أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تواري الممثلين السوريين بين الحكمة والخوف وبيع الدم


لا شكّ بأنّ عدداً كبيراً من الفنانين السوريين اتخذوا موقفاً مخزياً من الثورة السورية منذ انطلاقها، إذا ما استثنينا عدداً محدوداً مقارنة بالأغلبية التي وقفت مع ما سموه مسيرة الإصلاح منذ سنةٍ وقرابة الستة أشهر، أي منذ اندلاع الانتفاضة السورية.

وشهدت الأشهر الأخيرة غياباً شبه كلي للفنانين السوريين المؤيدين للنظام، بينما تفاوت الظهور الميداني لفناني الثورة بين داعمين حقيقيين وبين داعمين (فيسبوكياً)، أي عبر موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" لا أكثر.

أجادوا التمثيل على الشعب
وطغت نسبة (فناني النظام) على النخبة الفنية في سوريا، بالرغم من وجود الكثير من الاستثناءات، إلا أنّ المفاجئ للشارع العربي والسوري كان طبيعة الأدوار الفنية التي غالباً ما لعبها الممثلون على الشاشة والمتفقة مع مطالب الثورة بعد أن كانوا أساساً يتكلمون عن الحرية والكرامة والفساد في أدوارهم، كدريد لحام في مسرحية كاسك يا وطن، وقصي خولي في المسلسل الدمشقي أهل الراية، عندما لعب دور شخصية (رضا)، إضافةً لباسم ياخور في الكثير من أجزاء المسلسل الكوميدي الناقد (بقعة ضوء)، ورفيق سبيعي وأيمن زيدان وسلوم حداد وغيرهم الكثيرين.

حقيقة أداورهم
وفي نفس المنحنى اعتبر بعض الناشطين أنّ الممثلين المؤيدين للنظام لم يخرجوا عن الأدوار التي لعبوها في وقت سابق ليعبروا عن ذات الشخصيات الحقيقية لهم على أرض الواقع، فاختاروا دور (الإدعشري) لبسام كوسا في باب الحارة، والدور الاستغلالي لعبد المنعم عمايري في مسلسل عشتار ولسامر المصري في حاجز الصمت، وكذلك النمس لمصطفى الخاني في باب الحارة، إضافةً للعب بعض الأدوار السلبية أخلاقياً بالنسبة لزهير عبد الكريم وعارف الطويل وبشار إسماعيل وغيرهم.

فجوة
وبعد تنوّع تأييدهم للنظام السوري بقيادة بشار الأسد عن طريق الوسائل الإعلامية كافةً (من تلفزيون وإذاعة ومواقع إلكترونية ومسيرات الإصلاح)، فقد شهد غيابهم فجوةً كبيرةً لدى معظم الوسائل الإعلامية وخاصةً المؤيدة منها، بعد أن كانت تعتمد عليهم بشكلٍ كبير في توجيه الرأي العام عن طريق تأكيد صحة المسار الذي يسير عليه نظام الحكم في سوريا لمواجهة الشارع السوري المطالب بالحرية والكرامة والعدالة.

فتلخصت في وقت سابق أحاديثهم بالمؤامرة التي تحاك ضد سوريا والتهويل الإعلامي لما يجري، والأجندة الخارجية والمندسين والمرتزقة والمخربين وغيرها من الأقاويل التي أصبحت مرتكزاً إعلامياً لوسائل الإعلام السورية على طول الفترة الماضية.

غابوا أم غُيّبوا
ومن أكثر ما يلفت النظر غياب من نادى بالإصلاح والمؤامرة في الفترة الأخيرة عن الظهور، حيث هرب أو سافر العديد منهم إلى خارج البلاد التي لا يوجد فيها (ثورة) وخلل أمني بحسب زعمهم، بعد أن بات هناك من يخشى الذهاب إلى بيته الذي يبدو وكأنّه نسي طريقه، خاصةً من كان قدره أن ولد في إحدى المناطق الثائرة وما أكثرها كحمص ودرعا وحماة ودمشق ودير الزور وغيرها الكثير، ليصبح مغترباً في وطنه الذي اختاره من خلال موقفه كما يحب المؤيدون أن يسموه (سوريا الأسد)، بالرغم من تأكيد العديد من أبناء هذه المناطق تبرؤهم من نجومها دون أن تسمح بتعريضهم للأذى.

وبين هذا وذاك يأتي محللون ليتكلموا عن إهمالهم من قبل وسائل إعلام النظام بعد أن باتوا مادةً مستهلكة، أو قد يكونون ابتعدوا تجنباً للمزيد من الحقد الذي تولد لدى أهالي الشهداء والمعتلين والجرحى بعد أن شتمهم فنانو النظام في وقتٍ سابق.

الرماديون
وهم الشريحة الأقل سوءاً لدى الثائرين مع أنّهم اتخذوا شعار (لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم)، وكأنّ ما يجري في سوريا لا يعنيهم، ويأتي ذلك في ظلّ مراعاة البعض خشية الممثلين على أنفسهم من الاعتقال أو التسبب بالأذى لعائلاتهم، دون إغفال قيام البعض منهم بتأكيده الوقوف مع مطالب الشعب بطرقٍ غير مباشرة، أو الاكتفاء بعدم التبجيل لنظام الحكم في سوريا كما فعل من سبقهم.

فنانو المواقف؟!
وهم أكثر من بدأت تحترق كروتهم بعد أن اكتفى الكثيرون منهم بنشاطهم الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي في وقتٍ ملّ فيه أبناء الشعب السوري من الكلام، وخاصةً لما تضمه الكوكبة من ممثلين ارتفع شأنهم كثيراً بعد الثورة، واستمر بريق بعضهم الآخر الذي كان قبلها، حيث يؤكّد ناشطون أنّ جمال سليمان وفارس الحلو وأصالة نصري كانت مواقفهم مشرفة ومدعاة فخر.

ولكن من الظلم أيضاً الاكتفاء بدعمهم الإعلامي فقط، فللشهداء واللاجئين حقوقٌ عليهم تتمثّل بإنتاج أيّ عملٍ فني يضمّ في طياته العدد الكبير الذي وقف مع الثورة، لينقل للعالم المأساة الحقيقية التي يعيشها أبناء الشعب السوري، دون تحديد نوع هذا العمل، كفلم سينمائي أو مسلسل ثوري أو عمل مسرحي وحتى (سكيتشات) خاصة بالثورة، وذلك للرد على الأقل على الأعمال الفنية السورية التي تمّ تسييسها على طول المدة السابقة، خاصةّ وأنّ الكثير منهم أصبحوا خارج البلاد مما لا يشكّل أيّ خطراً على حياتهم.

في حيّن تبقى جهود الممثلين الذين يعملون على الأرض محفوظة كمحمد أوسو الذي اعتقلته قوات النظام أكثر من مرة، وجلال الطويل الذي ما زال يقدم مساعداته للاجئين وغيرهم الكثير. 
 

جورج خوري - زمان الوصل
(177)    هل أعجبتك المقالة (237)

العقاب الملك

2012-09-08

سيأتي اليوم قريباً الذي نتمنى فيه أن يُرحّل كل الفنانين الموالين و على رأسهم غوار المخادع إلى خارج سوريا الحرة ليجدوا بلداً آخر يحويهم .. بعد أن اكتشف الشعب السوري كل الدجالين الذين رموا انتماؤهم الوطني جانباً و انحازوا لعائلة خائنة باعت الوطن و العروبة و انكشفت كل أوراقها ....


احمد

2012-09-26

سوريا حرة والفاسد يطلع برة حسبن الله ونعم الوكيل عليكوا يا الفاسدين.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي