بعد مرور ما يقارب الشهر، على مجزرة جديدة عرطوز التي راح ضحيتها العشرات، رجع أهالي البلدة إلى بيوتهم، ومع عودتهم، بدأ يتضح بعض من أسرار المجزرة التي كان من تبقى من أهالي الحي شهوداً عياناً عليها، وبينما هم يتابعون مقتل أبنائهم، اكتشفوا كواليس تعامل جنود النظام بين بعضهم.
خلع بسطاره فقتلوه على باب المسجد
يؤكد سكان جديدة، أن جنود النظام لم يخجلوا من إلقاء جثة شيخ مسجد "العمري"، في أحد شوارع جديدة بعد اقتحامهم للمسجد بيوم، فهم كما يقول "أبو محمد" صاحب أحد المنازل القريبة من المسجد: لا يهمهم إن شاهد الأهالي إجرامهم، بقدر ما يخشون من أن يكتشف السكان مدى الشرخ الحاصل في صفوفهم.. ويضيف أبو محمد: لكن الأهالي شاهدوا ما يحاول النظام إخفاءه، عندما تلصصت العيون من المنازل المحاذية للمسجد، فرأت جندياً واحداً فقط من بين من اقتحموا "العمري"، يخلع بسطاره قبيل الدخول إلى المسجد، مما أزعج الشبيحة المعتادين على انتهاك الحرمات، فقتلوه عندما خرجوا على باب المسجد وأخذوا جثته معهم.
رفض إطلاق النار فأردوه شهيداً
وكما هو النهج البربري الذي يتبعه النظام في القتل، شاهد أهالي جديدة قوات النظام وهي تخرج الأبناء من المنازل وتقتلهم أمام أعين أمهاتهم في إعدامات ميدانية، استهدفت بشكل رئيسي شباب عوائل "البقاعي وبلابل ومربية" ليكونوا عبرة لبقية أهالي البلدة، غير أن المشهد لم يكن قاتماً بكليته فأحد الجنود وفي لحظة إنسانية وشجاعة منه رفض إطلاق النار، فلم يتردد الشبيح الواقف خلفه بقتله، لتختلط دماء السوريين من جنود ومدنيين.
دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية