي تسليم الجرحى لتتم تصفيتهم أو اعتقالهم، أما انضمام معظم المشافي الدمشقية الخاصة إلى قافلة الثورة، فهو الأمر الذي لم يتوقعه النظام بحسب نشطاء.
الإنسانية تنتصر
يروي "أيمن" أحد الناشطين في تنسيقية دمشق الطبية أن العديد من المصابين بقذائف النظام في ريف دمشق لجؤوا إلى المشافي الخاصة القريبة من الأرياف، ومنها مشفى ..... (القريب من ....)، ومشفى ..... (القريب من ....و....)..وغيرهما، ويبيّن الناشط أن طاقم معظم المشافي الدمشقية يحاول تهريب المصابين من قبضة الأمن عن طريق إجراء تحقيق شكلي معهم، حيث تُسجل في أضابير الجرحى أن سبب الإصابة هو "عمل إرهابي"، دون أن تتم الإشارة إلى أي تفاصيل قد تورط المريض أمنياً.. وأوضح الناشط أن الأمن يتفقد المشافي في أوقات معينة يعرفها العاملون في كل مشفى، ليقوم بمهمة "شحط" المصاب من سريره إلى المعتقل، ومحاسبة الطبيب الذي داواه، بحجة أنه إرهابي، ولذلك يحاول معظم الأطباء إجراء العملية الضرورية والسريعة للجريح ليتم تخريجه قبل قدوم الأمن.
ويروي أهالي ريف دمشق أن المشافي في مناطقهم لا تنجو من المداهمات، فمن عادة الجيش النظامي اقتحام المشافي وسرقة معداتها، ويصف أهالي جديدة الاقتحام الوحشي الذي نفذه الجيش على مشفى "....." عندما دخل إلى البلدة، بهدف اعتقال الجرحى.
وبعد أن اشتهرت المشافي الخاصة في دمشق، بميلها لاستضافة المريض أكثر عدد ممكن من اليالي، طمعاً بزيادة فاتروته، أيقظت وحشية النظام الإنسانية في أقبيتها، وصار العديد من الأطباء يتفقون مع المريض، على زيارته وتطبيبه في مكان إقامته بعد تخريجه من المشفى، نظراً لأن المصابين بالشظايا أو الرصاص بحاجة لعناية مركزة لا توفرها لهم الظروف، وغالباً ما يرفض الأطباء الحصول على مقابل.
المشافي الحكومية.. الداخل مفقود
لا تتوانى المشافي الحكومية عن ممارسة كافة أنواع التشبيح الطائفي، فالجريح القادم إليها من المناطق الساخنة إما شهيد أو معتقل، ويؤكد الدمشقيون أن تجاربهم كانت مريرة مع المشافي الحكومية أثناء معركة "تحرير دمشق"..
ويذكر أحد الناشطين أن بعض الجرحى الذين تمت تصفيتهم في المشافي الحكومية، وسُلمت جثثهم فيما بعد لذويهم، اُكتشف أن أعضاءهم تعرضت للسرقة.
المستوصفات الحكومية.. نوع آخر من الانشقاق الطبي
يصف الناشط "أيمن" نوعاً آخر من الانشقاق، الذي يحدث داخل المستوصفات الحكومية في دمشق، يقول: من غيرِ علم المسؤولين، يهرب بعض الأطباء والمتدربين الكثير من الأدوية والمعدات الطبية إلى المشافي الميدانية.
* تم حذف أسماء المشافي خوفاً على طواقمها
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية